خرج الريال في عام 2015 بدون أي بطولة بسبب تفاصيل صغيرة جداً، لكنها مهمة ومحورية على الصعيد التكتيكي، خصوصاً أنها كلفته في النهاية الخسارة في ثلاث بطولات. وظهر ضعف الملكي بوضوح في التعامل مع الكرات الثابتة والألعاب الهوائية دفاعياً، رغم أن هذه النقطة كانت بمثابة نقطة قوة له في المواسم القليلة السابقة.
فلاش باك
بالعودة إلى أحداث السنة الأخيرة، فإن ريال مدريد خرج في كأس الملك أمام أتلتيكو مدريد، بعد أن دخلت مرماه أربعة أهداف في مرحلتي الذهاب والإياب، منها هدف خيمينيز الرأسي في الكالديرون، الذي أنهى الأمور منذ الجولة الأولى، ووضع الأتليتي في المقدمة بفارق هدفين قبل مباراة العودة في البرنابيو.
وفي بطولة الدوري، فاز برشلونة على الريال بهدفين مقابل هدف في كامب نو، وكانت الافتتاحية عن طريق رأسية جيرمي ماتيو من كرة ثابتة أيضاً، في مباراة جعلت الفريق الكاتلوني يبتعد بالصدارة حتى نهاية المسابقة. كذلك أثناء إياب نصف نهائي الأبطال أمام يوفنتوس، سجلت السيدة العجوز هدف قاتل بواسطة موراتا، مع الأخذ في الاعتبار أن اللعبة كانت ركنية من الأساس. ثلاث مباريات، ثلاث رأسيات، وثلاث سقطات لفريق أنشيلوتي.
الأخصائي
"أنا حالياً أتولى تدريب نادي ريال مدريد. أحب كرة القدم وأفهمها، وأتكلم عنها فقط"، يقول رافا بينيتيز هذا الحديث في تصريحاته الأخيرة رداً على انتقادات جوزيه مورينيو. وسواء اتفقت أو اختلفت مع المدرب الجديد للنادي الملكي، فإنه حقاً رجل يهتم بأدق تفاصيل التكتيك، ويدرس الفنيات بشكل مبالغ فيه، من أجل وضع نظام كروي يقضي على نقاط ضعف فريقه، ويستغل سلبيات المنافس، قبل البحث عن أي مصادر للقوة.
"إن الأولوية الأولى هي تحسين اللعب التكتيكي الدفاعي، والأهم التنظيم في كل شيء"، هذه هي نصيحة الإسباني إلى مساعديه. ويعترف رافا بأن معالجة الأخطاء الدفاعية وتقوية الشق الخلفي أمر أسهل من نظيره الهجومي. يعمل أخصائي التكتيك كثيراً على تجربة أنماط اللعب، واختيار التشكيلة الأمثل لفريقه، مع الوصول إلى أفضل 11 لاعبا للبدء.
ثم يختتم حديثه بالتأكيد على أهمية الهجمات المرتدة، الأرقام والإحصاءات في تحديد مستوى كل لاعب، والكرات الثابتة، ثم يضع خطا تحت الكرات الثابتة، مشيراً إلى أنها أهم شيء في بعض المباريات المعقدة، لذلك يعمل الوافد الجديد منذ يومه الأول في مدريد، على معالجة الهفوات قبل الحديث عن أسلحة الهجوم.
الكأس الودية
لعب ريال مدريد أربع مباريات ودية في جولته الصيفية، أمام روما ومانشستر سيتي وإنتر وميلان فاز في مباراتين وخسر واحدة بركلات الترجيح وحسم أخرى بنفس الطريقة، مع تسجيل سبعة أهداف، واستقبال هدف واحد فقط من ضربة جزاء أمام السيتي. وبالتركيز فقط على الكرات الثابتة، مصدر الداء والدواء في آن واحد، لم يدخل مرمى الميرنغي أي هدف من لعبة ثابتة "باستثناء ضربة الجزاء" خلال المباريات الثلاث.
ولم يكتف الفريق بالنجاح الدفاعي، بل سجل أيضاً أمام السيتي من ركنية، مع صناعة خطورة كبيرة أمام إنتر من نفس الباب. وبعيداً عن تسجيل الأهداف، فإن رافا بينيتيز استخدم سياسة رقابة المنطقة مع رقابة الفرد خلال ركنيات المنافس، من خلال وقوف ثنائي على القائم القريب، في الغالب رونالدو ولاعب آخر، لمحاولة تشتيت الكرة قبل الاقتراب من المرمى.
مع وضع أفضل ثنائي يلعب بالرأس في قلب منطقة الجزاء، فاران وراموس لا يلعبان رجلا لرجل، بل يقفان داخل المربع الأخير، من أجل التعامل مع أي لعبة هوائية في أخطر منطقة أمام الحارس، مع مزج هذا النوع باستراتيجية الرقابة الفردية، من خلال المراقبة اللصيقة لكل لاعب من الخصم يدخل منطقة الستة ياردات.
دخل مرمى الريال في النسخة السابقة من الدوري المحلي 38 هدفا، منها 8 أهداف بالرأس، أي بنسبة تزيد عن 28 % من الإجمالي. وأمام روما لعب الفريق بهذا الشكل أثناء الرأسيات، ثنائي على القائم القريب، ثنائي أمام منطقة الجزاء مودريتش وبيل، أفضل ثنائي رأسي "قلبا الدفاع" في قلب منطقة الجزاء، والثنائي الأخير يراقب بشكل فردي أمام الستة ياردات.
صحيح هناك هامش للتحسن، لكن لا تزال المشاكل حاضرة خصوصاً في الشق الخاص بالرقابة الفردية، لأن أي خطأ في هذه الاستراتيجية يكلف الفريق فرصة خطيرة أو هدفا قاتلا، لأنها تعتمد بشكل كلي على قدرات اللاعب بمفرده. ومن الوديات إلى الرسميات، سيكون الحكم الفاصل على رافا وطاقمه، في مهمة ليست بالسهلة على الإطلاق.