أصبح رستم غزالة رئيساً سابقاً لشعبة الأمن السياسي في النظام السوري. لم يصدر عن هذا النظام بعد أي نفي أو تعليق، غير أنّ ما أصبح مؤكداً أن غزالة، وهو أحد أبرز رموز مافيات النظام السوري، لن يتمكن من متابعة عمله بعد الآن حتى لو لم تتأكد المعلومة؛ فالرجل يعاني صحياً منذ عشرة أيام في مستشفى في دمشق، بسبب ضيق في التنفّس وحالة اختناق.
اقرأ أيضاً (سورية: غزالة لم يصب في معارك درعا)
ويستمرّ وضع غزالة على هذه الحال منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، تحديداً بعد حادثة الاعتداء عليه عند مدخل مكتب رئيس شعبة الأمن العسكري في النظام السوري، اللواء رفيق شحادة. وتكشف مصادر مقرّبة من النظام السوري ومن غزالة، فضلت عدم نشر اسمها، لـ "العربي الجديد" أنّ "الأخير أدخل إلى المستشفى أكثر من مرة خلال الشهر الأخير، وحالته حرجة بحسب الأطباء، وجسمه لا يستجيب بشكل جيّد إلى الأدوية التي يتم حقنه بها".
ويروي مقربّون من غزالة أن الأخير كان يعيش في حالة خوف وقلق، منذ أكثر من ستة أشهر، نتيجة الكثير من العوامل والظروف التي يعيشها في صلب دائرة القرار الأمني في سورية. وبات الرجل المعروف بسلوكياته المافياوية في لبنان وسورية، على عتبة التقاعد والانسحاب من هذه الدائرة، إذ يبلغ سن التقاعد في مطلع مايو/أيار المقبل (62 عاماً)، ما يخرجه من هذه الدائرة ومن كافة الامتيازات المؤمّنة له. بمعنى آخر، فإن دخوله سن التقاعد يُفقده الحماية الأمنية والسياسية، ويتحوّل إلى لواء سابق، من دون صلاحيات ولا سلطة أمنية. وينقل عدد من زوّار غزالة في المدة الأخيرة عنه خوفه من "التهديد الدائم الذي بات يعيش فيه معظم مسؤولي حزب البعث". ورغم أنه كان قائداً لفرع أمني، فإنّ خروجه إلى التقاعد لن يكفل له سوى خمسة أو عشرة عناصر حماية (كحدّ أقصى). ويضيف أحد هؤلاء لـ "العربي الجديد": "تخيّل غزالة هذا الموقف، ورأى الموت يقترب منه نتيجة الصراعات الداخلية في النظام أو في المعركة مع المعارضة السورية". وتنقل المصادر نفسها، التي فضلت عدم نشر اسمها، أن غزالة خائف من أن يتم "انتحاره" (أو تصفيته بصيغة أنه انتحرعلى نسق ما يحصل غالباً في سورية).
وزاد قلق غزالة بعد اكتشاف شبكة تهريب كان يتزّعمها أقارب له في الجنوب السوري، يمدّون من خلالها مقاتلي المعارضة السورية، أو "التكفيريين" بحسب لغة النظام، بالمازوت والمؤن الغذائية، على الرغم من أن غزالة بذل أقصى جهد ممكن لإبعاد الشبهة عنه أمام قيادة النظام.
وتتصاعد الضغوط حول اللواء السوري أكثر، وتدهورت أحواله النفسية نتيجة هذا التراكم المستمر الذي أضيف إلى مشاكل عائلية وشخصية عاشها منذ ديسمبر/كانون الأول 2013.
مليشيا غزالة
ونتيجة قلق غزالة من أن الحواجز الإسمنتية الخمسة التي تحمي منزله ستُزال بعد أسابيع، وكذلك عدد الحراس والمأمورين لديه، وأنه سيصبح بلا سند ومكشوفاً أمنياً، سعى إلى حماية نفسه بمجهود ذاتي، وتوجّه إلى قريته قرفا الملاصقة للشيخ مسكين في محافظة درعا (جنوبي سورية)، حيث مسقط رأسه، وتحدث إلى الناس فيها، حاملاً سيجاراً بين فلاحي وأهالي البلدة وعدد من عناصرها الأمنية، بحسب الشريط المصور الذي سُرّب حول الزيارة.
وتردّد غزالة مرتين إلى قرفا في محاولة لفرض نفسه على الناس، وتأكيد وجوده إلى جانبهم للدفاع عنها في وجه مجموعات المعارضة. وأطلق خلال جلساته في قرفا مجموعة من المواقف الداعية إلى "المقاومة" وقدّم نفسه رجلاً شجاعاً مستعداً للتخلي عن أملاكه ومنزله فداءً للبلدة وحريتها (تم نهب وإحراق منزل غزالة في قرفا على أيدي قوات النظام بحسب إحدى الروايات المتداولة). كل ذلك تم في محاولة من غزالة لحشد الناس حوله في إطار محاولته تشكيل مجموعة أمنية خاصة به، أشبه بمليشيا تضمن أمنه وحمايته.
وكان غزالة على أعتاب تشكيل هذه الفرقة العسكرية، من أكثر من مائتي عنصر من أرياف درعا، غير أن قيادة النظام اكتشفت الأمر، وتصاعد النفور تجاهه. وترجم ذلك في حادثة الاعتداء عليه عند مدخل مقرّ رئيس شعبة الأمن العسكري في النظام السوري، اللواء رفيق شحادة، أواخر فبراير/شباط الماضي. ووصل الأمر اليوم إلى حدّ عزله أو إقالته من منصبه.
يمكن لرستم غزالة أن يلخّص العديد من حالات التخبّط التي يعيش فيها الضباط السوريون الموالون لنظام الأسد، إلا أنّ هذه الحالة دقيقة، لتورّط صاحبها تحديداً بملفات سورية ولبنانية، وصلت إلى حدّ الاتهام الدولي بارتكاب جريمة اغتيال رفيق الحريري، عدا عن المشاركة في ذبح الشعب السوري.
اقرأ أيضاً (سورية: غزالة لم يصب في معارك درعا)
ويستمرّ وضع غزالة على هذه الحال منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، تحديداً بعد حادثة الاعتداء عليه عند مدخل مكتب رئيس شعبة الأمن العسكري في النظام السوري، اللواء رفيق شحادة. وتكشف مصادر مقرّبة من النظام السوري ومن غزالة، فضلت عدم نشر اسمها، لـ "العربي الجديد" أنّ "الأخير أدخل إلى المستشفى أكثر من مرة خلال الشهر الأخير، وحالته حرجة بحسب الأطباء، وجسمه لا يستجيب بشكل جيّد إلى الأدوية التي يتم حقنه بها".
ويروي مقربّون من غزالة أن الأخير كان يعيش في حالة خوف وقلق، منذ أكثر من ستة أشهر، نتيجة الكثير من العوامل والظروف التي يعيشها في صلب دائرة القرار الأمني في سورية. وبات الرجل المعروف بسلوكياته المافياوية في لبنان وسورية، على عتبة التقاعد والانسحاب من هذه الدائرة، إذ يبلغ سن التقاعد في مطلع مايو/أيار المقبل (62 عاماً)، ما يخرجه من هذه الدائرة ومن كافة الامتيازات المؤمّنة له. بمعنى آخر، فإن دخوله سن التقاعد يُفقده الحماية الأمنية والسياسية، ويتحوّل إلى لواء سابق، من دون صلاحيات ولا سلطة أمنية. وينقل عدد من زوّار غزالة في المدة الأخيرة عنه خوفه من "التهديد الدائم الذي بات يعيش فيه معظم مسؤولي حزب البعث". ورغم أنه كان قائداً لفرع أمني، فإنّ خروجه إلى التقاعد لن يكفل له سوى خمسة أو عشرة عناصر حماية (كحدّ أقصى). ويضيف أحد هؤلاء لـ "العربي الجديد": "تخيّل غزالة هذا الموقف، ورأى الموت يقترب منه نتيجة الصراعات الداخلية في النظام أو في المعركة مع المعارضة السورية". وتنقل المصادر نفسها، التي فضلت عدم نشر اسمها، أن غزالة خائف من أن يتم "انتحاره" (أو تصفيته بصيغة أنه انتحرعلى نسق ما يحصل غالباً في سورية).
وزاد قلق غزالة بعد اكتشاف شبكة تهريب كان يتزّعمها أقارب له في الجنوب السوري، يمدّون من خلالها مقاتلي المعارضة السورية، أو "التكفيريين" بحسب لغة النظام، بالمازوت والمؤن الغذائية، على الرغم من أن غزالة بذل أقصى جهد ممكن لإبعاد الشبهة عنه أمام قيادة النظام.
وتتصاعد الضغوط حول اللواء السوري أكثر، وتدهورت أحواله النفسية نتيجة هذا التراكم المستمر الذي أضيف إلى مشاكل عائلية وشخصية عاشها منذ ديسمبر/كانون الأول 2013.
مليشيا غزالة
ونتيجة قلق غزالة من أن الحواجز الإسمنتية الخمسة التي تحمي منزله ستُزال بعد أسابيع، وكذلك عدد الحراس والمأمورين لديه، وأنه سيصبح بلا سند ومكشوفاً أمنياً، سعى إلى حماية نفسه بمجهود ذاتي، وتوجّه إلى قريته قرفا الملاصقة للشيخ مسكين في محافظة درعا (جنوبي سورية)، حيث مسقط رأسه، وتحدث إلى الناس فيها، حاملاً سيجاراً بين فلاحي وأهالي البلدة وعدد من عناصرها الأمنية، بحسب الشريط المصور الذي سُرّب حول الزيارة.
وتردّد غزالة مرتين إلى قرفا في محاولة لفرض نفسه على الناس، وتأكيد وجوده إلى جانبهم للدفاع عنها في وجه مجموعات المعارضة. وأطلق خلال جلساته في قرفا مجموعة من المواقف الداعية إلى "المقاومة" وقدّم نفسه رجلاً شجاعاً مستعداً للتخلي عن أملاكه ومنزله فداءً للبلدة وحريتها (تم نهب وإحراق منزل غزالة في قرفا على أيدي قوات النظام بحسب إحدى الروايات المتداولة). كل ذلك تم في محاولة من غزالة لحشد الناس حوله في إطار محاولته تشكيل مجموعة أمنية خاصة به، أشبه بمليشيا تضمن أمنه وحمايته.
وكان غزالة على أعتاب تشكيل هذه الفرقة العسكرية، من أكثر من مائتي عنصر من أرياف درعا، غير أن قيادة النظام اكتشفت الأمر، وتصاعد النفور تجاهه. وترجم ذلك في حادثة الاعتداء عليه عند مدخل مقرّ رئيس شعبة الأمن العسكري في النظام السوري، اللواء رفيق شحادة، أواخر فبراير/شباط الماضي. ووصل الأمر اليوم إلى حدّ عزله أو إقالته من منصبه.
يمكن لرستم غزالة أن يلخّص العديد من حالات التخبّط التي يعيش فيها الضباط السوريون الموالون لنظام الأسد، إلا أنّ هذه الحالة دقيقة، لتورّط صاحبها تحديداً بملفات سورية ولبنانية، وصلت إلى حدّ الاتهام الدولي بارتكاب جريمة اغتيال رفيق الحريري، عدا عن المشاركة في ذبح الشعب السوري.