وجاء حديث "القسام"، والذي تتميز تصريحاته الإعلامية خصوصاً بالدقة المتناهية، بعد أيام من إعلان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي أنّ تقدماً حصل في ملف الجنود المفقودين في غزة.
ورغم أنّ نتنياهو لم يتحدث بكثير من الكلام عن الملف، إلا أنّ تصريحه في حينه فتح التساؤلات على مصراعيها حول وجود مفاوضات مع "حماس" في غزة حول الجنود.
المفاجأة في تصريح الدقيقة "القسامي" كانت بنشر أربعة صور لجنود إسرائيليين مفقودين في غزة، والذين لم تعلن القسام سابقاً عنهم. وكانت الكتائب قد أعلنت خلال العدوان الأخير على غزة أنها أسرت جندياً إسرائيلياً واحداً شرق غزة، وبعدها بأيام أعلنت إسرائيل فقدان ضابط من الجيش في عملية نفذتها "حماس" شرق رفح، لكنّ "القسام" تتمسك للآن بأنّ الاتصال لا يزال مفقوداً مع الجهة المنفذة.
وإلى جانب آرون شاؤول، والذي أعلنت القسام أسره في الحرب، وُضعت صورة لهدار جولدن، والذي قالت إسرائيل إنّ "حماس" أسرته شرق رفح. وأسفل الصورتين وضعت صورتا الجندي أبراهام منغيستو، والجندي البدوي، والذي قيل في غزة قبل فترة إنّ "القسام" استدرجته.
وانطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي حملة عفوية عن الحادثة. ونشرت العشرات من التغريدات والبوستات التي ترحب بكشف القسام عن الأربعة المأسورين لديها.
وفي العادة لا تتحدث "حماس" عن قضية التبادل، لأنها حساسة جداً لذوي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية. ورفض قياديان في "حماس" التعليق لـ"العربي الجديد" على ما جاء في مؤتمر "القسام"، وأكّدا الاكتفاء بما قاله أبو عبيدة.
وكانت "حماس" وإسرائيل قد توصّلتا لصفقة تبادل تم بموجبها في 2011 إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً على دفعتين، مقابل الجندي جلعاد شاليط، والذي أسرته كتائب القسام في عملية "الوهم المبدد" شرقي رفح جنوب القطاع. وقد تمت الصفقة برعاية مصرية، وقد تدخل قبل المصريين أكثر من وسيط لكنهم لم ينجحوا في الوصول لتفاهمات تنجز الاتفاق.