رافي وهبي، ممثّل وكاتب ومخرج سوري، درس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وقدّم أدواراً متفرّقة في مسلسلات سورية عديدة بينها "غزلان في غابة الذئاب" و"بقعة ضوء"، قبل أن يبدأ مشواره كسيناريست مع "حارة على الهوا" و"تقاطع خطر" و"طعم الليمون"، ويتوقّف في محطّة بارزة عام 2013 مع مسلسلي "سنعود بعد قليل" بطولة دريد لحام، و"حلاوة روح" بطولة الراحل خالد صالح.
حالياً يعكف وهبي على إنهاء كتابة عمله الدرامي الأطول "سفينة نوح"، في 90 حلقة، يخرجها المخرج السوري حاتم علي، وهو عمل مقتبس عن فيلم "العرّاب" بأجزائه الثلاثة، وليس عن الرواية ذاتها. عن العمل وأمور أخرى كان هذا اللقاء.
- كيف يكتب رافي وهبي أعماله، وهل تتخيّل من يؤدي الشخصيات؟
عموماً عندما أبدأ بكتابة العمل لا يكون لدي أي تصور عن الممثلين الذين سيؤدّون الشخصيات، أحياناً أتخيّل وجوهاً معينة لممثلين، وأحياناً أخرى لأصدقاء وأقارب، وأحياناً يكون الوجه ضبابياً، ثمّ تدريجياً تبدأ الصور بالظهور، ولكن بطبيعة الحال لكلّ تجربة خصوصيتها، ففي مسلسل "سنعود بعد قليل"، وفي مراحل مبكرة جداً من كتابة العمل كان هناك اتفاق مسبق على أن يلعب دور الأب (نجيب) الفنان دريد لحام، وبذلك منذ الحلقات الأولى كنت أتخيله، وهذا الأمر كان مفيداً نوعاً ما لأننا في الغالب نعرف كيف يؤدي هؤلاء الممثلون أدوارهم، وكيف يؤثّرون فينا وعلينا عاطفياً، كما أنّ الطريقة الجديدة المعتمدة حالياً، والتي تحتّم على المخرج بدء التصوير حتى قبل أن ينهي الكاتب نصّه، ورغم خطورتها، تفيد الكاتب بمعرفة أبطاله باكراً، فيستثمر أفضل ما في الممثل ويخفي عيوبه نصّياً قدر الإمكان.
تخيّل ممثل معين عند الكتابة يعتبر مغامرة، ففي حال لم يتمّ الاتفاق معه يكون الكاتب قد تورّط ذهنياً حين ربط الشخصية بممثل ما، لذلك بعد الحلقات العشر الأولى أقدّم اقتراحاتي حول الممثلين، وأترك القرار النهائي للمخرج وللإنتاج، أحياناً يكون هناك توافق بيني وبين المخرج ولكن انتاجياً لا يتم الاتفاق، الموضوع برمته يخضع للنقاش، وأنا مع الشراكة في الاختيار بخصوص الممثل وتنفيذ العمل.
- ما الضغوط التي يتعرّض لها صنّاع الدراما، وخصوصاً الكتاب للحاق بركاب الدراما الرمضانية؟
العلاقة بين الدراما وشهر رمضان فيها شيء قدري، نحن نواجه إشكاليات مع الوقت وإمكانية تنفيذ وإنهاء العمل، بما يتناسب مع شهر رمضان، من أهمها أن العمل يدخل حيز التنفيذ حتى قبل أن ينهي الكاتب كتابة جميع حلقاته، ورغم الإيجابية التي ذكرتها سابقاً بالنسبة لي والمتعلقة بوضوح الشخصيات المختارة، تبقى السلبيات أكثر بكثير، فكتابة العمل في وقت مبكر يعطي مجالاً أكبر للنقاشات بين الكاتب والمخرج وبين المخرج والممثلين... وبالتالي هناك امكانية أكبر لتلافي السلبيات وبعض الأخطاء، أو تطوير بعض الخطوط الدرامية، أو تعديل توقيت ظهور شخصيات معينة.
اقرأ أيضاً:هيثم حقي: "وجوه وأماكن" عن وجع سورية وأملها
هذه المشكلة تعود لتأخّر التعاقد مع الكاتب، فالجهات المنتجة تبدأ البحث عن النصوص ومشاريع وتوليفات معينة بعد انتهاء الموسم الرمضاني بفترة طويلة، أعتقد أن هذا بحاجة للتنظيم انطلاقاً من المحطّات الفضائية، مروراً بشركة الإنتاج، وانتهاء بالكاتب الذي هو الحلقة الأضعف في هذه الإشكالية. ومن الصعب جداً في يومنا الحالي، إيجاد نصّ درامي جيد من 30 حلقة، ولم يجد طريقه للبيع والتسويق، إلا في حال كانت هناك مشكلة في التواصل ما بين الكتّاب وشركات الإنتاج والمحطّات.
- كيف تخطّيت شخصياً، كسيناريست، هذه الصعوبات؟
حالياً يعكف وهبي على إنهاء كتابة عمله الدرامي الأطول "سفينة نوح"، في 90 حلقة، يخرجها المخرج السوري حاتم علي، وهو عمل مقتبس عن فيلم "العرّاب" بأجزائه الثلاثة، وليس عن الرواية ذاتها. عن العمل وأمور أخرى كان هذا اللقاء.
- كيف يكتب رافي وهبي أعماله، وهل تتخيّل من يؤدي الشخصيات؟
عموماً عندما أبدأ بكتابة العمل لا يكون لدي أي تصور عن الممثلين الذين سيؤدّون الشخصيات، أحياناً أتخيّل وجوهاً معينة لممثلين، وأحياناً أخرى لأصدقاء وأقارب، وأحياناً يكون الوجه ضبابياً، ثمّ تدريجياً تبدأ الصور بالظهور، ولكن بطبيعة الحال لكلّ تجربة خصوصيتها، ففي مسلسل "سنعود بعد قليل"، وفي مراحل مبكرة جداً من كتابة العمل كان هناك اتفاق مسبق على أن يلعب دور الأب (نجيب) الفنان دريد لحام، وبذلك منذ الحلقات الأولى كنت أتخيله، وهذا الأمر كان مفيداً نوعاً ما لأننا في الغالب نعرف كيف يؤدي هؤلاء الممثلون أدوارهم، وكيف يؤثّرون فينا وعلينا عاطفياً، كما أنّ الطريقة الجديدة المعتمدة حالياً، والتي تحتّم على المخرج بدء التصوير حتى قبل أن ينهي الكاتب نصّه، ورغم خطورتها، تفيد الكاتب بمعرفة أبطاله باكراً، فيستثمر أفضل ما في الممثل ويخفي عيوبه نصّياً قدر الإمكان.
تخيّل ممثل معين عند الكتابة يعتبر مغامرة، ففي حال لم يتمّ الاتفاق معه يكون الكاتب قد تورّط ذهنياً حين ربط الشخصية بممثل ما، لذلك بعد الحلقات العشر الأولى أقدّم اقتراحاتي حول الممثلين، وأترك القرار النهائي للمخرج وللإنتاج، أحياناً يكون هناك توافق بيني وبين المخرج ولكن انتاجياً لا يتم الاتفاق، الموضوع برمته يخضع للنقاش، وأنا مع الشراكة في الاختيار بخصوص الممثل وتنفيذ العمل.
- ما الضغوط التي يتعرّض لها صنّاع الدراما، وخصوصاً الكتاب للحاق بركاب الدراما الرمضانية؟
العلاقة بين الدراما وشهر رمضان فيها شيء قدري، نحن نواجه إشكاليات مع الوقت وإمكانية تنفيذ وإنهاء العمل، بما يتناسب مع شهر رمضان، من أهمها أن العمل يدخل حيز التنفيذ حتى قبل أن ينهي الكاتب كتابة جميع حلقاته، ورغم الإيجابية التي ذكرتها سابقاً بالنسبة لي والمتعلقة بوضوح الشخصيات المختارة، تبقى السلبيات أكثر بكثير، فكتابة العمل في وقت مبكر يعطي مجالاً أكبر للنقاشات بين الكاتب والمخرج وبين المخرج والممثلين... وبالتالي هناك امكانية أكبر لتلافي السلبيات وبعض الأخطاء، أو تطوير بعض الخطوط الدرامية، أو تعديل توقيت ظهور شخصيات معينة.
اقرأ أيضاً:هيثم حقي: "وجوه وأماكن" عن وجع سورية وأملها
هذه المشكلة تعود لتأخّر التعاقد مع الكاتب، فالجهات المنتجة تبدأ البحث عن النصوص ومشاريع وتوليفات معينة بعد انتهاء الموسم الرمضاني بفترة طويلة، أعتقد أن هذا بحاجة للتنظيم انطلاقاً من المحطّات الفضائية، مروراً بشركة الإنتاج، وانتهاء بالكاتب الذي هو الحلقة الأضعف في هذه الإشكالية. ومن الصعب جداً في يومنا الحالي، إيجاد نصّ درامي جيد من 30 حلقة، ولم يجد طريقه للبيع والتسويق، إلا في حال كانت هناك مشكلة في التواصل ما بين الكتّاب وشركات الإنتاج والمحطّات.
- كيف تخطّيت شخصياً، كسيناريست، هذه الصعوبات؟
رغم كلّ القدرية التي تحدثت عنها، الحمد لله فإن عملي الأخير "حلاوة روح" وجد طريقه للعرض ولاقى النجاح، ولكن بالتأكيد لو توفّرت لي ظروف أفضل للكتابة لربما كانت النتائج أهمّ، علماً بأنّ هناك إجماعاً في الرأي حول تجربة الدراما السورية في العشرين سنة الماضية، يؤكّد أنّ جزءاً كبيراً من خصوصيتها ومن نجاحها، يعود إلى هذا الحماس المفرط أحياناً والذي يلقى جاهزية كاملة على الأرض، والذي يساهم بوجود أعمال تدير عجلة الإنتاج بشكل مستمر.
- ماذا عن جديدك "سفينة نوح" وهل هو مرتبط بالراهن السوري؟
لا أودّ الخوض في تفاصيل العمل وهو قيد التصوير، ولكنّ أحداثه مرتبطة بالموضوع السوري قبل 2011، وبالنسبة لي ككاتب، من الصعب أن أتغاضى عن الشأن السوري، وأعتقد أنّ الميزة الأساسية للدراما السورية، والتي أخذت مكانتها المتقدّمة في العالم العربي، هي واقعيتها وارتباطها بحديث الناس وبأزماتنا الاقتصادية والاجتماعية، ولكنّ المشكلة التي نعاني منها حالياً ككتّاب هي الارتباط بالأحداث الراهنة، وخصوصاً بتفاصيل ما حدث ويحدث في سورية، حيث يحضر السؤال: إلى أيّ درجة تجد المحطات الفضائية هذا الموضوع جذّاباً، تحديداً لموسم شهر رمضان، الذي يفترض أن يقدّم التسلية والترفيه، ما لا يتوافق مع المقاربة الدرامية للوضع السوري المأسوي، الأمر الذي يدفعني عند كتابة أي عمل درامي الى التوجّه نحو زاوية جديدة، فمثلاً في مسلسل "سنعود بعد قليل" تناولت قصّة نجيب وأولاده في خلفيتها أحداث سورية في العام 2012، وكان الوضع لا يزال قابلاً للتحسّن أو مفتوحاً على حلول وإن قليلة، ولكن في عام 2013 بدا أنّ الوضع ينحو نحو اتجاه آخر، فكتبت مسلسل "حلاوة الروح"، حاولت التوجه فيه إلى الميدان أكثر، ولأنّ الميدان معقد ومتشابك اخترت الترميز وقصة الآثار.
وبالنسبة لعملي الأخير "سفينة نوح"، فهو غير مرتبط بشكل مباشر بما يحدث في سورية، وإنما فيه محاولة لاستطلاع ما سبق هذا الانعطاف والتغيير الخطير الحاصل، تدور أحداث العمل قبل 2011، ولكن كونه مرتبطاً بالواقع فهو بالتالي مرتبط بما يحدث اليوم.
اقرأ أيضاً:الدراما السورية تكابر على مصابها