دور أحرار الشام

26 يوليو 2015
ترجيح سعي تركيا لتلميع صورة أحرار الشام وتسويقها للغرب(الأناضول)
+ الخط -
رغم كل المؤشرات السلبية التي أحاطت خلال الفترة الأخيرة بإمكانية تطبيق تركيا للمنطقة الآمنة التي تطالب بها، سواء لناحية الوضع الداخلي التركي وعدم حصول حزب العدالة والتنمية على كتلة برلمانية تخوّله تشكيل حكومة منفرداً، وخسارته لكثير من الأصوات الكردية في الانتخابات البرلمانية، أو لناحية توصل الولايات المتحدة لاتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي، إلا أن الحكومة التركية يبدو أنها استطاعت الاستفادة من الحصول على ضوء أخضر أميركي بشأن منطقة آمنة تحت اسم محاربة "داعش" ومحاربة الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، ومنع قيام دولة كردية في سورية.
وحتى تتمكن تركيا من إقامة منطقتها الآمنة، بما يؤمّن مصالحها وبما لا يتعارض مع مصالح الدول المتدخلة بالشأن السوري، لا بد لها من الاعتماد على قوة عسكرية سورية تثق بها وتدعمها لتكون رأس حربة في طرد "داعش" من المنطقة الآمنة المنوي إقامتها وفي الوقت نفسه تكون أولويتها هي إسقاط النظام السوري ويكون مرضيّاً عنها أميركيّاً.
وفي هذا السياق، تبدو حركة أحرار الشام الإسلامية هي القوة المرشحة بقوة لتأخذ هذا الدور كفصيل موثوق ومدعوم من قبل تركيا وحليفتها قطر، وتشكل القوة الأكبر في الشمال السوري والمكون الأكبر ضمن جيش الفتح، وهي في الوقت نفسه تعمل، منذ توقيعها على ميثاق الشرف الثوري العام الماضي، على التحول إلى فصيل وطني، ويبدو من خلال أدائها أنها تسعى للتخلي عن الجهادية السلفية. إلا أن كل هذه الميزات ينقصها رضا الولايات المتحدة عن الحركة وتصنيفها كقوة معتدلة ضمن المعيار الأميركي، لذلك لوحظ قيام حركة أحرار الشام بحملة ترويج لنفسها غربياً كقوة معتدلة قادرة على القضاء على تنظيم "داعش" وعلى أن تكون البديل للنظام.
لذلك من المرجح أن تسعى تركيا لتلميع صورة أحرار الشام وتسويقها للغرب كقوة أساسية يمكن الاعتماد عليها في محاربة "داعش" وفي أن تكون جزءاً من المؤسسة العسكرية البديلة في حال سقوط النظام.
في المقابل، يبدو أن الحركة تستجيب لكل المتطلبات التركية والغربية في موضوع تغيير سلوكها نحو الاعتدال واستبدال قياداتها المتشددة بقيادات أكثر اعتدالاً.
المساهمون