دولة ذات تاريخ كوميدي

20 يونيو 2016
مؤسسة دولة "سيلاند" روي باتس مع عائلته (Getty)
+ الخط -
ادعم دولتنا بمئتي جنيه إسترليني وستصبح لورداً أو باروناً. ادفع 100 جنيه وسوف تنضم لفرسان جيش الدفاع عن استقلال البلاد. ادفع خمسة وعشرين جنيهاً واحصل، على هوية دولة، وربَّما تصبح أصغر عضو في الاتحاد الأوروبي والعالم في أيّ لحظة. ادفع عشرين جنيهاً لتملك سهماً في الدولة.

كما يمكنك الحصول على بريد إلكتروني تابع للدولة بستة جنيهات فقط. هكذا، يُغريك الموقع الإلكتروني لـ "إمارة سيلاند" كي تنضمّ للدولة، غير المُعترَف بها حتى الآن، والتي تبلغ مساحتها 550 متراً مربّعاً! فيما يبلغ عدد سكانها 22 نسمة فقط.

فهي جزيرة صناعيّة مجهريّة تقع في المياه الدولية ببحر الشمال، في مواجهة السواحل البريطانية على بعد حوالي 12 كم. تاريخ الجزيرة غير العريق، يبدأ سنة 1942، حين أقام البريطانيون برجاً يسمى "روفس"، والذي كان بمثابة قاعدة للدفاع الجوي أثناء الحرب العالميّة الثانية، حيث كان يحمل مُضادّات للطيَّارات الألمانية.

وبعد انتهاء الحرب، تخلَّت البحرية الملكيّة عن البرج. ولاحقاً غرق البرج، واستقرت قاعدته في قاع البحر، مُكوِّنةً على السطح جزيرة صغيرة، قابلة نوعاً لأن تصبح مكاناً سكنيّاً. وفي 2 سبتمبر/أيلول عام 1967، أعلن، بادي روي باتس، نفسه أميراً على هذه الجزيرة الناشئة، وأصبحت أسرته المكونة من أربعة أفراد هي العائلة الملكية للبلاد، وهي جميع الشعب أيضاً في ذات الوقت!


كان مُؤسِّس الدولة، روي باتس، خارجاً للتو من معركة قانونيَّةٍ مُؤلمةٍ مع الحكومة البريطانيَّة، بسبب إذاعته الخاصَّة التي كانت تُبّثُّ من أحد الحصون البحرية التي هجرتها البحريَّة الملكيَّة بعد الحرب العالميَّة الثانية، وكانت تسمى "راديو إسيكس".

ولكن المحاكم البريطانية وجدت أن الحصن يقع داخل الحدود البريطانية، وضمن اختصاص البلاد؛ لذا خسر روي القضية، ولم يستطع إعادة بثّ إذاعته. بعدها استجاب لنصيحة محاميه، بأن يُعلن عن دولةٍ مُستقلّة على أرضٍ لا تملكها بريطانيا، ولذا اختار برج روفس المهجور، وهناك قام بإعلان دولته التي أسماها سيلاند.

تزعم حكومة سيلاند، بأنَّها دولة مستقلّة ذات نظام ملكي وراثي، وأنها مُعترف بها بحكم الواقع من جانب ألمانيا والمملكة المتّحدة، وهي تستنِدُ إلى أحقّيتها في الوجود كدولة مستقلّة، بأنّها تقع في المياه الدولية لبحر الشمال، على بعد ضعف المدى التابع لبريطانيا من مياه البحر، وأن البرج المقام عليه، لا يقع داخل حدود بريطانيا، ولسيلاند نشيدٌ وطني، وعلم خاص بها.


أهمُّ الأنشطة التي قامت بها سيلاند، كان إصدار عملات النقدية "دولار سيلاندي"، وطوابع بريديَّة، كما أسَّست مرفقاً للإنترنت أطلقت عليه اسم "جنة البيانات". وفي المجال الرياضي، شاركت الإمارة في بعض المنافسات غير التقليديّة؛ مثل بطولة العالم في رمي البيض، التي فاز بها لاعبو سيلاند سنة 2008. بينما تمثَّلت أهم الأحداث داخل الجزيرة في الحريق الذي تعرضت له الدولة كاملة سنة 2006، بسبب ماس كهربائي.


توفي الأمير المؤسس سنة 2012، عن عمر يناهز 91 سنة، وكان يقيم في إنجلترا، ثم خلفه على العرش ابنه مايكل الذي يقيم هو الآخر في إنجلترا مع باقي سكان الدولة، والذين لا يزورون دولتهم إلا قليلاً!.




المساهمون