ريف اللاذقية... النظام "يشتري" عودة النازحين

24 مايو 2014
أطفال نازحون في ريف اللاذقية (أرشيف/عمار القرشي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

نزح معظم أبناء مدينة الحفة في ريف اللاذقية (شمال غرب سوريا)، خلال الفترة التي سيطر فيها "الجيش السوري الحر" عليها في الخامس من يونيو/ حزيران 2012، وحتى استعادة قوات النظام السيطرة على المدينة من جديد، أخيراً.
وبعد إعلان كتائب إسلامية، في 21 من الشهر الماضي، معركة "الأنفال"، التي انطلقت من جبل التركمان، وسيطرتها على مناطق واسعة كمعبر ومدينة كسب، وقرية السمرا، التي أتاحت لكتائب المعارضة الإمساك بأول معبر بحري منذ انطلاق الثورة، خشيت قوات النظام من فتح جبهة ثانية ضدها، والاقتراب من معقل النظام والموالين له، لذلك لجأت إلى تكتيك معيّن، ظناً منها أنه قد يؤتي أُكله.
ويتلخّص هذا التكتيك، بحسب عضو "الهيئة العامة للثورة" مجدي أبو ريان، بإغراء كل عائلة تعود إلى المدينة بتقديم 200 ألف ليرة سورية إليها، كتعويض عن منزلها الذي تضرر بفعل الحرب. ويوضح أبو ريان، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام تهدف من وراء هذا الفعل، إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية، في حال قررت كتائب المعارضة التحرك من جانب جبل الكرد.
ويؤكد عضو "الهيئة العامة"، المتحدر من المدينة نفسها، نقلاً عن مصدر من داخل القوى الأمنية، أن 12 عائلة عادت إلى المدينة حتى الآن، وتلقت المقابل المادي، مشيراً إلى أن هناك قانوناً غير معلن، يفيد بأن الفروع الأمنية في الحفة تركت خبراً لدى أبناء المدينة مفاده أن كل منزل فارغ ستسكنه عائلة حلبية، في تهديد ضمني.
من جهته، أكد الناشط الإعلامي هاشم حاج بكري، لـ"العربي الجديد"، أن الأسر التي عادت إلى الحفة، قدّم لها النظام، بالإضافة إلى المقابل المادي، كل ما تحتاجه من مواد غذائية وأغراض منزلية.
وفي السياق، بررت "شبكة أخبار الحفة" عودة العائلات إلى غلاء المعيشة في المناطق التي نزحت إليها، لكنها أكدت وجود العديد من العائلات التي لم تنصَع إلى الإغراءات المادية، وفضلت البقاء في أماكن نزوحها في اللاذقية، أو لجوئها في المخيمات التركية.
وأضافت أن تقديم النظام المقابل المادي، يهدف إلى "إغناء النظام لمفهوم المصالحة الوطنية"، ولفتت إلى بث قناة "الإخبارية السورية" تقارير تفيد بوجود "مظاهر فرح" في المدينة، في إشارة إلى عودة الحياة الطبيعة وتأكيد "العيش المشترك"، نافيةً، في الوقت نفسه، أن يكون الهدف من وراء ذلك اتخاذ المدنيين كدروع بشرية في حال هجوم المعارضة من جهة جبل الأكراد.
ويقدّر عدد المدنيين في مدينة الحفة حالياً، بنحو ألفي شخص، من أصل 35 ألفاً قبل انطلاق الثورة السورية في مارس/ آذار 2011. وأرسل ناشطون رسائل عديدة إلى عائلات الحفة، تحثهم على عدم الانصياع إلى رغبة النظام في العودة إلى المدينة بهذا الشكل.