رموز 30/ 6 بعد توزيع الغنائم
اللهم لا شماتة في سجن أو قطع رزق أو إبعاد، فالغرض من الرصد هو التحليل والتأمل وأخذ العبر، وكل الأمور معرضة للخطأ والصواب في محبة الوطن، سوى الخوض في الدم والأعراض، وهذا بالطبع لم تفعله سوى السلطة.
ظن عبد المنعم أبو الفتوح، الحائز على 4 ملايين وكسور من أصوات شعبه، أن سلطة ما تتكون في السر بأمر الجيش أو الدولة العميقة أو وزير الدفاع إلى آخره، ضد رئيس منتخب من الشعب الذي أعطاه هذه النسبة المحترمة من الأصوات، سوف ترعى حزبه (مصر القوية)، وهذا بالطبع فيه من حسن النوايا الكثير، وفيه من سوء الفطن ما يعرض صاحبه للهلاك، اللهم فرج كربه، وتلك دروس قالها لنا التاريخ كثيرا بألسنته السبعة والتسعة، ولكن دائما ننسى في غمرة الحماسة أو في أخذ نصيبنا من الغنائم، وهذا حزبيا، بعدما تحللت الأحزاب تماما في "عصير صلاح حسب الله"، و"مستقبل وطن" فقط، أما ما آل إليه الحال بالبرادعي، فالرجل لم أكن أفهمه من الأول، ومن غير المتابعين له أو الحريصين على ذلك، لا انتقاصا من قيمته، ولكن لإحساسي بأن كل (عجمة مهنية داخل أروقة الدبلوماسية والأمم المتحدة) نبتت في الخارج، فالخارج أولى بها، فهي للخارج مآلها، لا للشعب.
أما أحمد شفيق، فكما يقول المثل (زيتهم في دقيقهم)، والأمر نفسه ينطبق على سامي عنان مع فارق (قرصة ودن لرجل في السبعين كان في يوم من الأيام قائدا للجيش)، وهذا إن عبر فلن يعبر إلا عن مس شرف العسكرية، وعن قلة أصل ونكران للعيش والملح أيضا في ظل الميري، وهذا فصل سيقوله تاريخ العسكرية أكثر مني في ما بعد، بما فيه من أسرار تضاف إلى سوابقها بعدما تعددت الرقع في الثوب بعد ما يقرب من سبعين سنة إلا سنتين.
وهذا هو متن 30 - 6 العسكري، أما أمر الأزهر والكنيسة، فليس لديهما أكثر من ذلك وخاصة في ظل المد الإماراتي بذخيرة المال والاستقبال للاثنين (فجائزة للشيخ الطيب ووعد ببناء كنائس للكنيسة المصرية) وربنا يسعد سعيد بسعيدة، حتى جاءت كورونا فأغلقت الكنائس والمساجد وحتى قاعات الأفراح وأعفي أيضا البابا تواضروس من مهام وزير الخارجية المعتمد من تحت الترابيزة، فما بالك بهامش مدني بسيط يستعان به في الإعلام (كإبراهيم عيسى) أو الصحافة (كمكرم محمد أحمد) أو وزير (كحلاوة روح) كما حدث لكمال أبو عيطة (كي يقطعوا عرق الثورية في الرجل تماما ويسيّحوا دمها)، وبعدها أعطوه علما كي يكون من مستقبلي السيسي بجوار فنادق أميركا مع ممدوح عبد العليم وياسمين الخيام ويسرا (يعني أنا مش همسح نمر عربيتك الملاكي فقط، ده أنا هحولهالك لحنطور، وهتركبها غصب عن عينك وتحط عليها صورة السيسي، وتشجع الريس بالباع والدراع، وتنسى حكاية التظاهر تماما وتنتبه لمطعم الكباب والكفته مع أولادك)، وتلك كانت قمة المهانة لرجل ناضل لسنوات في الشارع.
وقد وعى الحاج أبو عيطة الدرس تماما، ونجح مطعمه تماما، ولعلّ السيدة عفاف شعيب تستجلب الريش والكباب لوجبات ابن أختها من عنده خصيصا، والتزم دكتور حسام عيسى البيت تماما بعيدا عن أي وسيلة إعلامية ومعه زياد بهاء الدين، وصمت تماما عن (المفكر الاستراتيجي) دكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي للحاج عدلي منصور، أما كمّ الشتائم التي وُجهت لعصام حجي المستشار العلمي للحاج عدلي فتكفي لسد المحيط، وصمت في البرلماني (هيثم أبو العز الحريري تحت التهديد بالذمة المالية كالعادة منهم، شفاه الله من مرضه)، وصمت معه أيضا دكتور عماد جاد بعدما تم إبعاده عن الكتابة في جريدة الوطن عقابا له على سقطته الاستراتيجية حينما قال (إسرائيل وقفت معنا في 30 – 6)، أما من أودع خلف القضبان من (أحصنة 30 – 6) وفرسانها من الثّوار فشيء يفوق الحصر، فعلى سبيل المثال أيدت محكمة النقض في حكمها الأخير على كل من أحمد دومة وطارق النهري بالسجن 15 سنة أمس، وما زال زياد العليمي خلف القضبان، وحسام مؤنس كذلك، هذا بخلاف خالد داود وآخرين أدعو الله أن يفك أسرهم كما تم فك أسر دكتور حازم عبد العظيم أستاذ تكنولوجيا المعلومات وصاحب (الطوبة الشهيرة) أمام مبنى الإرشاد كتفا بكتف مع المحامي الحقوقي الذي ذاب هو الآخر في عصير 30 - 6 خالد علي.
أما إذا وصلنا إلى المناضل حمدين صباحي، فقد قيل إنه انقطع للعبادة والخدمة وكنس مسجد العارف بالله (الشيخ أبو ستة).