تتجه روسيا للانسحاب من اتفاق "أوبك +" في عام 2020، وذلك وفقاً لتصريحات وزير الطاقة الروسية ألكسندر نوفاك، التي نقلتها وكالة سبوتنيك.
وقال نوفاك إنه ينبغي على روسيا أن تأخذ قراراً تدريجياً بشأن الانسحاب من اتفاقية "أوبك +"، وسيتم النظر في هذه المسألة قريباً.
واضاف نوفاك، في مقابلة على قناة "روسيا 24": "أعتقد أن هذه الصفقة ليست أبدية، حيث سنظل بحاجة إلى اتخاذ قرار بشكل تدريجي بالانسحاب، على أي حال، من أجل الحفاظ على الحصة في السوق. وكذلك بحيث تتمكن شركاتنا من ضمان وتنفيذ مشاريع واعدة، أعتقد أن هذا ما سننظر فيه هذا العام أيضًا 2020".
وتأتي تصريحات الوزير الروسي نوفاك، على الرغم من التنازلات التي حصلت عليها بلاده من بعض المنتجين كالسعودية في الاتفاق النفطي الأخير في فيينا، الذي رفع التخفيضات في الإنتاج من 1.2 مليون إلى 1.7 مليون برميل يومياً.
وحسب صحيفة "موسكو تايمز"، فإن روسيا كسبت في الواقع من اتفاق خفض الإنتاج الأخير، ولن تقوم من الناحية العملية بخفض حصتها الإنتاجية، بل على العكس فإن حصتها ستزيد.
وقال تقرير نشرته الصحيفة الروسية، إن روسيا نجحت في إقناع منظمة "أوبك" بعدم احتساب نحو 800 ألف برميل من نفط الغازات السائلة ضمن الحصة الإنتاجية. وكانت تحتسب هذه الكمية ضمن حصة روسيا في اتفاقات "أوبك +" السابقة.
ويبدو أن هذا هو السر وراء قبول روسيا اتفاق خفض إنتاج "أوبك +" الأخير، رغم رفض الشركات المنتجة للنفط في روسيا أي تعديل على اتفاق "أوبك +".
على صعيد أسواق النفط، ارتفعت أسعار النفط أكثر من 20 بالمائة منذ بداية العام، ولكنها لم تشهد ارتفاعات حادة، وتجاوزت العقود الآجلة للخام مستوى 70 دولاراً لفترة وجيزة، على الرغم من الهجوم على منشأتي أرامكو منتصف سبتمبر الماضي والعقوبات الأميركية المشددة على تصدير النفط الإيراني.
ويقول سماسرة ومحللون إن من المرجح أن تظل الأسعار في نطاق محدود في 2020، إذ تبددت زيادة الإمدادات، لا سيما من الولايات المتحدة.
ويعود عدم ارتفاع أسعار النفط رغم الصدمات إلى التباطؤ الاقتصادي العالمي، وحالة عدم اليقين بشأن النزاع التجاري بين واشنطن وبكين. ويتجه الخام الأميركي لإنهاء العام على صعود بنحو 35 بالمائة.
ومنذ نهاية مارس/آذار، ارتفع الخام ثلاثة بالمائة فحسب، بعدما سجل مكاسب في بداية العام عقب فرض الولايات المتحدة عقوبات على فنزويلا. وارتفع خام برنت 26 بالمائة، ولكنه نزل واحدا بالمائة منذ الربع الأول.
ويقول مستثمرون ومحللون إن الإنتاج الأميركي وضعف الطلب أبقيا الأسعار قيد السيطرة.
والولايات المتحدة في سبيلها لأن ترفع معدل التصدير النفطي في عام 2020. ومن المتوقع أن يصل متوسط الإنتاج إلى 13.2 مليون برميل يومياً، بزيادة نحو مليون برميل يومياً عن عام 2019.
وقال بوب مكنيلي، رئيس "رابيدان إنرجي غروب"، إن "نمو الطلب تراجع بينما استمر الإنتاج الأميركي عند معدلات مرتفعة، في حين تراجعت المخاطر الجيوسياسية".