راضية سعيد: صوتٌ لبقاء النهار

03 يناير 2015
+ الخط -

في شباط/ فبراير من العام الحالي (2015) ستطلق المغنية وكاتبة الأغاني المالاغاسية راضية سعيد مجموعتها الغنائية الثانية تحت عنوان "والآن.. ماذا بعد؟" أو "آكيري" بلغة مالاغاسي، في مختلف أنحاء العالم، بعد أن تجوّلت في أربع قارات شهدت جهدها المتواصل، مع عدد من العازفين، وهي تغوص بصورة أعمق في جذورها المالاغاسية.

في هذه المجموعة الغنائية الثانية، انضمّ إلى المغنية وشاركها الإعداد أصحاب أسماء بارزة في عالم موسيقى مالاغاسي، بما فيهم عازف الغيتار "دي غاري"، والمشرف على التسجيلات "ريجس جيزافو"، و"راجيري".. وآخرون.

واستخدمت راضية سعيد إيقاعات تنتمي إلى جهات مدغشقر الأربع تعزفها آلات موسيقية تقليدية مثل "ماروغاني"، وهو صندوق خشبي بأوتار معدنية، و"فاليها" الآلة المصنوعة من خشب البامبو ذات الأوتار المعدنية، و"لوكانجا" الشبيهة بكمان ذي ثلاثة أوتار.

ستكون أغاني هذه المجموعة بثلاث لغات، المالاغاسية والفرنسية والإنجليزية، وكان تسجيلها قد بدأ، قبل بضع سنوات، في أيار/ مايو 2011 في "أناتاتاريفو". وحينها وصلت راضية سعيد قادمة من نيويورك مع اثنتي عشرة أغنية جديدة، وبدأت التعاون والعمل مع صديقها "راجيري" العازف على آلة "فاليها"، لتكييف أغانيها الجديدة وإخراجها بأشكال موسيقية مالاغاسية، انطلاقاً من إيمانها بأن موسيقى بلدها تستحق أن يتعرّف إليها العالم بطريقة أفضل.

وواصلت راضية العمل عدة أيام على إجراء تجارب تدريبية، وسرعان ما تحقق ما يشبه السحر، فاتّخذت الإيقاعات المعقّدة شكلاً، وتحوّلت الأغاني الأصلية إلى موجة صوت عاطفية مؤثرة.

ومع العمل المتواصل لإخراج هذه المجموعة الغنائية في أكثر من بلد، مدغشقر وباريس ونيويورك وأستراليا، أصبح الألبوم ثمرة جهد عالمي فعلاً تحمل رسالة إيجابية؛ أن الحبّ سيحفظ بقاء النهار في نهاية المطاف.

ومع أن المجموعة لا تتظاهر أو تدّعي أنها تجيب عن السؤال الذي يطرحه عنوانها، فإنها تحثّ البشر على أنه يمكنهم تغيير حياتهم ومسارهم الحالي، والعمل سوية من أجل مستقبل أكثر إيجابية.

وتفسّر سيرة حياة راضية سعيد، المغنية وكاتبة الأغاني والمترحلة، هذا المنحى في أعمالها. فقد أخذتها رحلاتها عبر أفريقيا إلى فرنسا، فإيطاليا، فجزيرة إيبايزا الإسبانية، فجزيرة بالي الإندونيسية، فنيويورك، إلا أن قلبها وروحها ظلّا متعلّقين ومشدودين بإصرار إلى بلدها مدغشقر، أرض مولدها.

وظلّت ترافقها رغبة محمومة في العودة باستكشافاتها الموسيقية ذات النطاق الواسع في مضمار موسيقى الجانسون الفرنسية وألوان الروك والجاز، إلى جذورها الثقافية، ولتكتشف من ثم نداءها الفني الحقيقي، ولتبرز أمرين اثنين: صوتاً فريداً من نوعه في عالم الموسيقى العالمية، ودفاعاً عن البيئة الطبيعية والإنسانية.

المساهمون