دور جديد لزوجة رئيس كوريا الشمالية بعدما منحها لقب "السيدة الأولى"

19 ابريل 2018
منحت زوجة كيم لقب "السيدة الأولى" (Getty)
+ الخط -
منح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون زوجته الشابة ري سول جو، لقب "سيدة أولى"، وهو ما اعتبره المحللون تقدما كبيرا في وضعها الرسمي قبل قمتين مرتقبتين مع كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن.

وترافق ري سول جو على الدوام زوجها في المناسبات الرسمية، لكن أول ظهور علني لها بمفردها كان في نهاية الأسبوع الماضي خلال عرض لفرقة صينية لرقص الباليه.

وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى تلك المناسبة واصفة زوجة الزعيم الكوري الشمالي بأنها "السيدة الأولى المحترمة"، لتستخدم بذلك هذا التعبير للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً.

وأعلنت النبأ المذيعة الكورية الشمالية الشهيرة، ري شون هي، التي عادة ما تزف الإعلانات المهمة الصادرة عن البلاد.




وارتدت زوجة الزعيم الكوري الشمالي ثوباً زهري اللون، ورافقها مسؤولون كوريون شماليون آخرون عادة ما يظهرون مع الزعيم، بينهم شقيقة كيم الصغرى يو جونغ.

وري، المغنية السابقة، برز نجمها في 2012، وكانت تعتبر من قبل الخبراء امرأة تحظى بنفوذ، لكنها كانت تلعب دورا محدودا بالوقوف إلى جانب زوجها في كوريا الشمالية، التي تعتبر بلداً منعزلاً وذكورياً إلى حد كبير.

وبحسب المحللين، فإن منحها لقب "السيدة الأولى" يندرج في إطار الجهود لإضفاء "صورة دولة عادية" على كوريا الشمالية، فيما تستعد البلاد لقمة مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن في 27 نيسان/إبريل، ولاحقاً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبذلك يكون لقبها متطابقاً مع لقبي كيم جونغ سوك، زوجة الرئيس الكوري الجنوبي، وميلانيا ترامب، السيدة الأميركية الأولى.

وقال إن شان إيل، الباحث المنشق الذي يدير المعهد العالمي للدراسات الكورية الشمالية لوكالة فرانس برس، إن "ترقية ري سول جو تشكل الاستراتيجية الدعائية الأكثر فاعلية". وأضاف أن "القمة تعقد على أساس متساو، فإذا حضرت ميلانيا ترامب ستحضر ري"، لافتاً إلى أن زوجة الزعيم الكوري الشمالي رافقته حينما ذهب إلى بكين الشهر الماضي في أول زيارة له إلى الخارج منذ توليه السلطة.



ذكرى الأم

كانت وسائل الإعلام الكورية الشمالية الرسمية تشير سابقاً إلى ري بصفة "الرفيقة"، وللمرة الأولى في نهاية الأسبوع الماضي أطلق عليها لقب "السيدة الأولى" لوصف زوجة الزعيم الكوري الشمالي منذ 1974 حينما كان يطلق على كيم سونغ اي، الزوجة الثانية لمؤسس البلاد كيم إيل سونغ.

ولا تتسرب معلومات كثيرة عن ري، التي يعتقد أن عمرها 29 عاماً، وأنجبت ثلاثة أولاد من كيم، بينهم فتاة على الأقل. وتفيد تقارير الاستخبارات الكورية الجنوبية بأنها تتحدر من عائلة من الطبقة المتوسطة حيث كان والدها مدرساً ووالدتها طبيبة.

وكانت عضواً في أوركسترا أونهاسو وتلقت دروسها الموسيقية، بحسب الصحافة، في الصين.

وكانت بين المشجعات اللواتي زرن الجنوب في عام 2005 بمناسبة مسابقة رياضية دولية. وهي معروفة بولعها بالموضة في بلد يعاني من فقر مزمن وغالباً ما ترتدي ملابس أنيقة من ماركات عالمية. وشوهدت في إحدى المناسبات وهي تحمل حقيبة من توقيع دار كريستيان ديور.

ويشير محللون إلى أن الدور الهامشي لوالدة الزعيم كيم، كو يونغ هوي، كان عاملاً مهماً أيضاً في قراره توسيع المهام الرسمية لزوجته.

وقد توفيت كو في عام 2004، وأشارت معلومات إلى أنها كانت مصابة بسرطان الثدي ونقل جثمانها سراً من باريس، حيث كانت تتلقى العلاج، إلى بيونغ يانغ. وأقيم مدفن لها في عام 2012 بعد وصول كيم إلى السلطة.

وقال شين بيوم-شول، المحلل في معهد آسان للدراسات السياسية: "أعتقد أن معاناة كيم عند رؤية والدته تعيش في ظل والده لعبت دوراً أيضاً" في قراره. خلافاً لوالده أو جده، فإن كيم جونغ أون غالباً ما ظهر برفقة نساء، وخصوصاً ري ويو جونغ. وفي السابق، كان من النادر رؤية زوجات أو شقيقات القادة.

وهكذا أوفد كيم شقيقته إلى الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب. وكان والده الراحل معروفاً بطبيعته المتحفظة، لكن جونغ أون الذي يواجه نظامه اتهامات بتجاوزات واسعة لحقوق الإنسان، يظهر بصورة أقل رسمية ومحببة أكثر. كما أن زواجه يبدو مختلفاً. فخلال لقاء مع وفد كوري جنوبي في بيونغ يانغ، قالت ري كلمة "زوجي" في معرض إشارتها إلى الزعيم الكوري الشمالي، كما عبرت عن سرورها حين اقترح أحدهم أن يتوقف كيم عن التدخين، بحسب ما أوردت صحيفة "أساهي شمبون" اليابانية.

(فرانس برس)
المساهمون