"دشرة" مستوحى من قصص حقيقية في المجتمع التونسي تتعلّق بالسحر، وذلك من خلال أحداثه التي تدور حول فتاة اسمها "ياسمين"، وهي طالبة جامعية تتخصص في الصحافة، ويطلب منها أستاذها إعداد عمل جديد، فتعمل برفقة صديقيها بلال ووليد على حل لغز جريمة غامضة تعود إلى أكثر من 20 سنة، وتتعلّق بامرأة عدوانية تعمل في السحر تم إيداعها في مستشفى للأمراض العقلية تدعى "عجيبة"، وُجدت مشوهة ومقتولة وملقاة وسط الطريق، فينتهي بهم المطاف بعد التحقيق إلى قرية ريفية صغيرة (دشرة) معزولة وسط الغابة، ويرتدي أهلها كلهم ملابس سوداء، فتشعر ياسمين ومرافقوها بأنهم محاصرون في الغابة وينتابهم الرعب، فيحاولون الهروب من المكان في إطار من الأكشن والتشويق الذي تبلغ مدته الزمنية 108 دقائق.
الفيلم شارك في عدد من المهرجانات، مثل مهرجان البندقية بإيطاليا ومهرجان فينيسيا وأيام قرطاج، ونال استحسان الجمهور والنقاد، وحقق جدلاً واسعاً.
مخرج الفيلم عبد الحميد بوشناق درس السينما ما بين تونس وكندا، وهو نجل المطرب الشهير لطفي بوشناق، وبدأ حياته الفنية من خلال إخراج بعض الأفلام القصيرة وأغاني الفيديو كليب، وله تجربة مسلسل تلفزيوني واحدة، وأول عمل سينمائي طويل له هو "دشرة"، وقال عنه في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إنه سعيد جداً بأن الفيلم يعرض في مهرجان مهم مثل القاهرة السينمائي بعدما عرض في مهرجانات عالمية أخرى، مؤكداً أن تفاعل الحضور مع الفيلم ومشاهده وأحداثه جعله سعيداً بأنه استطاع أن يقدم شيئاً جديداً ومختلفاً، خاصة أنه أول عمل روائي له، إذ كانت المسؤولية بالتأكيد كبيرة، وفعل كل شيء من أجل خروج هذا العمل إلى النور وأنتجه على نفقته الخاصة، كون الدعم في تونس يقابله بعض المعوقات.
وأكد بوشناق أن اسم "دشرة" ليس لاسم قرية في تونسي مثلما تردد، بل إن الاسم يطلق في تونس على أي قرية ريفية.
وأخيراً، وعن رأيه في تطور السينما التونسية، قال بوشناق إنها أصبحت حاضرة على الخريطة السينمائية بقوة، ولدى تونس العديد من المبدعين الذين شاركوا بأفلامهم في العديد من أقوى مهرجانات العالم كله.
وخلال الندوة، أكد المخرج أن فيلمه يصنف على أنه رعب ممزوج بكوميديا، إذ يتناول بعض العادات والموروثات لدى شعوب المغرب العربي، مثل اللجوء إلى أعمال السحر، مُؤكّداً حرصه على تصوير الفيلم بشكل واقعي من دون مبالغة. وكشف أنه شعر بحرية لأنه منتج الفيلم لهذا نفذ بعض المشاهد الحقيقية التي تخيلها أثناء التحضير للعمل، من دون اللجوء إلى "كاستنج" لاختيار أبطال العمل.
وعن سبب اتجاهه إلى السينما قال إنه نشأ وتربى على السينما المصرية، واكتشف كيف يحب السينما من خلالها، ووصفها بأنها الأكثر شعبية في الوطن العربي .
يذكر أن قسم "عروض منتصف الليل" تم استحداثه للمرة الأولى في هذه الدورة من المهرجان، وهو يضم خمسة أفلام بالإضافة إلى "دشرة" وهي فيلم "رقم 37" للمخرج نوسيفو دوميسا من جنوب أفريقيا، وفيلم "متوحش" للمخرج الفرنسي فينسان ماربيت، ومن الولايات المتحدة يشارك فيلمان هما: "أنا ونهاية العالم" للمخرج جون ماكفايل، وفيلم "مدمر" للمخرج كارين كوساما، وأخيراً يشارك من إيطاليا فيلم "الليلة الأخيرة" للمخرج فرانشيسكو باروتزي.