رسوم ضخمة تطاول مباني الفقراء في مصر

28 يناير 2019
الحكومة تُقدر المباني المخالفة بالملايين معظمها بمناطق الفقراء (Getty)
+ الخط -

 

وافق مجلس النواب المصري (البرلمان) أمس الأحد، من حيث المبدأ، على مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء، المقدم من حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف فرض رسوم ضخمة على الملايين من الفقراء تحت مسمى "عائدات التصالح".

وفرض مشروع القانون رسماً للتقدم بطلب التصالح لا يجاوز 5 آلاف جنيه (280 دولاراً)، علاوة على 800 جنيه (45 دولاراً) مقابل التصالح للمتر الواحد في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة، والمنطقة الاستثمارية في مدينة السادس من أكتوبر (غرب العاصمة)، و500 جنيه (28 دولاراً) مقابل التصالح للمتر الواحد في مدن ومراكز باقي المحافظات، و200 جنيه (11 دولاراً) للتصالح على المتر المسطح من المباني الواقعة بنطاق القرى.

ونص مشروع القانون على تشكيل لجنة لتحديد أسعار التصالح في المخالفات على حساب المتر المسطح، وتحديد الحد الأقصى لقيمة المتر في المدن والقرى، بالإضافة إلى إنشاء دوائر خاصة في المحاكم للفصل في مخالفات البناء، ومصادرة جميع العقارات المخالفة لقانون البناء بحكم قضائي، وإعادة بيعها لصالح الخزانة العامة، وتوجيه حصيلة الغرامات لمواجهة العجز في موازنة الدولة.

وحسب ما انتهت إليه المذكرة الإيضاحية للقانون، فإن مدة تطبيقه ستكون عاماً واحداً لتقنين أوضاع مخالفات البناء القائمة بالفعل.

واستثنى القانون عدداً من الحالات التي لا يجوز التصالح فيها، مثل الأعمال التي تخل بالسلامة الإنشائية للبناء، والتعدي على خطوط التنظيم المعتمدة المقررة قانوناً، والمخالفات الخاصة بالمباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز، وتجاوز قيود الارتفاع المقررة من سلطة الطيران المدني، والبناء على الأراضي المملوكة للدولة، وعلى الأراضي الخاضعة لقانون حماية الآثار، وقانون حماية نهر النيل.

وأعفى القانون الوزارات، والهيئات العامة، والمصالح الحكومية، ووحدات الإدارة المحلية من أداء المقابل الخاص بالتصالح في مخالفات البناء، مع عدم جواز التصالح في البناء على الأراضي الزراعية، عدا ما جاء في الخطاب الوارد من قطاع الإدارة المركزية لحماية الأراضي بشأن الكتل السكنية المتاخمة للكتل السكنية القديمة، وطبقاً للتصوير الجوي المؤرخ في 22 يوليو/ تموز 2017.

وأفاد تقرير مشترك صادر عن لجان الإسكان والمرافق والخطة والموازنة والشؤون التشريعية والإدارة المحلية في البرلمان، بأن اللجنة المشتركة عقدت 21 اجتماعاً لدراسة مشروع القانون، منها 15 اجتماعاً خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2018، و6 اجتماعات خلال شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين، في حضور ممثلي وزارات الإسكان والزراعة والتنمية المحلية والعدل والمالية.

وأشار التقرير إلى أن فوضى البناء استشرت في أعقاب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وما شهدته البلاد من انفلات أمني، وضعف لأجهزة الدولة ومؤسساتها، مشيراً إلى أن العديد من المقاولين شرعوا في بناء أبراج سكنية شاهقة في ارتفاعاتها، ولا تتناسب مطلقاً مع أدنى الاشتراطات البنائية، وهو ما مثل ضغطاً كبيراً على المرافق كافة، وأحدث تكدساً غير متوقع في مساحات صغيرة.

وتابع أن هناك صعوبة في إزالة كل الوحدات السكنية المخالفة لضخامة أعدادها، والتي باتت تُقدر بالملايين من الوحدات السكنية المخالفة.

وحدد القانون مدة لا تجاوز ثلاثة أشهر للتقدم لطلب التصالح، بعد سداد رسم فحص لا يجاوز خمسة آلاف جنيه، وإلزام الجهة الإدارية المختصة بإنشاء سجلات خاصة تقيد بها طلبات التصالح والإجراءات والقرارات التي تتخذ بشأنها، مع تقديم شهادة لمقدم طلب التصالح تفيد ذلك، مع وجوب تقديم تقرير هندسي من طالبي التصالح معتمد من مهندسين استشاريين مقيدين بنقابة المهندسين عن السلامة الإنشائية للوحدة المخالفة.

واشترط مشروع القانون لقبول طلبات التصالح أن تكون واجهات المبنى المخالف كاملة التشطيب والدهان على النحو المبين باللائحة التنفيذية، مع أيلولة كافة المبالغ المحصلة من المواطنين إلى الخزانة العامة، وتخصيص 15% منها للصرف على مشروعات البنية التحتية الجديدة، ونسبة لا تزيد عن 5% منها لإثابة أعضاء اللجان المنصوص عليها في هذا القانون، والعاملين بالجهة الإدارية المختصة.

كما ألزم التشريع الجديد الجهة الإدارية المختصة بإخطار الجهات القائمة على شؤون المرافق (الكهرباء - الغـاز - المياه - الصرف الصحي) بالقرار الصادر بقبول أو رفض طلب التصالح خلال 15 يوماً، وعدم تأثير قرار التصالح على استمرار سريان الدعاوى الجنائية أو التأديبية المقامة ضد الموظفين أو المسؤولين عن عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن المخالفات محل التصالح.

المساهمون