رجال أعمال في مواجهة ثورة 25 يناير

25 يناير 2015
رجال أعمال دعموا الثورة المضادة بمبالغ ضخمة (أرشيف/Getty)
+ الخط -
لعب عدد من رجال أعمال نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، دوراً كبيراً في إجهاض ثورة 25 يناير، عبر وسيلتين: الأولى تشويه الثورة عن طريق وسائل الإعلام الخاصة المملوكة لهم، والثانية تمويل الثورة المضادة وعمليات فوضوية في الشارع.

وقال مسؤول في اتحاد الصناعات المصرية، لـ"العربي الجديد" إن عدداً من كبار رجال الأعمال موّلوا مجموعات مناهضة للثورة المصرية، منها مجموعة "البلاك بلوك" لنشر الفوضى عقب قيام ثورة 25 يناير، وخلال فترة حكم محمد مرسي.

وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن عددا من رجال الأعمال المقربين من مبارك موّلوا مثل هذه الأنشطة المناهضة لثورة 25 يناير، والداعمة للثورة المضادة، بالإضافة إلى قيادات من جبهة الإنقاذ والحزب الوطني المنحل، وبعض أعضاء مجلس الشعب السابقين.

وأضاف المسؤول، أن أصحاب مصانع وشركات كبرى موالين لنظام مبارك كانوا يحرّضون العمال على المشاركة في المظاهرات الفئوية والاحتجاجات العمالية، بهدف إرباك المشهد السياسي.

وحسب نشطاء سياسيين، "شكل رجال أعمال موالون لنظام مبارك مجموعة أطلق عليها "البلاك بلوك"، كانت تعطل الخدمات وتتسبب في اضطرابات أمنية، واختفت مباشرة بعد إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي، في 3 يوليو/تموز 2013، ما يؤكد أنها مجموعات بلطجية منظمة، وليست حركات ثورية كما كانت تدّعي".

ولفت المصدر النظر إلى أن حجم التمويل الذى كان مقدما من رجال الاعمال للثورة المضادة كان ضخماً ويقدر بمئات الملايين من الجنيهات، حيث كان هؤلاء يقدمون تمويلا سخيا للمشاركين في إثارة الشغب وأعمال العنف في الشارع، بهدف تشويه صورة ثوار يناير، وكان المبلغ المقدم للفرد الواحد يصل إلى مئات الجنيهات يوميا، مع وعود بعدم ملاحقتهم أمنيا بالاتفاق مع الشرطة.

وحسب مسؤول اتحاد الصناعات، اتحاد غير رسمي يضم كبار رجال الأعمال في مصر، فإن ملاك القنوات الفضائية كانوا يدعمون المجموعات المناهضة للثورة المصرية إعلاميا مثل "البلاك بلوك"، ويوفرون لهم غطاء سياسيا من خلال خروج بعض النشطاء والضيوف على الفضائيات التي يملكونها لدعم هذه المجموعات والدفاع عنهم أمام الرأي العام، ما يخلق تعاطفاً جماهيرياً معهم.

وقال أستاذ الإعلام في جامعة المنيا (جنوب القاهرة)، محمد الشافعي، لـ"العربي الجديد"، إن معظم مالكي القنوات الفضائية الخاصة كانوا ضد ثورة يناير منذ اندلاعها، ثم تحولوا بعد نجاح الثورة إلى ادعاء مساندتها، ومهدوا بعد ذلك للانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، من خلال تلك القنوات التي كانت تبث التحريض في كل قناة بمتوسط 8 ساعات يوميا.

وأضاف الشافعي أن ما تم إنفاقه على هذه القنوات يتراوح بين 6 و8 مليارات جنيه (1.1 مليار دولار).

وتؤول ملكية هذه القنوات إلى كبار رجال الأعمال، مثل نجيب ساويرس صاحب مجموعة قنوات "أون تي في"، ومحمد الأمين صاحب قنوات "سي بي سي"، وأحمد بهجت صاحب قنوات "دريم"، وحسن راتب صاحب قنوات "المحور"، ووليد مصطفى وعلاء الكحكي صاحب قنوات "النهار"، والسيد البدوي صاحب مجموعة قنوات "الحياة"، ومحمد أبو العينين صاحب قنوات صدى البلد، وتوفيق عكاشة صاحب قناتي الفراعين وأكتوبر الفراعين، ثم قناة القاهرة والناس مشاركة بين طارق نور ونجيب ساويرس.

تابعونا ثورات_تتجدد
المساهمون