رابح ماجر لـ"العربي الجديد": هذه هي حظوظ الخضر بالمونديال

16 يونيو 2014
رابح ماجر النجم السابق للكرة الجزائرية(getty)
+ الخط -

اعترف رابح ماجر، نجم الكرة العربية والمدرب السابق للمنتخب الجزائري، أن المجموعة الثامنة التي يوجد فيها منتخب الخضر في مونديال البرازيل صعبة للغاية، وعليه فبلوغ ممثل الكرة العربية إلى الدور الثاني يبدو من الوهلة الأولى أمراً صعباً.

وقال ماجر، في حوار خصّ به "العربي الجديد": الجميع يعلم أن منتخب بلجيكا قوي جدّا، وتطور أداؤه بشكل مذهل خلال السنوات الأخيرة بفضل نخبة من اللاّعبين المتميزين على غرار هازراد، لاعب تشيلسي الإنجليزي والحارس المتألق لنادي أتليتكو مدريد الإسباني وأعني كورتوا، فضلاً عن لاعبين عدة آخرين، كل هؤلاء اللاّعبين كوّنوا منتخباً جيّداً وبلجيكا مرشحة للذهاب بعيداً في المونديال.

وواصل رابح ماجر، المعروف في الجزائر باسم "مصطفى" بأن المنتخب الروسي لا يقل قيمة عن نظيره البلجيكي، موضحاً في هذا الشأن "يشرف على منتخب روسيا مدرّب كبير اسمه فابيو كابيلو، وهو المدرّب الذي يعرف المنتخب الجزائري بحكم مواجهته في مونديال جنوب إفريقيا في 2010 حين كان كابيلو، مدرّبا لمنتخب إنجلترا، ومعروف أيضاً أن الكرة الروسية تعتمد على الجانب البدني والانضباط في اللّعب والنضج التكتيكي، بينما أعتقد أن من يصف منتخب كوريا الجنوبية على أنه الأضعف فهو مخطئ، وخسارة الكوريين أمام تونس الأخيرة بأرضهم ليست معياراً، فهذا المنتخب فاز على اليونان في أثينا، وهو منتظم في مشاركاته في نهائيات كأس العالم، وسبق لي متابعة مباريات عدة لمنتخب كوريا الجنوبية ويمكنني القول إنه منتخب يمارس كرة جيدة وممتازة، وهو منتخب أيضا منضبط تكتيكيّا وقوي من الناحية البدنية.

سلاحنا هو الإرادة

وأمام هذا الطرح، يعتقد المدرّب رابح ماجر، صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لسنة 1987، بأن سلاح "محاربي الصحراء" في مونديال البرازيل، هو الإرادة والرغبة الكبيرة في كسب الرهان الصعب، مشيراً في هذا الصدد "لا أخفي عليكم بأنه من الصعب تقديم حكم مسبق عن مردود المنتخب في المونديال، ولا يمكن الحكم بالإيجاب أو بالسلب، فكل شيء متعلّق بمدى تأقلم اللاّعبين الجزائريين مع الظروف المناخية، لأن الحرارة ستؤثر عليهم مثلما أثّرت عليهم في الملاعب الإفريقية، لذلك أعتقد جازماً أن تحلي اللاّعبين بالإرادة الكبيرة يمكن أن يضمن للمنتخب التأهّل إلى الدور الثاني، فهو هدف صعب التحقيق لكن المهمة في نظري ليست مستحيلة إطلاقاً.

أما عن توقعاته بشأن اللاّعبين الجزائريين المرشحين للتألق في مونديال البرازيل، فبدا ماجر، متحفّظا، إذ قال "لا يمكنني أن أرشح أي لاعب حالياً، لأن تألق أي لاعب في المونديال مرهون بمدى تألق المنتخب في نهائيات كاس العالم"، مضيفا أيضا، وهو يتحدث عن ياسين براهيمي، الذي صنّفه الاتحاد الدولي لكرة القدم كأحسن مراوغ في "الليجا" بالقول "الأداء الفردي لا ينفع بالضرورة الفريق، فيجب أن يخدم الأداء المتميز للاّعب المنتخب أو الفريق، لذلك أعتقد أن تألق المجموعة هي التي ستسمح ببروز الفرديات.

منتخب 1982 مكانه المتحف

ولم يخف رابح ماجر، امتعاضه لعدم وجود تمثيل للكرة الجزائرية في المنتخب، على اعتبار وأن كل العناصر تم اختيارها من البطولات الأجنبية، مشيراً في هذا الشأن: لست ضد اللاّعبين المغتربين، لكن أن يشارك المنتخب في المونديال من دون وجود لأي لاعب من البطولة الجزائرية، فهذا غير مقبول تماماً، لأن هذا المنتخب الذي يضم عناصر من البطولات الفرنسية والإسبانية والإيطالية لم يعد يلعب على الطريقة الجزائرية التي عهدناها في الماضي، فالمنتخب سابقا كان يعتمد على الفرديات وفي الثمانينات كانت تركيبة المنتخب من اللاّعبين معروفة، واليوم يتغير المنتخب كثيراً.

وأضاف رابح ماجر، أن منتخب الثمانينات حقق الكثير للكرة الجزائرية، موضحاً "يجب عدم مقارنة منتخب 1982 الذي شارك في مونديال إسبانيا بأي منتخب جزائري لأية فترة. فمنتخب 1982 يجب أن يوضع في المتحف، فقد ضمن استقراراً لنحو 10 سنوات كاملة، وكان كل لاعب في عهدنا قادراً على صنع الفارق في أية لحظة، فأغلب عناصر التشكيلة تخرّجت من المدارس الجزائرية، لكن المنتخب الذي سيشارك في مونديال البرازيل لا يمثّل المدارس الجزائرية وهذا مؤسف جداً".

وقال ماجر، أيضا بأنه من الضروري تفعيل البطولة الجزائرية "حتى نضمن مستقبلاً منتخباً جزائريّا يمثّل البطولة مع تدعيم المنتخب بأبرز اللاّعبين الجزائريين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية، ويستفيد أي مدرّب وطني حينها من غالبية اللاّعبين حتى يجري أكبر قدر من التربصات خارج تواريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما يضمن لنا تكوين منتخب على قواعد صلبة".

المساهمون