زكية شموط.. مناضلة بحجم التحدي

28 سبتمبر 2014
+ الخط -

غيب الموت في العاصمة الجزائرية في 16 من ستبمبر/أيلول الجاري، المناضلة زكية شموط "أم مسعود"، من دون أن يتحقق حلمها برؤية فلسطين حرة.

كانت من أوائل الفلسطينيات اللواتي نفذن عمليات فدائية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات، وأصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكماً بحقها بـ12 مؤبداً، ما مجموعه 1188 سنة، وحكم على زوجها المناضل محمود مسعود بالسجن مدى الحياة. أمضت  15 عاماً في سجون الاحتلال، وتم الإفراج عنها وعن زوجها في صفقة تبادل الأسرى عام 1985، ليتم  إبعادها إلى الجزائر.

وبرحيلها، تنطوي صفحة من أطهر صفحات نضال المرأة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني. وقد جاء هذا الرحيل ليلقي مزيداً من الضوء على دور المرأة الفلسطينية في مواجهة العدو على مدار قرن. فقد وقفت المرأة الفلسطينية مائة عام شامخة كحد السيف، صامدة في وجه الظلم والقهر والتعنت الإمبريالي.

مائة عام وهي تستصرخ الكرامة العربية، وتناشد "معتصم هذا الزمان" أن يثأر لكرامتها، لتكتشف أن "المعتصم الجديد" لا هم له سوى الشرب في نخب الشهداء، والوقوف حدادًا وخطابة في مآثر الشهداء وبطولاتهم.

إنهن نساء فلسطين اللاتي جسدن بأرواحهن  الطاهرة، ودمائهن الزكية، نضال المرأة الفلسطينية وجهادها في التاريخ بحروف من نور، وأعدن  للأذهان دور المرأة المميز في مقاومة المحتل.
 
ظهرت المرأة الفلسطينية كأنها الجدار الواقي لصد رياح الاحتلال، ودفعت الانتفاضة بالمرأة في الأراضي المحتلة إلى الصفوف الأولى، فمنذ اللحظة التي خرج فيها الأطفال والشبان إلى الشوارع، يرجمون جنود الاحتلال، لحقت بهم النساء يلقين الحجارة على القوات الإسرائيلية.

فهن يرجمن الاحتلال وما يمثله، عندما يرجمن جنود الاحتلال بحجارتهن، ويدفعن رصاص الصهاينة الموجه إلى صدور الصبية والمتظاهرين، أو يدافعن عن أخ أو أب أو زوج في زنازين الاحتلال ومعتقلاته، وكان أداؤهن مذهلاً باستمرار.
 
أم مسعود، كم كنت عظيمة، وكم زرعت الأمل في النفوس، ومن كلماتك رسمت خيوط الانتصار والهمم العالية التي تعبد الطريق له. نحتاج مدرستك، لنتعلم منها دروس التضحية والثبات وقوة الإيمان، ونستخلص منها العبر.

avata
avata
عـادل أبـو هـاشـم (الأردن)
عـادل أبـو هـاشـم (الأردن)