توفي فجر اليوم الثلاثاء، الفنان التشكيلي العالمي محمد صبري، رائد فن الباستيل في مصر، وذلك عن عمر يناهز 101 سنة، تاركاً خلفه مئات اللوحات، ذات القيمة الفنية الرفيعة.
وكانت كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان قد شهدت في شهر إبريل/نيسان من العام الماضي احتفالاً بمئوية محمد صبري، ونظمت معرضاً فنياً في إطار مجموعة من الأنشطة لدعم ترشيح صبري للحصول على "جائزة النيل" أرفع وسام مصري للفنون والعلوم، تكريماً له باعتباره أبرز الفنانين التشكيليين العرب وأطولهم عمراً.
وبدأ صبري رحلته الفنية مبكراً، وهو لا يزال طالباً، حيث اشترك في معرض صالون القاهرة السادس سنة 1936، الذي تنظمه جمعية محبي الفنون الجميلة. وكان يرأسها محمد محمود خليل بك.
وبعد تخرجه في مدرسة العليا للفنون التطبيقية، قسم تصوير عام 1937 (كلية الفنون التطبيقية حالياً)، أقام أول معرض خاص له في صالون غولدنبرغ بالقاهرة عام 1943، ثم أقام معرضه الثاني سنة 1946 بقاعة فريدمان بشارع قصر النيل، ومن بين لوحاته التي قدمها بالألوان الزيتية والباستيل لوحة "الزوجة الشابة" و"شارع البحر" و"نصف الليل" و"الدرس الديني" و"صباح الخير" و"السائل".
Facebook Post |
وفي تلك الأثناء تلقى صبري تقديراً كبيراً من زملائه وأساتذته، لما تمتاز به لوحاته من وهج وحيوية. وحين ابتعث للدراسة في أوروبا؛ كان صبري أول مصري يقيم معرضاً فنياً في إسبانيا، وذلك في سنة 1951، وهو لا يزال طالباً، حيث رشحه أساتذته الإسبان لعمل هذا المعرض الذي أقيم بالمتحف القومي في مدريد.
وافتتح صبري الجوائز التي حصل عليها خلال مسيرته الفنية بالجائزة الأولى في التصوير بالمهرجان الأدبي الفني الذي أقامته وزارة المعارف العمومية عام 1948. بعدها توالت عليه الجوائز والتكريمات المحلية والدولية، ومن أبرزها جائزة الدولة التقديرية في 1997، ووسام الاستحقاق من درجة فارس من الحكومة الإسبانية 1961، ووسام الملكة إيزابيل من إسبانيا 1988.
Facebook Post |
وفن الباستيل، الذي برع فيه الراحل محمد صبري، هو أحد الفنون التشكيلية الصعبة التي تعتمد على هذا النوع من الألوان التي لا تدخل فيه أية مادة مذيبة، وإنما يرسم به جافاً، والمادة والأساليب الفنية للرسم بألوان الباستل لها طابعها الخاص.
وتصنع أصابع الباستل عادة من طباشير بيضاء اللون وألوان مسحوقة، وقد يُستعمل قليل من الصمغ ليثبت الجزئيات مع بعضها البعض.
Facebook Post |
ظلّ محمد صبري يرسم لوحاته حتى سنواته الأخيرة وفقاً لابنه الدكتور هاني صبري، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة. وعنه يقول نقيب الفنانين التشكيلين في مصر حمدي عبد العاطي: إن محمد صبري من الفنانين المميزين جدا، فهو من رواد الحركة التشكيلية المعاصرة. تناول في أعماله البيئة المصرية والبيئة المحيطة به سواء في أوروبا أو في مصر، فتجد مناظر من الريف المصري والأوروبي والأحياء التراثية، وإن من العوامل المهمة في إنتاج محمد صبري أن كل إنتاجه بألوان الباستيل وهو ما أعطى له خصوصية كبيرة في منتجه الفني".
وقال عنه الفنان والناقد الإسباني الماركيز دي لوثويا: محمد صبري رسام عظيم في خطوطه، ولوحاته الزيتية رائعة، غير أن أهم ما يمتاز به إنتاج الفنان هو سيطرته التامة على مادة الباستيل الصعبة والوصول بها إلى نتائج مذهلة بلمسات خفيفة مؤكدة، لتعطى تأثير لمسات فرشاة الزيت، وهو فنان رومانتيكي روحاني بطبعه وإن كان ينحو إلى التأثيرية.