"ميتافيزيقا تتسكّع في خمارةٍ بدون سراويل" عنوان ديوان الشعر الثالث للناقد والشاعر بوجمعة أشفري (منشورات أباجيد، الدارالبيضاء).
وبغض النظر عن السياقِ الخاصّ الذي حكمَ إنجازه، إبّان إقامةِ الكاتب في الحاضرة الدولية للفنون بباريس، إلا أنّه لا ينفصلُ عن مشروعه الكتابي المؤسّس على رفد القصيدة، بالفنّ والفلسفة.
نشعر من خلال المناخ التخييلي الموحّد والحالة الوجودية التي اعترتْ جسد الشاعر وهو يتماهى مع المكان و"يسقطُ في كون اللغة"، أننا أمام "قصيدة – حالة"، صيغتْ دفعةً واحدةً، وكأنه يحاول القبض على "وثبة النمر في الظلام"، إذا ما استعرنا وصفَ الشاعر البولندي "ميلوش": "القصيدة شيءٌ مجهولٌ لم ندرِ أنّه كان فينا، فنرمشُ عند العثور عليه، كما لو وثبَ نمرٌ، وجلس في الضياء، يضربُ بذيله".
ثمّة أيضًا "قصيدة – بحث" تعجّ تضاريسها وطبقاتها، بما تراكمَ لدى الشاعر من معرفةٍ متشعّبة ومتعدّدةِ المرجعيات. فلا شيء يضيعُ من هذه "الاستقصاءات" التي "جعلها النسيان تعودُ من المنفى لاهثةً" داخل القصيدة، هي تتحوّل داخل الشاعر إلى ولعٍ بالسباحةِ على الظهر في اتجاهِ المعنى المركّب.
فالتفاتة أشفري صوب منابِعه وحدوسِه، شبيهةٌ بالتفاتة "أورفيوس" في الأسطورة الإغريقية، التفاتةُ عصيان للموروث بدل الخضوعِ المستسلم له. ففي تقدير الشاعر "الجمالُ موسيقى تتلاشى مع خروجنا من الغيبوبة".
وكذلك، ثمّة "القصيدة – العرض"، إذ الديوان أرضٌ مشتركةٌ بين الكتابي والبصري، حيث يرتبطُ التصوير والفوتوغرافيا والشعر معًا. تتمثّل الذاتُ الشاعرة العالم بوصفِه "عرضًا كرنفاليًا"، وفق تعبير باختين، يرفل بالرموز الذي تنتقلُ من الكتابي إلى علامات أخرى مترابطة معه.
فالفوتوغرافيا هنا بمثابة "لا وعي القصيدة البصري"، الذي يحيلُ على رغبات الجسدِ الكتيمة وتطلّعات الأنا السريّة لكشفِ الألغاز والأقنعة. ويضطلع التصوير بدورٍ إحالي- تفكيكي يومئ إلى المرجع بحمولاته التاريخية والصباغية من خلال اللّوحة.
يتعالى كلّ من الفوتوغرافيا والتصوير على السيمولاكر، ولا يسقطان في فكرة المصاحبة الآلية أو المجاورة التلقائية.
أنيس...
وبغض النظر عن السياقِ الخاصّ الذي حكمَ إنجازه، إبّان إقامةِ الكاتب في الحاضرة الدولية للفنون بباريس، إلا أنّه لا ينفصلُ عن مشروعه الكتابي المؤسّس على رفد القصيدة، بالفنّ والفلسفة.
نشعر من خلال المناخ التخييلي الموحّد والحالة الوجودية التي اعترتْ جسد الشاعر وهو يتماهى مع المكان و"يسقطُ في كون اللغة"، أننا أمام "قصيدة – حالة"، صيغتْ دفعةً واحدةً، وكأنه يحاول القبض على "وثبة النمر في الظلام"، إذا ما استعرنا وصفَ الشاعر البولندي "ميلوش": "القصيدة شيءٌ مجهولٌ لم ندرِ أنّه كان فينا، فنرمشُ عند العثور عليه، كما لو وثبَ نمرٌ، وجلس في الضياء، يضربُ بذيله".
ثمّة أيضًا "قصيدة – بحث" تعجّ تضاريسها وطبقاتها، بما تراكمَ لدى الشاعر من معرفةٍ متشعّبة ومتعدّدةِ المرجعيات. فلا شيء يضيعُ من هذه "الاستقصاءات" التي "جعلها النسيان تعودُ من المنفى لاهثةً" داخل القصيدة، هي تتحوّل داخل الشاعر إلى ولعٍ بالسباحةِ على الظهر في اتجاهِ المعنى المركّب.
فالتفاتة أشفري صوب منابِعه وحدوسِه، شبيهةٌ بالتفاتة "أورفيوس" في الأسطورة الإغريقية، التفاتةُ عصيان للموروث بدل الخضوعِ المستسلم له. ففي تقدير الشاعر "الجمالُ موسيقى تتلاشى مع خروجنا من الغيبوبة".
وكذلك، ثمّة "القصيدة – العرض"، إذ الديوان أرضٌ مشتركةٌ بين الكتابي والبصري، حيث يرتبطُ التصوير والفوتوغرافيا والشعر معًا. تتمثّل الذاتُ الشاعرة العالم بوصفِه "عرضًا كرنفاليًا"، وفق تعبير باختين، يرفل بالرموز الذي تنتقلُ من الكتابي إلى علامات أخرى مترابطة معه.
فالفوتوغرافيا هنا بمثابة "لا وعي القصيدة البصري"، الذي يحيلُ على رغبات الجسدِ الكتيمة وتطلّعات الأنا السريّة لكشفِ الألغاز والأقنعة. ويضطلع التصوير بدورٍ إحالي- تفكيكي يومئ إلى المرجع بحمولاته التاريخية والصباغية من خلال اللّوحة.
يتعالى كلّ من الفوتوغرافيا والتصوير على السيمولاكر، ولا يسقطان في فكرة المصاحبة الآلية أو المجاورة التلقائية.
أنيس...