روحاني يستهلّ زيارته لعُمان بلقاء السلطان قابوس

12 مارس 2014
روحاني يريد تحسين العلاقات مع الخليج (محمد محجوب- Getty)
+ الخط -
بدأ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأربعاء، زيارة تستمر يومين الى سلطنة عمان التي تعتبر الاقرب الى طهران من بين دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك في محاولة لتحسين العلاقات مع الجيران الخليجيين. 
وتصدّرت الملفات السياسية والاقتصادية المباحثات التي أجراها روحاني مع السلطان قابوس بن سعيد، في أول زيارة "ثنائية" يقوم بها إلى خارج إيران، اذ سبق أن زار نيويورك وبشكيك ودافوس للمشاركة في لقاءات دولية متعددة.
وأجرى روحاني والسلطان قابوس لقاء مغلقاً اقتصر عليهما فقط، حسب ما أفادت الوكالة الرسمية العمانية.
وروحاني هو ثاني رئيس للجمهورية الاسلامية يزور عمان بعد زيارة محمود أحمدي نجاد في 2007. من جهته، سبق أن زار السلطان قابوس طهران في آب/ أغسطس الماضي. وكان أول رئيس دولة يزور إيران بعد تولي روحاني منصبه.
كذلك بحث الرئيس الإيراني مع نائب رئيس مجلس الوزراء العماني، فهد بن محمود آل سعيد، القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويفترض أن يُجري روحاني محادثات مع مسؤولين عمانيين آخرين، بما في ذلك مفتي السلطنة، بحسب مصادر مقربة من الحكومة.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن هذه الزيارة "تأتي حرصاً من قيادتي البلدين على الارتـقاء بمستوى التعاون الثنائي بينهما إلى ما يحقق المزيد من تطلعات الشعبين العماني والإيراني الصديقين ويعود عليهما بالخير والنفع في كافة المجالات".
ويزور روحاني سلطنة عمان في ظل استمرار توتر العلاقات بين إيران ودول الخليج وخصوصاً بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه طهران للنظام السوري وتنامي الصراعات الطائفية المذهبية في المنطقة، فيما تدعم معظم دول الخليج المعارضة السورية.
والى جانب الخلافات السياسية، اعربت دول الخليج عن قلقها مراراً حول محطة بوشهر النووية في إيران ومخاطر التلوث الاشعاعي في حال وقوع حادث او زلزال قوي، بسبب موقع البلاد الجغرافي في منطقة تكثر فيها الهزات الارضية.
كما تؤكد الامارات سيادتها على ثلاث جزر تسيطر عليها إيران في الخليج منذ انسحاب البريطانيين في بداية سبعينيات القرن الماضي، هي أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى.
لكن على الرغم من الخلافات بين إيران ودول الخليج، ظلت العلاقة بين طهران ومسقط جيدة عبر العقود الماضية.
وعبّر روحاني منذ انتخابه في 2013 مراراً عن رغبته في تحسين العلاقة مع دول الخليج، ولا سيما مع السعودية، ما وضع تحت الضوء الدور الذي يمكن ان تلعبه مسقط في هذا الاطار.
وفي مقابلة مع صحيفة "عمان"، قال وزير الشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي، إنه "لا شك أن السلطنة تقدّر هذه الزيارة التي تدلّل على عمق وقوة الثقة التي تربط البلدين الجارين اللذين بينهما قناعات مشتركة بأن الأولوية الكبرى هي العمل من أجل تحقيق الاستقرار السلمي في المنطقة الذي يشعر الجميع بأنه استقرار حقيقي".
وقبل مغادرته طهران الى مسقط، قال روحاني في تصريحات نقلتها الصحافة الإيرانية: "إن لهذه الزيارة أهمية كبيرة في التقريب بين إيران والدول الاسلامية، ولا سيما مع الدول الجارة لإيران". وأكد أن "دول جنوب الخليج وبحر عمان لها أهمية كبيرة بسبب مضيق هرمز".
وتسيطر إيران وسلطنة عمان على ضفتي هذا المضيق الاستراتيجي الذي تمر عبره نسبة 40 في المئة من النفط المنقول بحراً في العالم.
وأضاف روحاني: "نريد خلال هذه الزيارة أن نبدأ بتطبيق الاتفاقات في المجالات التجارية والاقتصادية، وخصوصاً في المجالات النفطية والغازية، وانما أيضاً في المجالات المالية والمصرفية والثقافية".
وكان وزير النفط الإيراني، بيجان زنقانة، صرّح الثلاثاء: "نحن نبحث منذ فترة طويلة مسألة تصدير الغاز الى سلطنة عمان، وآمل أنه سيتم إنجاز اتفاق خلال هذه الزيارة".
ولعبت سلطنة عمان منذ سنوات دوراً في التواصل والتقريب بين إيران والولايات المتحدة بحكم علاقاتها الجيدة مع الطرفين، بما في ذلك في الملف النووي.
وأكد الوزير العماني للشؤون الخارجية على هذا الأمر، في المقابلة مع صحيفة "عمان". وقال بن علوي: "نعم للسلطنة دور في عملية التقارب الغربي ـ الإيراني كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، وهذا الدور بدأ منذ أيام الرئيس الأميركي بيل كلينتون ثم استمر مع بقية الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض وصولاً إلى الرئيس أوباما". وأضاف: "كان هدفنا من ذلك أن لا تقع مواجهة كبرى بين إيران والدول الغربية، لأنها ستكون كارثية على المنطقة، وقد تواصَل الدور مع الغربيين والإيرانيين على مر السنوات الماضية".
وتسعى الدول الكبرى وإيران للتوصل الى حل نهائي للملف النووي الإيراني بعد تحقيق اختراق في جنيف في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
المساهمون