ولأن العاصمة الدانماركية تأخذ أمن محطاتها على محمل الجد خوفاً من "تهديدات أمنية"، تمّ إغلاق المحطة ووقف سير القطارات منها وإليها لساعات طويلة بهدف التحقق ممّا جرى، بناءً على رواية المعتدى عليه.
الموظّف الرسمي روى للشرطة ما حصل وقال: "كنت أتفحّص العربات تمهيداً لبدء تسيير الرحلات الصباحية عندما فاجأني شخصان كانا يعبثان بأحد القطارات، اعتديا عليّ وقاما بربطي بشريط لاصق".
خوف الشرطة وحذرها من احتمال حصول "عمل تخريبي"، دفعها لاستدعاء محققين مختصين لتفحّص "مكان الجريمة" بدقة بعد أن توقفت حركة القطارات لساعات، خاصةً بعد الإعلان عن وجود "مواد مشبوهة عند رصيف القطارات" (في إشارة دائمة إلى فرضية تخريب أو إرهاب على خلفية هيستيريا أمنية).
وبعد التحقق الدقيق من أقوال الموظف، تبيّن أن قصة الاعتداء كانت من نسج خياله، ولم يعد هو الضحية بل ألقت الشرطة القبض عليه بتهمة "فبركة اعتداء على نفسه والتسبب بكل الخسائر المادية بالإضافة لتضييع وقت السكك الحديدية والشرطة".
وفي بيان صحافي نُشر على موقعها قالت الشرطة: "هذه جريمة خطيرة جداً، كذلك التهمة لأن الموظف تسبب بإيقاف حركة القطارات المركزية لساعات الطويلة. وتعتبر القطارات صلة وصل أساسية بين مختلف المدن والضواحي داخلياً ومع السويد وألمانيا، بالاضافة إلى التكاليف المادية الباهظة التي تكبّدتها الشرطة وشركة القطارات والمحال التجارية بسبب بلاغه الكاذب".
اقرأ أيضاً: طنجرة ضغط تسجن سعودياً في أميركا
وإلى حين مثول الموظف المعتقل أمام قاضي التحقيق، اليوم السبت، تبقى التكهنات كثيرة عن الدوافع وراء اختلاق قصة الاعتداء، وأطرفها ما ذهب إليه بعض المعلقين قائلين بأن الرجل "سئم من العمل في السكك الحديدية، وربما يبحث عن إجازة مرضية طويلة الأمد أو التقاعد، فاخترع قصة الهجوم الذي انقلب عليه، ليمثُل اليوم أمام المحاكم ويندم على فعلةٍ ستكلّفه تعويضات عن خسائر بالملايين".