شهدت مدينتا دوما وحرستا، أمس الأحد، مزيداً من القصف الجوي والصاروخي والمدفعي من جانب قوات النظام، وذلك بعد مرور يوم واحد على ارتكاب مجزرة جديدة في مدينة دوما، راح ضحيتها نحو خمسين شخصاً إثر قصف قوات النظام منازل المواطنين بالطائرات الحربية والصواريخ.
وأصدر الدفاع المدني السوري في ريف دمشق بياناً، قال فيه "بعد الهجوم الدامي المدمر الذي تعرّضت له مدينة دوما خلال الأيام الأخيرة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 مواطن، بينهم نساء وأطفال، وإصابة ما يزيد عن 400 شخص، يعلن الدفاع المدني السوري في محافظة ريف دمشق، دوما مدينة منكوبة، ويناشد منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول العربية الكبرى والجامعة العربية بالتدخّل الفوري لإنقاذ ما تبقى من هذه المدينة وأهلها".
إعلان دوما مدينة منكوبة تزامن مع توجيه ناشطين وقوى سياسية وعسكرية اللوم لـ"جيش الإسلام" وقائده زهران علوش الذي يعتبر القوة الرئيسية في تلك المنطقة، والذي لطالما هدد بالرّد الحازم على أي هجوم يستهدف المدنيين، متهمين "جيش الإسلام" بالتقاعس. وهو ما استدعى رداً من المتحدث باسم "جيش الإسلام"، النقيب إسلام علوش، والذي أكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "المجازر التي يرتكبها النظام في دوما سببها عجزه عسكرياً أمام المقاتلين، إذ لم يستطع اقتحام هذه المنطقة بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحصار"، مشيراً إلى أنّ "ارتكاب المجازر مؤشر على إفلاس النظام أمام فصائل المعارضة".
وحول مشاركة "جيش الإسلام" في معركة إدارة المركبات في حرستا التي أثارت لغطاً من جانب بعض القوى العسكرية المشاركة في المعركة، وتحديداً "أجناد الشام"، لفت علوش إلى أن "جيش الإسلام يشارك في معركة إدارة المركبات، وتحديداً على محور المعهد الفني، بينما باقي الفصائل كانت في محور آخر". ورأى أنّ الإنجازات التي حقّقها المقاتلون في هذه المعركة، زادت من دموية مجازر النظام الذي يعيش تحت هاجس إمكانية تقدم فصائل المعارضة نحو دمشق، وهو يريد إيقاف هذا التقدم بأي وسيلة".
اقرأ أيضاً: 50 قتيلاً بمجزرة جديدة يرتكبها النظام السوري في دوما
وكان الاتحاد الإسلامي لـ"أجناد الشام"، صاحب الوجود القوي في الغوطة الشرقية، قد أصدر بياناً تحدّث فيه عن الإنجازات التي تحققت حتى الآن في معركة إدارة المركبات في حرستا المجاورة لدوما، من دون أن يأتي على ذكر أي مشاركة لـ"جيش الإسلام" في المعركة. ولخّص البيان ما تم تحقيقه في معركة لهيب الغوطة بـ"تحرير غالب أبنية حي العجمي ومسجد العجمي ومخفر مدينة حرستا ومبنى التأمينات ومنطقة الكوع وتدمير خمس دبابات وعربة "بي أم بي" وآليات ثقيلة ومتوسطة عدة"، بالإضافة إلى "قتل العشرات من عناصر العدو واغتنام أسلحة وذخائر وأعمال أخرى نتحفّظ عليها لسلامة العمل".
من جهته، أشار المتحدث باسم "أجناد الشام"، وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "قوات النظام سعت إلى تخفيف الضغط على إدارة المركبات بمحاولة اقتحام مدينة حرستا من جهة مستشفى الشرطة العسكري المحاذي لأوتستراد دمشق ــ حمص، لكن فصائل المعارضة اكتشفت تحركاتها في الأبنية المجاورة للمستشفى، فقامت بتفجير أنفاق كانت قد حفرتها وفخّختها سابقاً، ما أدى إلى مقتل العشرات من الجنود وعناصر المليشيات، ليردّ النظام بقصف عنيف على حرستا، الأمر الذي أوقع عدداً من القتلى والجرحى".
وتعتبر إدارة المركبات خط دفاع أول للنظام عن فرع المخابرات الجوية الواقع بين مدينتي حرستا وعربين، إذ تحكم قوات النظام سيطرتها على الطريق الواصل بين الإدارة وفرع المخابرات، والذي يمتد إلى مسافة 2 كيلومتر. وإذا خسر النظام هذا الطريق، يصبح سقوط فرع المخابرات الجوية ووزارة الري الواقعين على طريق الأوتوستراد من جهة حرستا، مسألة وقت.
في غضون ذلك، وفي تطور يعتقد أنّه على صلة بما يجري في الغوطة الشرقية، سقطت قذائف مجهولة على سجن دمشق المركزي، أمس الأحد، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، من بينهم مدنيون وعناصر من قوات النظام. وذكرت مصادر إعلامية قريبة من النظام، أن عشرة مدنيين وعسكريين قُتلوا وأُصيب آخرون جرّاء سقوط القذائف في محيط سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)، أثناء دخول الزوار. ويأتي ذلك، بعد مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين إثر سقوط قذائف صاروخية على حيي باب توما والمزة في العاصمة دمشق، يوم السبت الماضي.
اقرأ أيضاً شهود المجزرة: هكذا قضى أولادنا بصواريخ الظالم