ربيع تركيا... زهرة "التوليب" تجتاح المُدن

04 ابريل 2018
أزهار التوليب في اسطنبول (Veli Gurgah - الأناضول)
+ الخط -
تخصص بلدية اسطنبول، بعض الحدائق التي تجعل فيها من زهرة "التوليب"، سجاجيد ملونة تجذب السياح والمواطنين، لتقدم خلال الاحتفالية التي تتضمن عروضاً موسيقية وأعمالاً لرسامين ورقصات تقليدية، بصل التوليب مجاناً، لتأصيل هذه الزهرة التي يقول الأتراك أن بلادهم هي موطنها الأصلي.
وتروي الأكاديمية فاطمة غول "28 عاماً" حكاية استعادة التوليب بقولها: منذ عام 2005 بدأت تركيا عملياً، زراعة هذه الزهرة بشكل كبير، عبر 600 ألف بصلة ليرتفع العدد لنحو 25 مليون بصلة بولايات تركيا الـ 81 نصيب إسطنبول أكثر من مليون زهرة بكلفة تتحملها البلدية، تصل لمليون دولار.
وتضيف غول لـ "العربي الجديد" أن الأتراك هم أول من أحضروا "اللالي" معهم من مواطنهم الأصلية في آسيا الوسطى إلى الأناضول، ثم انتشرت من الدولة العثمانية، التي نقلتها إلى أوروبا في القرن السادس عشر. "أحد عهود الدولة العثمانية كان يسمى بـعهد التوليب، وهي الفترة الممتدة من 1718 إلى 1730، حيث ساد السلام بعد توقيع معاهدة مع الإمبراطورية النمساوية، ما أتاح المجال لإيلاء مزيد من الاهتمام بالزراعة والفنون والجمال".
وفي منطقة السلطان أحمد بإسطنبول، موقع سجادة التوليب والاحتفالية التي ستقام "السبت المقبل" التقينا رجل الأعمال "تاجر" جزمي أكوش الذي خالف سابقته لجهة ما وصل إليه عدد زهرات التوليب بتركيا، مؤكداً أن تركيا باتت تنتج وتزرع نحو 60 مليون بصلة توليب وتزرع بإسطنبول الجزء الأكبر الذي يقترب من عدد سكان المدينة "نحو عشرين مليوناً".
ويشير التاجر التركي باعتزاز، إلى المساحات الكبيرة التي تزرع فيها هذه الزهرة ذات العمر القصير "نحو شهر" ففي حديقة أميرغان يتم زراعة أكثر من مليون بصلة.
وأعاد التركي أكوش رواية أن بلاده موطن هذه الزهرة وأن الأتراك استعادوها وباتوا يصدرنوها لأصقاع العالم، لافتاً إلى ما يحدثه "مهرجان اللالي" من فرح لدى الأتراك والسياح المتواجدين قبل بدء الموسم السياحي "معظمهم عرباً وصينيين وروساً".
ويرى كثيرون أن موسم التوليب أو مهرجان هذه الزهرة الذي بات تقليداً ثابتاً بإسطنبول منذ 13 عاماً، هو بمثابة إعلان فصل الربيع وتزيين المدن وبدء توافد السياح.
ويقول المتخصص بالشأن السياحي، فيسيل باران أن تركيا تخطت ومنذ سنوات، ما يسمى الموسم السياحي، إذ أمنت كل ما يلزم لقدوم السياح على مدار السنة "ربما تُفاجؤون بأعداد سياح الشتاء والتزلج".

وبتَّ باران بخلاف أرقام بصل التوليب، مؤكداً أن بإسطنبول وحدها تتم زراعة أكثر من 20 مليون زهرة، وحول ما وصفه بنشأة التوليب يضيف المتحدث لـ "العربي الجديد" تنقل الأساطير أن زهرة التوليب التركية، نبتت بالمكان الذي انتحر فيه شاب تركي من جبل "أولوداغ" بعد أن رفض أهل حبيبته تزويجه الفتاة، ومكان كل قطرة دم سالت من العاشق، نبتت زهرة اللالي. "لذا باتت اللالي رمزاً للحب والإخلاص بتركيا".
ويلفت المتخصص بالشأن السياحي، أن مهرجان التوليب بتركيا، ليس الوحيد، بل تقيم كندا والصين والولايات المتحدة، إضافة لهولندا التي يقال إنها موطن اللالي الأصلي، مهرجانات لهذه الزهرة الرائعة التي ترمز للمحبة والسلام والجمال.
دلالات
المساهمون