افتتح الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري، اليوم الأربعاء، المؤتمر السنوي الدولي الخامس عشر لمنظمة اقتصاديي الشرق الأوسط، الذي تستضيفة الدوحة، وتستمر أعماله 3 أيام.
وينظم هذا المؤتمر معهد الدوحة للدراسات العليا تحت عنوان: "تأثير أسعار النفط على النمو الاقتصادي والتنمية في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وقد ألقى البروفيسور جيمس روبنسون المحاضرة الافتتاحية للمؤتمر وخلص فيها إلى أن التغلب على صدمات وتقلبات النفط مشروط ببنية مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن لعنة الموارد الريعية تصاب بها الدول التي ليس لديها عمل مؤسسي ناجح.
وقال روبنسون إن الدول التي لديها مؤسسات سياسية جامعة وناجحة تكون لديها القدرة على إدارة مواردها وزيادة معدلات النمو وتقليل أي خسائر ناجمة عن تقلبات الطبيعة التي تصيب مواردها الريعية وتعتمد عليها الدولة، لافتا إلى أن افتقاد الدول التي تعتمد على الموارد الريعية لمؤسسات جامعة يصيبها بانتكاسات اقتصادية كبرى.
وأشار جيمس إلى أن هناك دولا، منها قطر والإمارات وعمان، استفادت من ثروتها النفطية وانعكست بالإيجاب على معدلات النمو الاقتصادي والخدمات التي تقدمها تلك الدول لمواطنيها، موضحا أن دول الخليج لديها ما يكفي من الموارد الريعية اللازمة لتطوير نفسها بنفسها دون الحاجة إلى اللجوء إلى الاقتراض من الخارج.
وأضاف أن الثروة النفطية في قطر كان لها أثر إيجابي كبير على المجتمع والمواطنين، مشيدا بالخدمات التي تقدمها الدول الفطية الناجحة لمواطنيها من صحة وتعليم وغير ذلك من الخدمات.
والدكتور جيمس روبنسون، هو أستاذ كلية الإدارة العامة في جامعة شيكاغو الأميركية.
ويعتبر كتاب "لماذا تفشل الأمم" الذي شارك في تأليفه مع الدكتور دارون أجموغلو من جامعة ماساتشوسيتس للتكنولوجيا خلاصة 15 سنة من العمل البحثي في أسباب نجاح وفشل الدول في تنمية شعوبها.
وقد كشف كتاب "لماذا تفشل الأمم" أسباباً جوهرية لتنامي الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة وفتح المجال للعمل بفاعلية لسدها. ويدحض الكتاب فكرة شائعة، لدى بعض المؤرخين، من أن المناخ المعتدل والتكنولوجيا هما العاملان الأهم في نجاح الدول.
وحاضر روبنسون في مؤتمرات عدة ومحافل دولية لعل أهمها مشاركته في مؤتمر Tedex في أثينا سنة 2014، ويرى أنه ينبغي على الدول بناء حكومات قوية وتوفير حوافز حقيقية للاستثمار وتعزيز دور المؤسسات وتأسيس بنية تحتية سليمة حتى تتمكن من تحقيق الرخاء الاقتصادي لشعوبها.