دروس 25 إبريل: توحد أطراف المعارضة المصرية ممكن

28 ابريل 2016
مرحلة جديدة بعد 25 إبريل (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

يُمكن التأكيد أن تظاهرات 25 إبريل/نيسان الحالي قد تُعتبر مفصلية في الحراك المعارض للنظام المصري، إذ يرى سياسيون مصريون، أن "تكلفة قمع الاحتجاجات أعلى من تكلفة الاحتجاجات نفسها، وأن ذلك من أهم نتائج التظاهرات التي رفعت الروح المعنوية للمعارضة السياسية بشكل ملحوظ".

من جهته، يقول أحد الداعين إلى التظاهرات لـ"العربي الجديد"، إنه "بات يقيناً في نفوس الكثيرين أن سقوط النظام صار أمراً حتمياً، وأن النظام يُسرع بجهوده الذاتية نحو الهاوية. ولكن هذا السقوط معقود بنواصي الاصطفاف الحقيقي المتشبّع بروح 25 يناير/كانون الثاني 2011".

ويضيف أن "ما فعله نظام السيسي بحدّ ذاته وبنفسه، هو أنه ظنّ أن حملات الاعتقال المنهجية والعشوائية ستحميه من الغضب، كذلك نشر المدرعات والدبابات في الشوارع وأصوات أزيز الطائرات المنخفضة فوق المتظاهرين، بينما قدّمت هذه الحالة من القمع خدمة جليلة لمرحلة جديدة من الثورة المصرية، إذ عاد المتظاهرون جنباً إلى جنب، من دون النظر إلى خلافاتهم الأيديولوجية ومصالحهم الضيقة، فالجميع مستهدف من نظام لا يرى أي حق لمعارضيه".

في المقابل، يقول باحث بمركز "الأهرام للدراسات الاستراتيجية"، إن "التجربة وحدها هي التي تحدد مسار الثورة، وقد أثبت الشارع أنه يستطيع توحيد الجبهة الثورية في هدف موحد. وقد ظهر جلياً أن الإفراط في التنظير، وجدل الاصطفاف وشروط الأطراف المشاكسة على بعضها البعض، صار من دون قيمة بعدما قرر الشارع أن يصطف مرة ثانية تلقائياً من دون الرجوع إلى الحكماء الصوريين وفلاسفة المباحثات المغلقة".
 واستجابة لهذا الواقع الجديد، خرجت بيانات لعدد من الكيانات السياسية الوطنية، كان من بينها بيان "الاشتراكيين الثوريين"، الذي اتسم بتعابيره القوية، في إشارة إلى أن النظام ليس في أفضل حالاته، على الرغم من محاولاته الكثيرة للظهور قوياً متماسكاً أمام معارضيه وأمام الجماهير التي تحركت منها قطاعات واسعة.

وذكر بيان "الاشتراكيين الثوريين"، أنه "ليس المقصود أن يُفهم أن الثورة المضادة تتداعى أو أن مشروعها يخوض صراع الأيام الأخيرة، على الإطلاق. وذلك على الرغم من صراعات النظام الداخلية وتشققات الحلف الحاكم، واهتزاز صورة (الرئيس عبد الفتاح) السيسي أمام الجماهير وأمام حلفائه داخلياً وخارجياً، إلا أن العداء الصريح للجماهير ولحركتهم يظلّ عاملاً مشتركاً بين فرقاء اليوم. نشير فقط إلى أن النظام مأزوم ومرتبك إلى حد كبير، وأن الهجمة الأمنية المستمرة، والتي يريد النظام بها إرهاب المعارضين وإجهاض التحركات الاحتجاجية المتصاعدة قبل تظاهرات 25 إبريل وإظهار قدر من التماسك، أدت إلى عكس ما هدفت إليه".

أما بيان "حركة 6 إبريل" الداعي إلى التظاهرات، فقد كان هو الآخر، يعتبر أن هذه التظاهرات بداية حقيقية لجيل جديد، حظي بالخبرات اللازمة لاستعادة ثورته، بالرغم من صعوبة الطريق ووعورته. وإذا كانت جدلية الاصطفاف التقليدية تشير دائماً إلى جماعة "الإخوان المسلمين" بوصفها فصيلاً صاحب تجربة سياسية مرفوضة لدى قطاعات ثورية منافسة، فقد جاء بيان الإخوان ليعود خطوة للخلف، معتبراً أنه يقدم مصلحة الوطن ومقدماً لغة تصالحية مع الحركات الثورية الداعية للتظاهر، عبر تثمين "كل دعوة مخلصة ضد جرائم النظام العسكري الانقلابي، ونحن شركاء في أي تحرك وطني جاد نحو تخليص الوطن ممن انتهكوه واختطفوه، نحن شركاء في أي فعل إيجابي يعلي شعارات ثورتنا: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وعلى الجميع تجنب الخلافات الأيديولوجية، ولتكن شعاراتنا وهتافاتنا فقط للوطن والإنسانية المهدورة فيه، ولنبتعد عن الخلافات الحزبية والسياسية الضيقة، ولا علم يعلو غداً على علم مصر، ولا هدف سوى إسقاط حكم العسكر وتحرير الوطن". وقد وصفت "حركة 6 إبريل" هذا البيان الإخواني بأنه "تاريخيّ"، مشيرة إلى أنه "لقي قبولاً عاماً من المعارضة المصرية في وقت حاسم ومصيري تمر به البلاد".

دلالات