رحيل شكري مسلي.. رموز أمازيغية وحرف عربي

14 نوفمبر 2017
(1931 - 2017)
+ الخط -
ينتمي الفنان التشكيلي الجزائري شكري مسلي (1931 – 2017) الذي رحل أمس الإثنين في باريس، إلى جيل من المثقّفين الجزائريين الذي التحقوا بثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي وابتكروا طرقاً عديدة لمقاومته، كما كان مؤمناً بضرورة التحديث في بناء الدولة والمؤسسات.

ولد الراحل في مدينة تلمسان التي عاش فيها طفولته قبل أن تنتقل أسرته إلى الجزائر العاصمة عام 1947، ويبدأ باكراً من هناك تعلّم الرسم في "مدرسة الفنون الجميلة" على يد فنان المنمات محمد راسم (1896 – 1975)، وشارك في تلك الفترة في تأسيس مجلة "شمس" اليسارية الطابع والتوجّهات.

كما أسّس "فوج 51" الذي حمل هذا الاسم نسبة إلى العام الذي أنشئ فيه، وضمّ أبرز الكتاب والمثقّفين في الجزائر، منهم الروائي كاتب ياسين (1929 – 1989)، والفنان التشكيلي محمد ايسياخم (1928 – 1985).

انتقل إلى باريس ملتحقاً بـ"مدرسة الفنون التشكيلية" فيها، وقد أقام أول معرض له عام 1956 لكنه انقطع مثل العديد من التشكيليين الجزائرين عن ممارسة الفن وانضم إلى صفوف "جبهة التحرير الوطني".

دخلت رموز الأمازيغ وأساطيرهم في معظم أعماله التي قدّمت تجريداً حروفياً ولونياً يقترب من التعبيرية، وقد بدا ذلك انعكاساً لموقف ثقافي وسياسي معاً، حيث أعلن مع الفنانيْن علي سيلام ومصطفى عدّان عن حركة فنية هدفها تكريس الهوية الأمازيغية.

استخدم مسلي تقنيات متعددة مثل الأكريلك والغواش والطباشير والحبر وغيرها، وتحاكي لوحاته طقوساً من الحضارات الجزائرية القديمة مثل نداءات الحب وتعويذات الحظ، وتظهر تلك الرسومات والأيقونات المجرّدة بأشكال أنثوية في الغالب، في سياقه بحثه الدائم عن العلاقة بين المرأة والوشم وما تخبئ من دلالات وإشارات، ومنها لوحاته "أربعة في حمام"، و"حلم أحمر"، و"النهر"، و"ترقصن من أجلي".

هاجر الفنان إلى باريس في 1994، ومنذ ذلك التاريخ نظّم العديد من المعارض في الولايات المتحدة وإيطاليا وهولندا وفرنسا والمغرب إضافة إلى الجزائر.

المساهمون