هو قصة طويلة من التنافس بين الغريمين التقليديين في العاصمة تونس (الترجي-الإفريقي)، لكن عشاق الفريقين يمتدون على كامل البلاد من شمالها إلى جنوبها، خاصة أن اللقاء في هذه المرة سيكون مختلفاً عن سابقيه، إذ سيقام لأول مرة خارج العاصمة، في محافظة المنستير الساحلية.
وكان قد استحال على رابطة كرة القدم المحترفة المشرفة على الدوري التونسي، إقامة اللقاء في أحد ملاعب العاصمة، بسبب أعطال في الملاعب الثلاثة؛ حيث إن ملعب رادس الأولمبي يحتاج إلى إعادة زراعة عشبه، بينما ملعب المنزه التاريخي يلزمه إعادة ترميم حتى يكون قادرا على استيعاب الجماهير بكامل سعته التي تصل إلى 45 ألف متفرج، لكنه اليوم لا يسع إلا خمسة آلاف فقط.
أما ملعب الشاذلي زويتن، أصغر ملاعب تونس والذي يحتل مكانة مميزة في قلوب التونسيين باعتباره الملعب الذي احتضن نهائيات أمم أفريقيا 1965، فهو خارج إطار خدمة تنظيم المباريات منذ سنوات من دون سبب وجيه.
تاريخياً، فإن أول ديربي بين النادي الإفريقي والترجي بشكل رسمي أقيم في 23 مارس/آذار عام 1924 وفاز به النادي الإفريقي (0-3)، وفي آخرها حقق الإفريقي فوزاً بهدفين مقابل هدف وحيد على ملعب رادس في عام 2018.
وسيكون ديربي اليوم الأحد هو اللقاء رقم 131، حيث يملك الترجي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز (51) مباراة، بينما أكثر لاعب شارك في الديربي هو الأسطورة الحية طارق ذياب، لاعب الترجي، إذ لعب 29 مباراة، في حين أن أكثر اللاعبين تهديفاً كان مهاجم الإفريقي حسن بيعو برصيد 9 أهداف.
ويعتبر الفوز الذي حققه الإفريقي على الترجي بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، في الخامس من مايو/أيار عام 1985، هو الأكبر في تاريخ الديربي، بينما يملك الترجي أطول فترة من دون خسارة في 20 ديربي.
وعلى مستوى الجاهزية، يحاول الترجي تخطّي حواجز المشاركة المخيبة للآمال في كأس العالم للأندية، والانطلاق من جديد للدفاع عن لقب الدوري المحلي، حيث يتأخر عن متصدر الدوري النادي البنزرتي.
وسوف يفتقد الترجي لخدمات نجمه الأول أنيس البدري، بسبب الإقصاء، في المقابلة الترتيبية في كأس العالم للأندية. وسيحتاج معين الشعباني إلى الانتصار في أول ديربي له كمدرب للترجي، حتى ينطلق بعد ذلك في حملة الدفاع عن لقبه في رابطة الأبطال الأفريقية، حيث سيدخل قريباً في مواجهات مرحلة المجموعات والبداية ستكون من غينيا، حين يواجه فريق حوريا في الجولة الأولى يوم 11 يناير/كانون الثاني الحالي.
أما النادي الإفريقي، فإنه يصل إلى الديربي في أفضل أحواله المعنوية، حيث حقق الفريق انتصاره الرابع على التوالي في الدوري المحلي، وبلغ مرحلة المجموعات لدوري أبطال أفريقيا منذ ما يزيد عن 21 عاما.
وعانى شهاب الليلي، مدرب الإفريقي، من كثرة الإصابات في صفوف الفريق، لكنه في كل مرة ينجح في تجاوز المعوقات بإتقان وأداء جيد للفريق، حيث تبقى الحقيقة في الميدان، ويظل ديربي تونس، اليوم الأحد، مفتوحاً على كل الاحتمالات الممكنة على مستوى النتيجة النهائية.
وسيقود ديربي تونس طاقم تحكيم مصري، يتألف من محمد عادل والمساعدين سمير جمال وأحمد توفيق، بينما سيكون محمد معروف حكما احتياطياً في اللقاء.