رايات وتهديدات طائفية تثير خوف سكان الموصل (صور)

21 أكتوبر 2016
مليشيا الحشد تشارك في معركة الموصل (العربي الجديد)
+ الخط -

يرصد العراقي خالد سعيد (49 سنة) مشاهد الرايات الطائفية التي تحمل عبارات انتقام وثأر وتهديد، والتي يرفعها عناصر مليشيات "الحشد الشعبي" على مشارف الموصل، ويضعها في خانة واحدة مع القصف الجوي اليومي المصاحب لمعارك الموصل المحتدمة منذ خمسة أيام.

يقول سعيد لـ"العربي الجديد"، في حديث سكايب، إن "السكان يتداولون جرائم داعش ومصيرهم وما سيفعلونه والقصف الجوي وتلك التهديدات. لا نريد أن نقع بما وقع به أهل الفلوجة على يد مليشيات الحشد".
وأطلق زعيم مليشيا العصائب، قيس الخزعلي، تصريحات طائفية الأسبوع الماضي خلال كلمة متلفزه له، قال فيها إن "ذهابهم إلى الموصل من أجل الثأر من أحفاد من قتل الحسين قبل 1400 عام"، فيما اعتبر زعيم مليشيا أبو الفضل العباس، أوس الخفاجي، مشاركتهم بمعركة الموصل "تصفية حساب قديم".
تلك التصريحات عززتها شعارات وهتافات تحيط بالموصل التقطتها وسائل الإعلام وعززتها سوابق تلك المليشيات بتنفيذ جرائم قتل وتعذيب وسرقة وحرق منازل في مدن عدة آخرها الفلوجة، والتي نددت بها منظمات دولية وحقوقية مختلفة آخرها منظمة العفو الدولية وبعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، إلا أن حكومة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، تلتزم الصمت حيالها.
وقال وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، في مؤتمر صحافي له في باريس أمس الخميس، إنه "لا ينبغي الخوف من أعمال انتقامية للحشد، وإنها ملتزمة بأوامر الحكومة".
ويشارك مخاوف أهل الموصل من انتهاكات وشيكة للمليشيات بحقهم؛ عدد من القيادات السياسية والشخصيات الحقوقية في البلاد، وقال القيادي في التحالف الكردستاني، حمة أمين، إن "هناك ضمانات ببقاء تلك المليشيات خارج الموصل، فهي لا تتورع عن تنفيذ جرائم إنسانية".



وأضاف أمين لـ"العربي الجديد"، أن "مخاوف السكان مشروعة، ويجب أن لا نستبدل داعش بمليشيات الحشد، وهو ما كنا نحاول إبلاغه للقادة العراقيين في بغداد بوجوب وجود خارطة لما بعد الخلاص من داعش". مؤكداً "تسجيل انتهاكات لتلك المليشيات منذ اليوم الأول في محور القيارة الذي تسيطر عليها. لكن لا يلتفت إليها أحد بسبب المعارك" وفق قوله.
ويؤكد القيادي بجبهة الحراك العراقية، محمد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، وقوع عمليات تعذيب وقتل لمدنيين في معارك الموصل. "تسجيلات وشهادات تؤكد ارتكاب المليشيات جرائم بشعة في قرى البعاج وعين الجحش وبلدات جنوب الموصل التي تتواجد بها"، متهماً الحكومة بالتعتيم على تلك الجرائم لأسباب "بعضها يتعلق بالمعركة والبعض الآخر لأسباب طائفية" على حد تعبيره.

ويقول أحد سكان الموصل، عرّف عن نفسه باسم أبو خليل، إن "المليشيات وداعش وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن أن نستبدل مرضاً بآخر"، ويضيف "المليشيات جرائمها معروفة وتاريخها أسود. سرقة وقتل وتعذيب وابتزاز. لذا نجد أن قرار الفرار إلى سورية مناسب متى ما سنحت فرصة الفرار، فالتنظيم يمنع الخروج من الموصل".

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لعناصر الحشد يعذبون أطفالاً بشكل وحشي، ومقاطع لعناصر من مليشيا العصائب يضربون مواطنين بمطارق حديدية على رؤوسهم في قرية عين اللزاكة جنوب كركوك ويتلفظون بعبارات طائفية.

واعتقلت قوات الجيش زوج هاجر سامي (29 سنة) قبل نحو ثلاث سنوات، وعثر على جثته في مكب للنفايات بعد أيام من اعتقاله.

تقول لـ"العربي الجديد"، إنها "تتواصل مع شقيقاتها في أنقرة وتحاول أن تجد مخرجاً للهرب مع ابنها أحمد. بالتأكيد المليشيات إذا دخلت الموصل لن ترحم أحداً. نتمنى أن يقتصر الدخول على البشمركة أو العشائر".
وتضيف "لم نختر هذا الوضع، وحالياً نحن نجمع الطعام ونخزن المياه، ولا نعرف ما الذي سيحدث. لكن بكل حال سأهرب، فالمحاولة أفضل من البقاء وانتظار المجهول".