رغم أنَّ الجواز العراقي يُعدَّ الأسوأ بين الجوازات في العالم، إلا أن المهندس والرحالة العراقي، مرتضى التميمي، زار لغاية الآن 104 دول حول العالم، بذات الجواز، ولكنها رحلة ليست عادية، وتحتاج إلى الكثير من الجهد والذكاء.
التميمي من مواليد بغداد، وهو بعمر 28 عاماً، يعمل مهندساً في شركة "فيسبوك"، ويقول إنه "كان يرتدي النعل حين التقى بمؤسس الشركة مارك زوكربيرغ، وأن النعل مريح في السفر، وهو ما يطبقه في كل البلدان التي يزورها، رغم أنَّه يتسبب له أحياناً بمضايقات وانتقادات". ويتابع أكثر من 20 ألف شخص حساب مرتضى التميمي على "إنستغرام"، وفي خانة التعريف الشخصي له، كتب: "مهندس برمجيات بموقع (فيسبوك)، أفتر دول العالم بالنعال"، بمعنى "أزور وأتجوَّل في دول العالم مرتدياً حذاء خفيفا مفتوحاً".
ويتحدَّث التميمي لـ"العربي الجديد"، بأنَّ "السفر كان بالنسبة له في الصغر مثل الحلم، خصوصاً قبل عام 2003، حين كان العراق تحت الحصار الاقتصادي. ولكنّه في الوقت الحالي بات ممكناً". أمَّا الصعوبة التي تواجهه، كما تواجه غالبية العراقيين، هي مرتبة الجواز العراقي المتدنيَّة بين جوازات العالم، لذلك يتطلَّب السفر جهوداً كبيرة للحصول على التأشيرات إلى كثيرٍ من البلدان.
وعن عمله بداية عمله في "فيسبوك"، يُشير إلى أنه "حصل على قبولٍ في جامعة في كندا لدراسة هندسة الحاسبات، أول مرة". وتمكن فيما بعد من الحصول على فرصة التدريب في الشركة العالمية. وعقب ذلك، اجتاز التدريب بنجاح وبات يعمل مهندساً ومبرمجاً. كما يجهد في مشروع توفير الإنترنت في مناطق العالم التي لا تتوفر فيها الخدمة لحد الآن. يشير التميمي إلى أنه "زار لحد الآن 104 دول بالجواز العراقي. ومن الدول التي زارها، هي بريطانيا وكندا وأميركا والسودان وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإسبانيا والإمارات وجنوب أفريقيا وكينيا وآيسلندا وروسيا والهند وكرواتيا واليابان". مؤكداً أنَّ رحلاته بدأت منذ عام 2017، وكانت في غالبيتها سفراتٍ في العمل، وحتى السياحية فهي دائماً ما تتخللها المشاريع والأعمال لصالح شركة "فيسبوك".
وبخصوص النعل الذي يرتديه حين يُسافر، يُبين: "ظروف عملي تتطلب مني أحياناً السفر لساعات طويلة، وهو ما يؤدّي إلى تعب كبير. كما أنه أمرٌ مزعج أن تبقى مرتدياً الحذاء المغلق لأكثر من 10 ساعات، وأنا أصلاً لا أحبُّ الأحذية، لذلك قررت السفر مرتدياً النعل في كل سفراتي، لأنني أحتاج أن أكون خفيفاً ومن دون حقائب كبيرة". ويكمل: "التقيت بمارك زوكربيرغ وأنا أرتدي النعل في شركة (فيسبوك)، ولأنَّ ارتدائه ليس عيباً. إذْ في الشركة التي أعمل فيها، لا يفرضون علينا أي نوعٍ خاص من الملابس، على العكس، الشركة تريد منّا أن نكون مرتاحين فيما نرتدي، وذلك لأداء العمل بطريقة صحيحة".
ويلفت إلى أنه "من الطبيعي أن يرتدي الانسان ما يحلو له. والملابس ليست بالضرورة دليلاً معبراً عن شخصية الإنسان أو مركزه أو أهميته. كما أنني حين أنشر على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لي وأنا أسافر إلى الدول منتعلا، فهذا لا يعني أني أريد زيادة عدد الرافضين للأحذية أو التسويق لارتداء النعل، بل لكسر الحواجز التي وضعت للإنسان بشأن الملابس والخجل من ارتداء النعل في كثيرٍ من الأماكن". ويروي أن "العراقيين يظنون أنَّ ارتداء النعل في بعض الأماكن، مثل المناطق السياحية عيباً. ولذلك فأنا أتعرَّض إلى انتقادات كثيرة على مواقع التواصل، مع العلم أنه أمر طبيعي"، كاشفاً عن مشاركته أيضاً في عدة مؤتمرات، وهو يرتدي النعل معتبراً أن المهم "عملي وليس ملابسي".
وعن دور "فيسبوك" في العراق ونشاطاتها، يؤكد: "لست ناطقاً رسمياً باسم الشركة، ولكن خلال الأعوام الماضية عملت الشركة على رعاية تجمع للمطورين العراقيين، من أجل تدريبهم وتجميعهم. وأشجع شباب العراق المهتمين بهذا الجانب الانضمام لهذه التجمعات والاستفادة من دعم شركة عالمية مهمة مثل (فيسبوك)".