رئيس البرلمان: "رواتب النواب لا تكفي"... والعراقيون "يجهشون بالبكاء لشدّة التأثّر"

14 نوفمبر 2018
محمد الحلبوسي (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -
أثارت تصريحات رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي بمدينة كربلاء والتي قال فيها إن "راتب عضو البرلمان لا يكفيه لاستئجار منزل"، غضباً واسعاً في الشارع العراقي الذي توجّه كالعادة إلى مواقع التواصل للتعبير.

وكتبت صفحة "قارش وارش" ساخرةً "الحقيقة وقف شعر رجلينا وصارت بينا قشعريرة وأجهشنا بالبكاء لأن البرلماني راتبه لا يكفي لاستئجار منزل".

فيما علّقت الكاتبة والناشطة السياسية كولشان البياتي على تصريحات الحلبوسي بقولها "عضو البرلمان في زمن صدام حسين كان لا يتقاضى راتباً، تصرف له مخصصات نقل عن رحلات يوفد بها خارج العراق وهي مبالغ ضئيلة جداً".

وسخرت الناشطة زينب الزبيدي مبينة ان" الحلبوسي يقول إن راتب البرلماني لا يكفي لدفع بدل إيجار بيت، إذا كانت الملايين لا تكفي فكيف تكفي خمسون ألف دينار شهرياً تعطونها للأرامل والمعاقين"؟

وعلق محمد مصطفى ساخراً على هذه التصريحات بقوله "تملكني الحزن والألم عندما شاهدت تصريح الحلبوسي بقوله إن راتب البرلماني لا يكفي لدفع بدلات الإيجار فيا مصيبتاه على هذا الظلم الذي أصاب السادة البرلمانيين".

وقال الناشط أحمد الحطاب ساخراً "لماذا تستهدفون المؤسسة التشريعية فالنائب راتبه لا يكفي فأين يذهب، أنتم شعب حقود تريدون من النائب أن يصبح حرامي لترتاحوا".

فيما كتب الناشط مصطفى مظاهر غاضباً ومتسائلاً "راتب البرلماني لا يكفي؟ خاف الله، أربع سنوات سوداء قادمة، مبالغ إيجارات منازل البرلمانيين خلال الدورة الحالية 3 مليون ضرب 329 نائباً=987,000,000 دينار ضرب 12 شهراً =11 مليار و84 مليونا ضرب 4 سنوات = 47 مليارا و376 مليونا".


وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي سريعاً بعد التصريحات كتاباً رسمياً صادراً عن الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس النواب العراقي وموجهاً إلى الدائرة البرلمانية يكشف عن تخصيص ثلاثة ملايين دينار لكل برلماني كبدل إيجار منزل.


ونزل تصريح الحلبوسي كالصاعقة على العراقيين الذين عبّروا عن غضبهم الشديد واستنكارهم لمثل هذه التصريحات التي وصفوها بالمعيبة والكاذبة.

وقال فيصل الحمادي (39 عاماً) "يقول المثل العربي (إن لم تستحِ فاصنع ما شئت) وهذا ينطبق على ساسة العراق بصراحة فوقاحتهم لم يسبق لها مثيل لا في التاريخ القديم ولا الحديث وبهذه الطريقة المثيرة للغضب والسخرية في ذات الوقت".

وأضاف الحمادي لـ"العربي الجديد" إذا كان راتب عضو مجلس النواب لا يكفيه لاستئجار منزل كما يزعم رئيس البرلمان فكيف يكفي مبلغ 50 الف دينار شهرياً لعوائل المفقودين والأيتام والأرامل؟؟ علماً أن أغلب هذه العوائل لا تستلم أي راتب وليس لديها دخل شهري، ألم يسال الحلبوسي نفسه هذا السؤال؟ وكيف يعيش العاطلون عن العمل"؟


وبيّن المحلل السياسي عبد القادر الجبوري أنّ "المسؤولين العراقيين لا ينتبهون إلى خطورة تصريحاتهم في أغلب الأحيان فكيف يريد رئيس مجلس النواب أن يقنع العراقيين بأن راتب البرلماني لا يكفيه لاستئجار منزل وسط كل هذا الفساد والسرقات العلنية الهائلة".

وقال إنّ "كلام الحلبوسي عارٍ عن الصحة ورواتب البرلمانيين كبيرة جدا تصل إلى 12 مليون دينار عراقي عدا العمولات والحصص وما يجنونه من المناقصات والاتفاقات السياسية بين الكتل والأحزاب وغير ذلك وما خفي كان أعظم".

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يصرح بها مسؤول عراقي عن رواتب البرلمانيين بهذه الطريقة، غير أنها على مستوى مسؤول رفيع هذه المرة إذ سبق لإحدى البرلمانيات التصريح عام 2016 بأن راتب البرلماني البالغ 12 مليونا و900 ألف دينار لا يكفيه ما أثار سخرية وغضباً واسعاً حينها.

وكانت النائب كريمة الجواري أدلت بتصريحات متلفزة في مارس/ آذار 2016 قالت فيها إنّ "راتب البرلماني يبلغ 12 مليونا و900 ألف دينار عراقي يبقى منه عشرة ملايين فقط بعد خصم الضرائب، ورغم ذلك فهو لا يكفي حتى إلى منتصف الشهر".

وكانت تلك التصريحات في وقت تشرد فيه ملايين العراقيين من المحافظات المنكوبة بسبب الحرب بين القوات العراقية وتنظيم "داعش" آنذاك، ما أثار موجة عارمة من الغضب والانتقادات اللاذعة ضدها لتأتي تصريحات الحلبوسي لتزيد الطين بلّة، كما يقول مراقبون.

دلالات
المساهمون