فجّر رئيس فريق جزائري فضيحة أخرى تتعلق بالفساد في الدوري الجزائري للمحترفين، امتداداً للأحاديث المستمرة عن هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت خطراً يهدد المنظومة الكروية في البلاد.
وقام شريف ملال رئيس فريق شبيبة القبائل أحد أعرق أندية الدوري الجزائري، بتوريط نفسه وفريق آخر ينشط بالدوري في فضيحة جديدة، بعد أن أكد بأنه وفريقه تعرضا للمساومة ومحاولة الابتزاز من طرف فريق آخر.
وكان فريق اتحاد العاصمة قد حاز على لقب الدوري الجزائري للمحترفين، بعد أن تمكن من تحقيق فوز مثير على مضيفه شباب قسنطينة 3/1، في الجولة الـ30 والأخيرة من الدوري، ورفع الاتحاد الذي حقق اللقب الثامن في تاريخه في الدوري الجزائري رصيده إلى 53 نقطة، متفوقاً بفارق نقطة وحيدة فقط على الوصيف شبيبة القبائل، الذي كان نداً قوياً للاتحاد إلى آخر رمق من المسابقة، حيث ضيع فرصة التتويج باللقب رغم فوزه بملعبه على شباب أهلي البرج بهدفين دون رد، ولكنه كان يحتاج بالمقابل لـ"هدية" من شباب قسنطينة وذلك بانتصار الأخير على الاتحاد أو التعادل معه على الأقل، من أجل حسم اللقب وهو الأمر الذي لم يحدث.
وقال شريف ملال رئيس شبيبة القبائل في تصريحات للصحافيين بعد نهاية مباراة فريقه أمام أهلي البرج: "في البداية أريد أن أهنئ فريق الاتحاد بتتويجه بلقب الدوري، ثانياً أريد أن أقول أيضا بأن المنطق لم يتم احترامه أبداً لأن فريق شباب قسنطينة لم يلعب المباراة كما يجب".
وأضاف "الجميع يعلم بأن علاقتنا مع الأندية جيدة جداً، لكنني أريد أن يعرف الجزائريون ما يحدث في الدوري، لقد قام مسؤولو شباب قسنطينة بالتواصل معنا، وأكدوا لنا بأنهم بحاجة إلى مبلغ 2.5 مليار سنتيم (حوالي 250 ألف دولار أميركي) كي يفوز فريقهم على اتحاد العاصمة ولكنني رفضت ذلك"، قبل أن يورّط ملال نفسه وفريقه في الفضيحة، قائلاً: "لقد رفضت المبلغ الذي طلبوه مني، ولكنني عرضت منح كل لاعب من فريقهم مبلغ 20 مليون سنتيم".
من جهته رفض المدير العام لفريق شباب قسنطينة طارق عرامة، الاتهامات التي وجهها لهم رئيس الشبيبة مهدداً بمقاضاته، ومؤكداً أن فريقه لعب بنزاهة أمام اتحاد العاصمة، وقال عرامة في تصريحات لتلفزيون "النهار" الجزائري: "شريف ملال غاضب لأن فريقه لم يحصل على لقب الدوري، لقد سبق له زيارتنا في تونس وتشجيعنا عندما كنا نستعد لمواجهة الترجي التونسي في دوري أبطال أفريقيا، وكان يعتقد أنه من خلال اللفتة سيتمكن من كسب ودّي كي نتنازل له على نقاط مباراتنا مع الشبيبة في الدوري، ولكننا فزنا عليه وأظن بأن ذلك أثر عليه".
وتابع: "لعبنا بنزاهة أمام اتحاد العاصمة، لكن صفوفنا كانت منقوصة من ثمانية لاعبين أساسيين لأسباب مختلفة وهو ما تأثرنا به خلال اللقاء". وأضاف "شريف ملال اتصل بي قبل مباراتنا مع الاتحاد أكثر من عشرين مرة ولكنني لم أرد عليه، هو يقول بأنني اشترطت عليه أموالاً كي نفوز على اتحاد العاصمة، وأنا أطالبه بإظهار التسجيل، وإلا فإن العدالة بيننا".
ودخل وزير الشباب والرياضة رؤوف سليم برناوي على الخط، حيث أكد بأن التصريحات التي أدلى بها رئيس الشبيبة لن تمر مرور الكرام، وقال برناوي في تصريحات صحافية: "التصريحات التي أدلى بها شريف ملال غير مسؤولة تماماً، هذا يعبّر عن انحطاط في مستوى التسيير"، مضيفاً: "قبل الإدلاء بهذه التصريحات وتوجيه الاتهامات يجب تقديم الدلائل، وأتمنى أن يقدم رئيس الشبيبة الأدلة، ونعامل مثل هذه الأمور بكل حزم وصرامة".
ومن شأن هذه التصريحات أن تزيد المشهد الكروي الجزائري قتامة وسواداً، خاصة بعد تواتر الكثير من الأخبار السيئة في الفترة الماضية، حول تفاقم ظاهرة ترتيب نتائج المباريات، واستفحال تعاطي المنشطات والمخدرات إضافة إلى عنف الملاعب، وأخيراً "المراهنات المشبوهة" التي ورطت فريقين جزائريين، في الفترة الأخيرة وهما دفاع تاجنانت ووفاق سطيف.