دييغو غايّاردو.. التقاط اللحظة الراقصة

26 يناير 2017
(تصوير: دييغو غايّاردو لوبِث)
+ الخط -

بعد ما يقرب سبعة أعوام على انطلاقة سلسلته "فلامِنكيات" لا يزال المصور الفوتوغرافي الإسباني دييغو غايّاردو لوبِث (1977) يتنقّل حاملاً كاميرته، وألبومه الذي بلغت صوره أكثر من ستّ آلاف، من مسرح إلى مسرح ومن مدرسة إلى أخرى مارّاً بعشرات المدن والبلدات الإسبانية التي لا يزال ينبض في شوارعها، وبين سكّانها، صوت الفلامنكو.

يُفتتح اليوم معرضه، الذي يحمل عنوان السلسلة ذاتها، في فاس المغربية، حيث ينظّمه "معهد ثيربانتِس" في المدينة، ويستمرّ حتى 20 شباط/فبراير القادم. في المعرض يُستشفّ بحثٌ موسّع فيه تأمّل بصريّ صبور يتناول، وإن بشكل تجريدي، تأثيرات ما مرّ به الفلامنكو من انعطافات متسارعة رغم احتفاظه بقوالبه الممِّيزة وإيقاعاته التي جاءت محفورة في ذاكرة مغنّيه الشفهية عبر سنين طويلة.

في أعماله، تبتعد عدسة غايّاردو عن التقليدية وعن الابتذال المنتشر في تصوير هذا النوع من الفنون، خصوصاً لصالح المجلّات الصفراء والملصقات تجارية الغرض؛ الابتذال ذاته الذي طال قسماً غير قليل من مدارس الفلامنكو وصالاته ومسارحه على يد مغنّيين وعازفين وراقصين ما كانت غاياتهم سوى الربح المادي.  

لقد اشتغل المصوّر على مجموعة من الأفكار التي طالما نظر إليها بوصفها جزءاً هامّاً من سيرة الفلامنكو وطرفاً لا غنى عنه في مسيرة التغييرات التي شهدتها عناصره الثلاثة: الموسيقى والغناء والرقص، خصوصاً في العقود الأربعة أو الخمسة الأخيرة. يقول دييغو عن مشروعه: "فلامنكيات هو سلسلةٌ-أساليب تحكي عن تطوّر هذا الفنّ وتنويعاته، والفكرة ترمي إلى توطيد تعايشٍ مثالي بين الفلامنكو والفوتوغراف، فالصورة تسجّل الإحساس البصري وتُبقي عليه".

في الصور عازفون منهمكون، ومغنّون ومغنيّات تصدح حناجرهم بأغانٍ ملؤها الفقد والأسى (كما هو الحال في معظم أغاني الفلامنكو)، وعلى نحوٍ خاصّ تحضرُ راقصات الفلامنكو بفساتينهنّ التقليدية ذات التطاريز الدقيقة والألوان البهيجة، وهنّ يؤدّين حركات راقصة يمكن قراءة زخم العاطفة فيها، وما يشبه الغياب في ثنايا الموسيقى والغناء، تعبّر عنها تقاسيم وجوههنّ المزيّنة بقطرات صغيرة من العرق.

المساهمون