ذكرى تأسيس الجامعة العربية..دعوات لثورة ثقافية لمواجهة الإرهاب

07 ديسمبر 2015
اجتماع سابق لجامعة الدول العربية (الأناضول)
+ الخط -

شدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، على أن الحرب على الإرهاب تتطلب ثورة فكرية وحضارية ومواجهة شاملة، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تحديات غير مسبوقة باتت تهدد الأمن القومي العربي بشكل كبير وكيان الدولة الوطنية.

وجاءت دعوة العربي في كلمته أمام احتفالية مرور سبعين عاماً على تأسيس الجامعة العربية، التي تقام على هامش مؤتمر "الفكر 14"، الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي، بحضور عدد كبير من المفكرين والشخصيات السياسية العربية البارزة في الوطن العربي.

وقال الأمين العام للجامعة العربية إن مؤتمر الفكر العربي يشكل علامة مهمة من علامات الحياة الثقافية والفكرية في الوطن العربي، كما أن المؤسسة المنظمة تشكل نموذجا مهما "للعمل العربي الأهلي المشترك".

ونبّه العربي إلى أن مشروع التكامل العربي يواجه تحديات كبيرة في ظل ما تشهده دول المنطقة من تحولات عاصفة تفرض على الجميع التوقف ومراجعة مواقف العالم من حولنا.

اقرأ أيضاً:"منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية" يعاين واقع الخليج "تعليمياً" 

وأكد المتحدث ذاته أن هذا المؤتمر يشكل فرصة فريدة وقيمة لإحياء هدف التكامل العربي، "ذلك المشروع الحضاري الذي لا غنى عنه لنهضة الأمة العربية، التي باتت في خطر كبير بعد ما قادت التحولات السياسية التي جرت في العديد من دول المنطقة خلال الأربع سنوات الماضية، لعكس ما تمناه الجميع، وتحولت في بعض الدول لنزاعات دموية ومواجهات أنتجت موجات إرهابية خطيرة" على حد قوله.

وحذر العربي من خطورة موجات الإرهاب التي تجتاح المنطقة وتهدف إلى هدم البنية الأساسية للدول، وأسسها الثقافية والاجتماعية والدينية، وتغييرها لأسس غيرها، تستند إلى أسس دينية خاطئة. وأكد أن مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره لن تتم "إلا على أيدي أبناء الأمة العربية من خلال مواجهة فكرية شاملة".

 وأعرب الأمين العام عن تطلعه للتوقيع على ميثاق الجامعة العربية، بعد إدخال تعديلات جديدة عليه، حتى تستطيع مواكبة التغيرات والتحولات في المنطقة، ودفع العمل العربي المشترك للأمام، معرباً عن أمله في أن يسهم مؤتمر الفكر العربي في استعادة الدور الثقافي والحضاري والإسلامي السمح بعيداً عن النظرة المشوهة التي أصبح ينظر إليه بها.

اقرأ أيضاً: "العربي الجديد" ينشر خطة "مجموعة الخبراء السوريين للانتقال السياسي"

ومن جانبه، دعا رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، إلى تضافر جهود الأمة العربية، لمواجهة ما تمر به من اضطراب فكري وأزمات سياسية واقتصادية وأمنية. "لتستعيد الثقة في النفس مجدداً، وتتخطى الأزمات، لتحقيق المآرب وطموحات الشعوب العربية".

وأضاف الفيصل في كلمته أنه لطالما شهدت أروقة الجامعة العربية مفارقات وخلافات بين الدول العربية، تنتقل من مقعد لمقعد، ومنبر لمنبر، إلا أنها اليوم تجمع العقول العربية والأفكار العربية من كل حدب وصوب، بغرض الاتفاق على مستقبل الأمة عن طريق الثقافة والفكر والتنمية، وبعيداً عن المشاحنات والمزايدات، معتبراً أن ذلك يعد خطوة هامة تضاف إلى خطوات كثيرة.

 ومن جانبه أكد الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى أهمية الاحتفال بتأسيس الجامعة العربية بعد سبعين عاماً من خلال مؤتمر مؤسسة الفكر العربي، مثمناً المبادرة المشتركة بين المنظمتين لعقد هذا المؤتمر الحاشد في ظل التحديات التي تحيط بالعالم العربي. وأضاف "تتطلب التحديات وضع الجامعة العربية في سياق عصري يستشرف المستقبل، ويسهم في صياغة شرق أوسط مختلف، وإقامة نظام وصياغة جديدة للمنطقة لتحقيق التنمية والاستقرار".

ومن جهته أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة على أهمية الدفع قدماً بمسيرة التكامل العربي في الذكرى السبعين لتأسيس الجامعة، باعتبارها رابطة العمل العربي المشترك، استناداً إلى المشتركات الحضارية والمصالح الكبرى، "خاصة ونحن في ظل مرحلة صعبة وخطيرة وتنامي صراعات خطيرة واجتياحات خارجية ومخاطر التفكيك والشرذمة".

وحذر السنيورة في كلمته أمام المؤتمر من "خطورة المجموعات الإرهابية التي ترعرعت في كنف إسرائيل وتمارس الاستبداد مستترة بالدِّين وهو براء منها".

وانتقد السنيورة حالة "الضعف والهزال العربي الراهنة والفتن التي تسعى إسرائيل وبعض الدول الإقليمية لإشعالها، داعيا في الوقت ذاته إلى عدم الإصغاء لدعوات إلغاء الجامعة العربية بدعوى فشلها". مؤكداً أن وجودها "أصبح أكثر ضرورة وإلحاحا للدفاع عن الهوية العربية". وطالب بتطوير آليات أعمالها لمواكبة التغيرات الإقليمية والدولية الراهنة.

اقرأ أيضاً: تقرير:حلف الأطلسي لن يرسل قوات برية لقتال "داعش" بسورية

المساهمون