رغدة تقص شعرها نذراً للنظام السوري

19 يونيو 2017
انتشرت الصور على مواقع التواصل (فيسبوك)
+ الخط -
انتشرت على الصفحات المؤيدة للنظام السوري في مواقع التواصل الاجتماعي، صورة الفنانة السورية، رغدة، وهي تحمل المقص في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب السورية، وافتخرت الصفحات المؤيدة بما فعلته الممثلة الداعمة للنظام السوري، إذ وفت بنذرها، وقامت بقص شعرها في مدينة حلب، بعد أن تم "تطهيرها من الإرهابيين"، بحسب تعبير هذه الصفحات.

وتناقلت الصفحات القصيدة التي كتبتها رغدة بهذه المناسبة، إذ كتبت على صفحتها في موقع فيسبوك: "هنا مزقت في بدء الحرب صمتي، وهنا بايعت جيشنا بأعلى صوتي، ورفرف عالياً بيدي علم بلادي المؤيد ضد كل خائن ومندس ومعتد، رفع علم الانتداب حالماً بإسقاط البلاد، وهنا وضعت حياتي في كفة ووازيتها في الأخرى بموتي ...... وهنا وعدتك يا حلب، في ساحة سعد الله أن أكون يوم خلاصك، لكن برفقة رهان مقصي المسنون، وأن في هوائك يا حلب وملء السمع وكل العيون، سأحرر خصلاً من شعري وأقص معها ألسنة شكهم المأفون، فنساؤك يا حلب إن وعدوا بأمر، قالوا له كن فيكون".

وكانت رغدة قد وعدت جماهيرها منذ ما يقارب السنة، عبر لقاء تلفزيوني أجرته معها الإعلامية المصرية لميس الحديدي في برنامج "هنا العاصمة"، وعرض على قناة "سي بي سي" المصرية، بأن تقص شعرها في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب، بعد تحرير قوات النظام السوري لها، بحسب تعبيرها.

ولكي تكمل مسرحية الولاء المطلق لعائلة الأسد، التي اتخذت منها رغدة طريقاً للظهور الإعلامي بعد غياب طويل، فقامت رغدة بعد أن أخرج النظام سكان مدينة حلب منها بباصاته الخضراء، بقص خصلة من شعرها تكاد لا تؤثر على شكل شعرها الأصلي، ونثرتها في المدينة المدمرة، التي تدعي بأنها ابنتها، رغم رحيلها عنها منذ زمن طويل. وأثناء حوار رغدة مع الإعلامية لميس الحديدي، في برنامج "هنا العاصمة"، قالت رغدة إنّ النظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد، بريء من دم السوريين، وإن قصف
حلب جاء على يد من تصفهم بـ"الإرهابيين المُحاربين" من قِبل النظام السوري. وأشارت رغدة خلال اللقاء إلى أن أقوالها تلك بناء على معلوماتها من أهلها الموجودين حتى الآن فى سورية، مُؤكِّدة أنّها تتابع الأحداث دائماً، وعلى اطلاع كاف بما يحدث هناك، وأضافت أنها تدعم النظام السوري والرئيس الأسد، وأنها لن تتخلى عن دعمها له مهما حدث، مشيرة إلى أن سورية المُتمثلة في النظام السوري، إذ تخوضُ محنتها بمفردها، ولم يقف أي أحد بجانبها برغم وقوف سورية مع الكثيرين فى مِحنهم.

وبالنسبة لرغدة، والتي تبلغ من العمر 60 سنة، فقد تعرضت مسيرتها الفنية لانكسار واضح منذ بداية الألفية الجديدة، فمشاركاتها بالأعوام الأخيرة اقتصرت على الأدوار الثانوية، وأدوار البطولة في المسلسلات الإذاعية، كما أنها لم تشارك بأي عمل سوري منذ سنة 1996، عندما لعبت شخصية "زنوبيا" في مسلسل "العبابيد"، وآثرت منذ ذلك الوقت أن تبقى في مصر، التي تتفوق على سورية في عمليات الإنتاج الفني. ومع ذلك فهي لا تزال تزايد على قضية حب الوطن، وتسخر معاناة السوريين الإنسانية لتعتلي من جديد المنصات الإعلامية.

المشكلة في رغدة لا تقتصر على تأييدها لنظام الأسد واستغلال موقفها السياسي للعودة للواجهة الإعلامية، فهناك الكثير من المؤيدين الذين يعبرون عن موقفهم بطريقة حضارية أكثر، وأما رغدة، فهي تصل لدرجة التشبيح، حتى أنها قامت بشهر مايو/ أيار بزيارة السرية الحربية بحلب بشكل سري، وتناقلت هذا الخبر الصفحات المؤيدة حينها، مع مقاطع فيديو وصور، تظهر فيها رغدة بالزي العسكري وتحمل الكلاشنكوف وكأنها ستشارك بالمعارك التي يشنها النظام على شعبه! فالصورة التي تظهر بها رغدة، لا تتناسب مع مكانتها الفنية الكبيرة، التي كانت عليها في التسعينيات.




المساهمون