رئيسة وزراء نيوزيلندا: البلاد تغيرت جذرياً بعد مذبحة المسجدين

13 مارس 2020
ستقام مراسم إحياء الذكرى الأحد وسط مخاوف من كورونا(Getty)
+ الخط -
قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، اليوم الجمعة، إن البلاد "تغيرت جذرياً" منذ حادث إطلاق النار الذي وقع في كرايستشيرش العام الماضي، وذلك في وقت تخيم فيه المخاوف من وباء كورونا على مراسم إحياء الذكرى المقرّرة إقامتها يوم الأحد المقبل.

وفي مؤتمر صحافي طغت عليه العواطف في كرايستشيرش، قالت أرديرن إن التواصل مع الجالية المسلمة تزايد منذ المذبحتين في مسجدي النور ولينوود قبل عام، لكن البلاد بحاجة إلى الاستمرار في التصدي للعنصرية ومواجهة التهديد المتزايد من الجماعات اليمينية المتطرفة.
وذكرت أرديرن في أكبر مدينة في الجزيرة الجنوبية: "بعد مرور عام، أعتقد أن شعب نيوزيلندا تغير جذرياً... إن التحدي الذي يواجهنا هو أن نتصدى كأمة، في كل مناحي حياتنا اليومية وفي كل فرصة تواتينا، للتنمر والعنصرية والتمييز".

وشاركت رئيسة الوزراء في صلاة مشتركة خاصة مع رواد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم.
وبين الذين تحدثوا خلال الصلاة في مسجد النور، أحد الناجين من الهجوم ويدعى فريد أحمد، والذي فقد زوجته في ذلك الهجوم.
وقال فريد إن "الكراهية لا تحقق أي مكاسب لمن يعتنقها، أو لأي شخص. إذا كانت هناك أي اختلافات، فهناك طريقة أخرى، هذه الطريقة هي الطريقة السلمية. يجب أن نتحدث، يجب أن نتحاور، نسأل بعضنا بعضاً، ويجب ألا نخاف من بعضنا بعضاً".
وقالت أرديرن إن ثمة من أبلغوها بأنهم زاروا المسجدين للمرة الأولى في أعقاب الهجوم، ووجدوا أنفسهم أكثر انفتاحاً على مناقشة الاختلافات العقائدية. وأضافت: "بعد مرور عام، أعتقد أن نيوزيلندا وشعبها قد تغيروا جذرياً. لا أستطيع أن أرى كيف يمكن أن يكون لديك حدث مثل هذا ولا تتغير... لكن التحدي الذي يواجهنا هو ضمان أنه في أفعالنا اليومية، وفي كل فرصة نرى فيها التنمر والتحرش والعنصرية والتمييز، ننبذها كأمة".
ولفتت أرديرن كذلك الانتباه إلى قوانين تغيرت استجابة لهجوم كرايستشيرش. فتم حظر الأنواع الأكثر فتكاً من الأسلحة نصف الآلية، وفي عملية إعادة شراء على مستوى الدولة، قام مالكو الأسلحة بتسليم حوالي 60 ألف قطعة من أسلحتهم المحظورة حديثاً مقابل مبالغ نقدية.


وتحدثت رئيسة الوزراء عن عملها في محاولة القضاء على ظهور الهجمات الإرهابية على الإنترنت، بعد أن قام المسلح بتصوير هجوم كرايستشيرش على الهواء مباشرة. وجمعت أرديرن بعض الدول وشركات التكنولوجيا معاً للعمل على هذه المسألة في ما سمته "نداء كرايستشيرش"، الذي قالت إنه ساعد في بدء بروتوكول جديد للاستجابة للأزمات.
وتساءل البعض عن سبب استمرار الحدث التذكاري الأحد، الذي سيجمع الآلاف من الناس في الساحة، بعد أن اختارت أرديرن ومسؤولون آخرون إلغاء مهرجان في أوكلاند احتفالاً بثقافة المحيط الهادئ بسبب مخاوف من فيروس كورونا المستجد.
وأوضحت أرديرن أنه مع تأكيد خمس إصابات فقط بمرض "كوفيد - 19" الذي يسببه الفيروس، في نيوزيلندا، لا توجد إشارات على أن هناك تفشياً مجتمعياً. كما قالت إنه تم إلغاء مهرجان باسيفيكا بسبب مخاوف محددة من أن الفيروس قد ينتشر إلى جزر المحيط الهادئ التي لا تمتلك البنية التحتية الصحية للتعامل مع تفشي المرض.

وأشارت إلى أنه لا يزال من المزمع إحياء ذكرى الهجوم على مسجدين راح ضحيته 51 شخصاً، لكنها أقرّت باحتمال تغير الخطط إذا تفاقم انتشار الفيروس.
وأعلنت نيوزيلندا عن خمس إصابات بالفيروس، وقالت أرديرن إنها ستعلن على الأرجح قيوداً جديدة على دخول البلاد الأسبوع المقبل.
وألغى وزير المالية النيوزيلندي غرانت روبرتسون رحلة إلى كانبيرا اليوم الجمعة، حيث كان سيجتمع مع نظيره الأسترالي، وسيتحدث معه عبر "سكايب" بدلاً من ذلك.
ويواجه برنتون تارانت (29 عاماً)، وهو مواطن أسترالي، 92 تهمة في ما يتعلق بالهجوم على المسجدين، لكنه يدفع ببراءته. وسيمثل أمام المحاكمة في يونيو/ حزيران المقبل، وسيواجه عقوبة السجن المؤبد إذا تمّت إدانته.