ذكرى ميلاد: سيتا هاكوبيان.. المطربة المنسية منذ "الوهم"

28 يوليو 2020
(سيتا هاكوبيان)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الثامن والعشرون من تمّوز/ يوليو، ذكرى ميلاد المطربة والمخرجة العراقية سيتا هاكوبيان (1950).


في عام 1968، سجّلت سيتا هاكوبيان أغنية "الوهم" التي لحّنها  الأكاديمي والموسيقي العراقي حميد البصري، عن قصيدة للشاعرة نازك الملائكة تحمل العنوان ذاته، وتقول كلماتها: "كنت وحدي، لم يتبع خطوي غير ظلّي، أنا وحدي، أنا وحدي، أنا والليل الشتائي وظلّي...".

كان أرشاك بدروس، والد المطربة والمخرجة العراقية (1950) يعزف على البيانو منذ أن كانت ابنته في الرابعة، حيث ظهرات على مسرح "نادي الأرمن" في مدينتها البصرة في تلك الفترة، كما شاركت في المسرح المدرسي حيث أدّت العديد من أغاني المطربة اللبناينة فيروز، مثل "زهرة المدائن" و"أعطني الناي وغني"، والتي بثّها التلفزيون الحكومي آنذاك، لتحمل منذ تلك الأيام لقب "فيروز العراق" .

قرّرت اعتزال الغناء فجأة نهاية ثمانينيات القرن الماضي

انتقلت هاكوبيان بعدها إلى بغداد حيث شاركت في أوبريت "بيادر الخير"، وبدأت تتوالى العروض عليها لتقدمّ أكثر من سبعين أغنية مثل: "صغيرة جنت وانت صغيرون"، و"منك يا الأسمر"، و"ابهيدة"، و"شو يصير لو نلقى"، و"دار الزمان"، و"ما أندل دلوني"، و"شوقي خداني"، و"أوراق الشوق"، و"يا ليل السهر"، و"الولد الولد".

شكّل عقد السبعينيات مرحلة ذهبية في انتشارها الواسع عراقياً، ثم قامت بجولات إلى عدد من البلدان العربية والأوروبية والآسيوية، إذ أقامت حفلاها في القاهرة منذ عام 1974، والجزائر وبلدان الخليج، كما غنّت في أوزبكستان، وشاركت في مهرجان للأغنية في ألمانيا، و"مهرجان أورفيوس" في بلغاريا.

تعاونت هاكوبيان مع الملحّن اللبناني إلياس الرحباني الذي وضع لها ألحان خمس أغنيات، اثنتان منها من كلماته، وهي "عندما تطل يا حبيبي" ووطني العراق"، إضافة إلى ثلاث أغانٍ كتبها الشاعر كريم العراقي للأطفال؛ "وطني واحد"، و"لو كان عندي قطار"، و"دللوه".

درست هاكوبيان السينما والإخراج خلال الثمانينيات، وشاركت مغنية وممثلة في عدّة أعمال درامية منها التمثيلية التلفزيونية "شهر عسل في الرميلة" (1973) من إخراج محمد الجنابي، ومسلسل "الطائر الأسود" (1974) من إخراج إبراهيم عبد الجليل، والذي تناول سيرة الفنان العربي زرياب، حيث أدّت له أربع أغان لحّنها الموسيقي الفلسطيني روحي الخماش، وتمثيلية "بائعة البنفسج" (1974) من إخراج حسن حسني، ومسلسل "أم حميد" عام 1976.

قرّرت سيتا هاكوبيان اعتزال الغناء فجأة نهاية ثمانينيات القرن الماضي، والتفرغ للإخراج التلفزيوني بصحبة زوجها المخرج عماد بهجت، وغادرت بلدها في التسعينيات حيث استقرّت في كندا، ورغم المحاولات العديدة لتفسير قرار اعتزالها بأنه نوع من الاحتجاج على واقع عاشته العراق وقتئذ حين أُجبر المطربون على تقديم أغاني تمجدّد القيادة السياسية، إلا أنها ترفض التعليق على ذلك إلى اليوم.

في حين تواصل ابنتها نوفا عماد الغناء حيث أخرجت لها أغنيتها "ليلى"، تظلّ سيتا حاضرة في الذاكرة العراقية والعربية، بما قدّمته بأدائها الاستثنائي وصوتها المؤثر.

المساهمون