فيما يلي يرصد "العربي الجديد" أبرز المحطات اليمنية خلال سبع سنوات:
فبراير الثورة
يمثّل الـ11 من فبراير/ شباط تاريخ المحطة الأولى والأهم في مسار ثورة التغيير ضد ما وُصف بـ"النظام العائلي" لعلي عبدالله صالح، بعد عقود من حكمه اليمن، يقول الثوار إنه أدار فيها البلاد على نحو أسهم في تفاقم الأزمات، وسعى إلى توريث الحكم، وغير ذلك مما كان المحرك للثورة التي بدأت باعتصام مفتوح للمطالبة بـ"إسقاط النظام" في مدينة تعز تلته اعتصامات في صنعاء ومدن يمنية أخرى.
مارس.. جمعة الكرامة
بين الـ18 والـ21 من مارس/ آذار كانت أهم محطتين في الأشهر الأولى للثورة. في الأولى (18 مارس/ آذار) قتل ما يزيد عن 50 متظاهراً من شباب الثورة، في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، عقب صلاة الجمعة، في ما سُمي بـ"جمعة الكرامة"، وذلك برصاص مسلحين موالين للنظام.
وكان استهدافهم بمثابة الحدث المحوري الذي كان له ما بعده، إذ أدّى إلى انشقاقات في صفوف النظام. وهو ما حصل في الـ21 من مارس/ آذار، حين أعلن مسؤولون حكوميون وقادة عسكريون، وأبرزهم قائد المنطقة الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، علي محسن صالح الأحمر، تأييد الثورة وتعهّدوا بحمايتها.
وعلى الرغم من أن ثمة من يدافع عن تلك الانضمامات ويعتبرها مكسباً للثورة، فإن آخرين يرون خلاف ذلك، ويعتبرون قفز رموز من النظام السابق إلى سفينة الثورة مثّل عبئاً عليها، وحمّلها أوزاراً وثارات كانت في غنى عنها.
المبادرة الخليجية وتعيين بنعمر
في الثالث من إبريل/ نيسان، أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة لنقل السلطة في اليمن، ويؤكد عديدون أن علي عبدالله صالح هو من اقترحها في بداية الأمر، لكن في وقت لاحق تعرّضت بنود المبادرة للتعديل والإضافة، وكان أبرز ما احتوته نقل السلطة من صالح إلى نائبه، حينذاك، عبدربه منصور هادي، وتشكيل حكومة بالمناصفة بين الحزب الحاكم والأحزاب المؤيدة للثورة. وفي الشهر نفسه، عيّنت الأمم المتحدة المغربي جمال بنعمر مبعوثاً لها إلى اليمن.
تفجير دار الرئاسة
في الثالث من يونيو/ حزيران 2011 وقع تفجير في مسجد دار الرئاسة، الذي يعدّ مقر الرئيس، وقد أُصيب نتيجة التفجير علي عبدالله صالح وعدد من كبار معاونيه بجروح بليغة، نُقلوا على إثرها للعلاج في السعودية، حيث مكثوا شهوراً.
نوبل يمنية
تعتبر الناشطة اليمنية توكل عبد السلام كرمان من أبرز الأسماء التي ارتبطت بالثورة منذ بدايتها الأولى، وتعرّضت للاعتقال خلال مشاركاتها في تظاهرات "إسقاط النظام"، قبل أن تفوز، في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، بجائزة نوبل للسلام، كأول عربية تحوز الجائزة، نظراً لدورها في الثورة ومناهضة انتهاكات حقوق الإنسان.
توقيع المبادرة الخليجية
في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، وبعد شهور من الأخذ والرد والتفاوض حول بنود "المبادرة الخليجية"، إلى جانب ملحق أعدّه المبعوث الأممي عُرف بـ"الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية"، جرى التوقيع على المبادرة في الرياض، بحضور العاهل السعودي الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، وعلي عبدالله صالح وممثلين عن القوى والأحزاب المؤيّدة للثورة.
وتضمّنت المبادرة، في أبرز ما تضمّنته، نقل صالح صلاحياته إلى نائبه هادي، وتشكيل الأخير "حكومة الوفاق الوطني" برئاسة محمد سالم باسندوة، وبالمناصفة بين حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي كان يتزعّمه صالح نفسه، وأحزاب المعارضة.
انتخاب هادي
في الـ21 من فبراير/ شباط 2012، جرى انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً في انتخابات غير تنافسية، وفقاً للمبادرة الخليجية. وفي الـ27 من الشهر نفسه، سلّم صالح السلطة إلى هادي في احتفال رسمي.
هيكلة الجيش
عقب انتخاب هادي، كانت القرارات العسكرية التي أزاح الأخير من خلالها أقارب الرئيس السابق عن رأس أجهزة الأمن والجيش. اتخذت تلك القرارات ضمن العديد من الخطوات، بما فيها إصدار قرار بإعادة هيكلة الجيش والأمن في ديسمبر/ كانون الأول 2012، وبموجبه ألغي تشكيل الحرس الجمهوري، الذي كان بقيادة نجل صالح، أحمد علي عبد الله صالح، والفرقة الأولى مدرع، التي كانت بقيادة علي محسن الأحمر، وفي إبريل/ نيسان 2013، أقال الاثنين، بتعيين الأول سفيراً في الإمارات، والأخير مستشاراً لرئيس لجمهورية لشؤون الدفاع والأمن.
مؤتمر الحوار الوطني
في الـ18 من مارس/ آذار 2013، انطلق مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة 565 عضواً، وجرى اعتماد 50 بالمائة من المشاركين من المنتمين إلى المحافظات الجنوبية، وأنيطت بالمؤتمر مناقشة مختلف القضايا والتصورات للقوانين وشكل الدولة، في مرحلة ما بعد الثورة، واستمر المؤتمر بالانعقاد، حتى يناير/ كانون الثاني 2014، حين اختتم أعماله بمخرجات كان أبرزها إقرار انتقال اليمن من صيغة الدولة البسيطة إلى النظام الاتحادي (الفيدرالية)، وتشكيل لجنة لإعداد مسودة الدستور، والتمديد للرئيس هادي، إلى حين الانتهاء من المسودة، التي كان من المفترض أن تجرى انتخابات على ضوئها.
الحوثيون يتوسّعون إلى صنعاء
منذ مطلع عام 2014 أكملت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) سيطرتها على محافظة صعدة، شمالي البلاد، وبدأت التوسع باتجاه محافظة عمران (على بعد 50 كيلومتراً شمالي صنعاء)، لتدور مواجهات متقطعة مع رجال القبائل والقوات الحكومية، انتهت بسقوط مدينة عمران ومقر اللواء 310 مدرع، ومقتل قائده العميد حميد القشيبي، وهو الذي كان يواجه الجماعة، وذلك في الثامن من يوليو/ تموز 2014.
في ما تلا ذلك بدأ الحوثيون بالحشد نحو صنعاء، تحت مبرر إسقاط "الجرعة" السعرية التي أقرتها الحكومة، وبدؤوا بإسقاط صنعاء باعتصامات مسلحة على مداخلها، بالتحالف مع الموالين لعلي عبدالله صالح. وفي الـ21 سبتمبر/ أيلول، اجتاحوا العاصمة، وسيطروا على أبرز المؤسسات. كذلك جرى في اليوم نفسه توقيع ما سُمي بـ"اتفاق السلم والشراكة"، برعاية المبعوث الأممي، جمال بنعمر، وهو اتفاق كان أقرب لصيغة تطبيع مع سيطرة الحوثيين، وأقال هادي بموجبه حكومة باسندوة، وبدأ الإعداد لتشكيل ما سُمي بحكومة الكفاءات، التي جرى الإعلان عن تشكيلها في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 برئاسة خالد بحاح.
استكمال الانقلاب
في يناير/ كانون الثاني 2015 استكمل الحوثيون انقلابهم بمحاصرة واقتحام القصر الرئاسي ومنزل الرئيس هادي، ما أجبره على الاستقالة بعد أيام من المواجهات، وذلك في الـ22 من الشهر ذاته. وفي اليوم نفسه، استقال خالد بحاح، لكن هادي تمكن لاحقاً من كسر الإقامة الجبرية وغادر صنعاء إلى عدن في الـ21 من فبراير/ شباط 2015، ليعلن العدول عن الاستقالة، ولحق به بحاح، الذي تراجع أيضاً عن الاستقالة.
عاصفة الحزم
في الـ26 من مارس/ آذار دشّنت السعودية، وتسع دول عربية متحالفة معها، حملة جوية تحت مسمى "عاصفة الحزم"، لمحاربة الحوثيين والقوات الموالية لصالح، بعد أن واصلت مليشياتهم التقدم جنوباً حتى مدينة عدن وسيطرت عليها. وفي 20 إبريل/ نيسان من العام نفسه، تواصلت العمليات العسكرية، حتى اليوم، تحت مسمى "إعادة الأمل". وفي الشهر نفسه، عُين الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثاً إلى اليمن، خلفاً لبنعمر.
انهيار الوضع الإنساني
يعدّ اليمن بلداً فقيراً في الأصل، وجاءت الحرب المستمرة منذ ما يقرب ثلاث سنوات لتقفز بالبلاد إلى مستويات كارثية على صعيد الأزمة الإنسانية والاقتصادية وغيرها من مناحي الحياة الخدمية والصحية، وصلت حدّ وصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، في بيان مستند إلى تقارير مبدئية من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأزمة هناك بأنها "الأسوأ في العالم"، بالنظر إلى المجاعة التي تهدد ثمانية ملايين إنسان هناك.
قصف الصالة الكبرى
من حوادث الحرب وتطوراتها البارزة، قصف التحالف في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2016، مجلس عزاء في "القاعة الكبرى" بصنعاء، حيث مئات من المدنيين إلى جانب العشرات من القيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية، وقد سقط على إثر ذلك أكثر من 100 قتيل وأكثر من 500 جريح، كان أبرزهم اللواء علي الجايفي، قائد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً)، وعبدالقادر هلال، أمين العاصمة صنعاء.
مقتل صالح
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فضّ صالح تحالفه مع الحوثيين بعد اندلاع مواجهات بين مسلحين من الجماعة وحراسات قرب منزله. وفي الرابع من الشهر نفسه، تمكن الحوثيون من الوصول إلى منزله وقتله إلى جانب عدد من معاونيه، أبرزهم الأمين العام لحزب المؤتمر، عارف الزوكا، وذلك بعد أيام من المواجهات بين الطرفين.
أحداث عدن
في مايو/ أيار 2017، دعمت الإمارات، التي تعد ثاني أهم دولة في التحالف بعد السعودية، تأسيس ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي يتبنّى الدعوة لانفصال الجنوب عن الشمال، برئاسة محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي. وأواخر يناير/ كانون الثاني المنصرم، تفجّرت مواجهات مسلحة بين القوات المدعومة من الإمارات وأخرى موالية للرئيس اليمني، انتهت بتهدئة رعتها السعودية، وهي الأحداث التي وصفتها السلطة الشرعية بـ"الانقلاب".