رسائل للنظام في مؤتمر "العمل الاسلامي" الأردني

21 يونيو 2014
الحزب يشترط احترام إرادة الشعب للحوار مع النظام(العربي الجديد)
+ الخط -
بعث المؤتمر العام الرابع لحزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسي لحركة "الإخوان المسلمين" في الأردن، الذي عقد في عمّان، اليوم السبت، برسائل سياسية وجهتها الحركة الإسلامية للنظام الذي تتهمه بـ"الردة عن الإصلاح". كما حمل المؤتمر، الذي عقد في خمية بعد اعتذار مؤسستين رسميتين عن استقباله، رسائل أخرى وجهت للحركة، وتحديداً من خلال ضيوف المؤتمر الذين انتقدوها باعتبارها جزءاً من تعقيد المشهد السياسي في البلاد.

وشهد المؤتمر، الذي انعقد داخل خيمة في الشارع العام، تحت عنوان "لأجلك يا أردن نعمل"، جدلاً حول "الربيع العربي" بين الحركة الإسلامية، التي دافع خطباؤها، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، عن مبرراته وأسبابه، منتقدين محاولات إعاقته، وبين ضيوف في المؤتمر. وهؤلاء انتقدوا حراك الشعوب العربية بحدة، محملين إياه مسؤولية الاحداث الدامية التي تعيشها المنطقة.

ووجد الحزب في الخيمة سبباً لاتهام النظام بمحاربة الحياة الحزبية، والتضييق على المعارضة، حتى المعتدلة منها، كما عبر عن ذلك رئيس مجلس شورى الحزب، علي أبو السكر.

وأكد أبو السكر "أن التضييق، ومحاربة الأجهزة الأمنية لم تثن الحزب عن مسيرته المطالبة بالإصلاح السياسي الشامل بالطرق السلمية".

من جهته، اعتبر ضيف المؤتمر، رئيس مجلس النواب، عاطف الطراونة، الذي يتهم الحزب مجلسه بأنه نتاج عملية تزوير، أن الحركة الإسلامية مكون مهم من مكونات العملية السياسية، وأثنى على سلميتها، قبل أن يبدأ بانتقادها.

وحمل الطراونة على الحركة الإسلامية، ممثلةً بحزب "جبهة العمل الإسلامي"، وجماعة "الأخوان المسلمين"، بسبب ما دعاه محاولتها "الاستئثار والسيطرة والأنانية في الاستحواذ على الساحة السياسية". وانتقد "الحرد السياسي"، الذي تمثل في مقاطعة الحركة للانتخابات النيابية، داعياً إياها إلى العودة إلى الحوار غير المشروط.

وقد يكون أكثر ما استفز الحركة الإسلامية، التي عاتبت قياداتها الطراونة بعد الافتتاح، حديثه عن "الربيع العربي"، عندما قال: "بلغنا الربيع العربي الذي ارتد عن أهدافه، فصار موسماً للفوضى العربية، وعنواناً لنهر دم جديد، جرى من أقصى أراضي العرب في أفريقيا، وصولاً إلى اليمن".

في المقابل، دافع المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن، همام سعيد، عن "الربيع العربي"، معرباً عن يقينه باستمرار ما وصفه بـ"الربيع الأردني، حتى تحقيق أهدافه في إعطاء الشعب السلطة الكاملة فوق أرضه".

وحاول رئيس مجلس النواب الأسبق، ورئيس حزب "جبهة التيار الوطني"، عبد الهادي المجالي، إيجاد مقاربة لردم الخلاف بين الحزب والحكومة. وتقوم المقاربة على مواصلة الحزب لمراجعته الداخلية، وأن تراجع الحكومة نفسها، وتنتج قرارها الوطني الذي يؤدي لرفع مستوى التشاركية، أملاً بتجنب الصدام، الذي قال المجالي إنه "لا يكسب فيه أحد، وسيكون الجميع فيه خاسرا".

من جهته، ترك الأمين العام لحزب "جبهة العمل الإسلامي"، حمزة منصور، الباب مفتوحاً أمام الحوار مع الحكومة، لكنه وضع شروطاً لذلك. ونفى تهماً وجهها للحزب متحدثون من خارجه، مؤكداً على أن التعنت ليس من طبع الحزب، الذي يرفض أن يتحول إلى حجارة شطرنج يحركها النظام.

وأعلن منصور عن أنه لا شرط للحزب في الحوار، سوى احترام إرادة الشعب. وأكد على موقف الحزب من إصلاح متدرج، شرط أن يكون التدرج إلى الأمام وليس إلى الخلف.

يذكر أن العلاقة بين النظام والحركة الإسلامية، التي اعتبرت تاريخياً الحليف الاستراتيجي له، توترت على خلفية المواقف المتباينة من "الربيع العربي". وهو ما توّج بقطيعة هي الأطول، وصلت في بعض الأحيان مرحلة الحرب المعلنة بينهما.

المساهمون