رمضان مخيم الفوار مع أهازيج المسحراتي أحمد العناتي: "هاذي غزة مو حيالله"

الخليل

محمد عبيدات

avata
محمد عبيدات
01 يونيو 2018
97282629-B8FA-4950-B888-05C9725D7BAE
+ الخط -
"وحّدو الله يا أحباب، قولوا الله قولوا الله، هذه غزة مو حيا الله"، بصوت شجيّ ولهجة شامية، وسط قرع الطبول، ينقل المسحراتي أحمد العناتي (24 عاما)، رسالة الألم والمعاناة التي يعيشها أهالي قطاع غزة من حصار وعمليات إعدام ميدانية للشبان الذين يخرجون في مسيرات العودة.

يجوب العناتي أزقة مخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين، شمالي مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، وينشد بصوت حزين قبيل السحور: "من غزة طلع القرار خلي الضفة تولع نار"، ليشعر أهالي المخيم كبارا وصغارا، رجالا ونساء، بالظروف الصعبة والمأساوية التي يعيشها القطاع.

يقول العناتي لـ"العربي الجديد"، إنّ غزة اليوم تعيش ظروفا لا توصف، ووسط الحصار ثمة شهداء يقتلون بدم بارد بعدما ضاقت بهم السبل على الحدود، ما دفعه أثناء خروجه ليجوب أزقة المخيم لتذكير الناس ولو بالقليل مما يجري في قطاع غزة وهو يوقظهم لإعداد وجبة السحور.

ثمة رسالة يحملها العناتي من خلال ترديده أهازيج لغزة عند السحور أن يدفع أهالي المخيم للتضامن معهم ومبادلتهم الشعور، وتذكيرهم أساسا بأن أهالي الشهداء والجرحى يعانون في هذه الأوقات، لذا أراد في وسط زينة المخيم أن يقول إن غزة تعاني، فرفقا بهم بدلا من الإفراط بالزينة وعزائم رمضان.

يحمل العناتي على عاتقه مهمة إحياء تراث المسحراتي العربي منذ سبع سنوات، ويشعر أهالي مخيم الفوار بأجواء شهر رمضان المبارك، بالصورة ذاتها التي عاشها الأجداد، وكذلك يدخل الفرحة إلى قلوب الأطفال الصغار.

ينتظر أحمد طفلا صغيرا في المستقبل القريب، ويؤمن بأنه سيحب ما يقوم به والده، رغم أنه عاطل من العمل، لكنه محبوب من قبل أهالي المخيم، وتمنحه العائلات ثقة كبيرة، إضافة إلى أنه بات شخصية معروفة لدى الصغار والكبار، وتشغل القضية الفلسطينية وأوجاعها حيزا كبيرا مع قرع طبوله وأهازيجه التي تجعل الناس ينصتون جيدا لها ولشاميتها العتيقة.

يحظى العناتي بشعبية كبيرة في المخيم، ويلقى الدعم من شخصيات وأهالي هناك، يصرون دوما على استمرار مهمته كمسحراتي للمخيم، وفي عيد الفطر يجمع أحمد "العيدية" من عدد من الأهالي ويشتري ألعابا للصغار ويجوب شوارع المخيم ويوزعها عليهم.

يتبرع المسحراتي بعيديته لشراء الألعاب للأطفال الصغار، ليجد نفسه محبوبا من الجميع، ما جعله شخصية يعتمد عليها الأهالي في كثير من الأحيان لمرافقة الصغار، وتوجيههم، وتقديم النصيحة لهم.



بالقبعة واللباس الشامي، ينوي المسحراتي أحمد العناتي أن يواصل الحفاظ على تلك العادة التراثية التي يحبها أبناء المخيم، ويقرأها من ردود أفعالهم، وكذلك لا يخفي شعوره بتلك المآسي التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف المناطق، لذا سيردد بأهازيجه جروح الوطن كي يشعر بها أهالي مخيم الفوار ومن يتابعونه عبر الفيديوهات التي تنتشر له عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
استعداد لاستقبال الأسرى أمام سجن عوفر (العربي الجديد)

مجتمع

تشكّل قضية معتقلي غزة في سجون الاحتلال التّحدي الأبرز أمام المؤسسات المختصة مع استمرار جريمة الإخفاء القسري، التي طاولت الآلاف من معتقلي غزة
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
جهود إنقاذ بأدوات بدائية في شمالي غزة (عمر القطاع/فرانس برس)

مجتمع

تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في محافظة شمال غزة مخلفة مئات الشهداء والمصابين، فضلاً عن تدمير عشرات المنازل، وإجبار الآلاف على النزوح.