دهشة أميركية من تقهقر جيش العراق واليمين يلوم أوباما

12 يونيو 2014
آثار تفجير في الموصل (صافين حامد/فرانس برس/getty)
+ الخط -

شكّل انسحاب الجيش العراقي، أمام تقدّم الحراك المسلّح ضدّ حكومة نوري المالكي من مدن عراقية أساسية، خلال اليومين الماضيين، مفاجأة للأوساط الإعلامية الأميركية والدبلوماسية، خصوصاً أن تلك القوات العراقية دُربت على يد الجيش الأميركي.

هذا الانسحاب، من دون أية مقاومة، طرح تساؤلات عديدة، تكمن الإجابات عنها في البحث بتبعات سنوات الاحتلال والفساد الأميركي والعراقي السياسي والمالي، رغم أن المسؤولين الأميركيين السابقين يحاولون رمي المشكلة على تركيبة العراق نفسها، إذ عزا الجنرال، روبيرت كاسلن، الذي كان مسؤولاً عن تدريب القوات العراقية بين سبتمبر/ أيلول 2011 ومايو/أيار 2013، فشل الجيش العراقي في حماية بلاده، إلى "الطائفية التي تحكم علاقات الجنود والضباط في الجيش، بحيث يكسر الضباط ولاءهم لقادتهم العسكريين ويمتثلون لولاءات طائفية، إذا كانوا من طائفة أخرى".

من جهة ثانية، ركزت عدّة صحف أميركية على مطالبة حكومة نوري المالكي بعودة الأميركيين، أو على الأقل بعودة جزء من القوات الأميركية، إلى بلاد الرافدين. ولم يستبعد خبراء عسكريون أميركيون أن تستجيب الولايات المتحدة لعدد لا بأس به من المطالب، التي كانت الحكومة العراقية قد قدّمتها سابقاً، ومنها تلك المتعلقة بطائرات من دون طيار، التي تستخدمها الولايات المتحدة في باكستان واليمن، ضد عناصر في تنظيم "القاعدة"، في إطار ما تسميه حربها على "الإرهاب".

ولم تنتظر أقلام اليمين الأميركي كثيراً لكي تضع اللوم على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وتحمل سياسته الخارجية المسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط عامة، والانتكاسة الأخيرة في العراق خاصة. وكتب كارل روف، الذي عمل مستشاراً للرئيس السابق، جورج بوش، مقالاً في صحيفة "وول ستريت"، وصف فيه سياسة أوباما الخارجية بـأنها غبية وغير حكيمة، وغير ذكية. وأورد قائمة بالسياسات، التي انتهجها أوباما، وأدت برأيه إلى تدهور الوضع وخروج الشرق الأوسط من تحت السيطرة الأميركية، وبالتالي صعود نفوذ تيارات متطرفة كـ "داعش"، أو بسط دول كإيران نفوذها في المنطقة. ومنها، بحسب روف، سياسة أوباما المترددة في سورية ووضعه خطوطاً حمراء، فيما يتعلق باستخدام السلاح الكيماوي، وعدم الالتزام بها، إضافة إلى عدم تسليح المعارضة المعتدلة من البداية.

ولم يغب عن الصحافة الأميركية هاجس المنشآت النفطية. ونقلت ضمنها تصريحات لوزير النفط العراقي، عبدالكريم اللعيبي، مفادها أن ما يحدث في شمال العراق، لن يؤثر على منشآت النفط ولن يضر بالتصدير، وأن منشآت النفط في الجنوب "آمنة جداً جداً". فيما ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي، أن الإدارة الأميركية تعتقد أن "مصفاة بيجي لتكرير النفط لا تزال تحت سيطرة الحكومة العراقية" حتى بعد دخول المسلحين إلى تكريت.

في هذه الأثناء، يرتقب أن يناقش مجلس الأمن الدولي مقترحات لإجراءات محتملة ضدّ "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ومن ضمنها وضع التنظيم على قائمة العقوبات، مما يعني تجميد أصول عناصر التنظيم دولياً.

وقد أكد السفير العراقي في مجلس الأمن، محمد علي الحكيم، أهمية البيان الصادر عن مجلس الأمن مساء الأربعاء، قائلاً إن "دعم مجلس الأمن يعطي دعماً لشرعية الحكومة العراقية وحربها ضد الارهاب، وقلنا في أكثر من كلمة لمجلس الأمن أن العراق يحارب الإرهاب نيابة عن العالم".

المساهمون