اتهم مسؤول سياحي بإقليم كردستان العراق، حكومة بغداد وتنظيم داعش بإلحاق الضرر بالسياحة داخل الإقليم، وقال المتحدث باسم هيئة السياحة في الإقليم، نادر روستايي، لـ"العربي الجديد"، إن الحرب ضد داعش، تسببت في تراجع الأنشطة السياحية في الإقليم بنسبة 60% العام الماضي، وأن 75 منشأة سياحية أغلقت أبوابها في أقل من عام.
واختار مجلس وزراء السياحة العرب مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، عاصمة للسياحة العربية لعام 2014.
وتعرضت أربيل، الجمعة الماضي، لانفجار سيارة ملغومة استهدفت مقر القنصلية الأميركية في المدينة، وتسببت في قتل وإصابة عدد من الأشخاص.
وحسب تصريحات روستايي لـ "العربي الجديد" فإن الحكومة المركزية ببغداد ساهمت في زيادة أعباء السياحة بإقليم كردستان العراق، قائلا " تعطيل رئيسي الوزراء العراقي، السابق نوري المالكي، والحالي حيدر العبادي صرف حصة الإقليم من الموازنة والمقدّرة بـ12 مليار دولار سنوياً، ساهم في زيادة الضرر لقطاع السياحة بالإقليم الذي تعرض لخسائر فادحة بسبب الحرب."
وأضاف: "عندما أوقفت بغداد ميزانية الإقليم وصرف رواتب الموظفين، نتج عن ذلك عزوف المواطنين عن قصد المرافق السياحية"، مشيراً إلى أن "السياحة الداخلية ضمن حدود الإقليم نفسه كانت تشكل 14% من مجمل النشاط السياحي، وقد توقف هذا النشاط تقريباً، فلم تعد لدى شريحة أصحاب الرواتب القدرة على طلب الخدمات السياحية".
وأوضح روستايي أن إقليم كردستان استقبل في العام 2013 مليونين و950 ألف سائح من داخل العراق وخارجه، وتراجع الرقم في العام 2014 إلى مليون و200 ألف، أي بنسبة انخفاض 60% تقريباً.
وحول تحركات حكومة الإقليم لبث الحياة في القطاع السياحي، يقول روستايي إن الحكومة عقدت ملتقى للشركات السياحية التركية والإيرانية والعراقية في وقت سابق من العام الحالي، ثم عقدت ملتقى ثانياً خاصاً بالشركات التركية والعراقية في منتصف الشهر الحالي في اسطنبول، بهدف البحث عن سبل تفعيل التعاون في القطاع السياحي، "وسننتقل في 25 من إبريل/ نيسان الحالي إلى طهران لعقد ملتقى ثالث مع الشركات السياحية الإيرانية".
من جانبه قال رئيس جمعية المطاعم والفنادق في إقليم كردستان، هيرش أحمد جاوشين، إن 75 منشأة سياحية من الفنادق والمطاعم أغلقت أبوابها منذ العام الماضي، أكثرها في محافظة واحدة هي السليمانية.
وأضاف أن الفنادق والمطاعم التي لا تزال تعمل، رغم أنها قامت بتسريح 50% من عمالها وموظفيها بسبب تراجع النشاط والعوائد.
وتطالب جمعية الفنادق والمطاعم الحكومة بتخفيض أجور الماء والكهرباء ليتمكنوا من عدم إغلاقها.
ويضم إقليم كردستان، المؤلف من ثلاث محافظات كبرى، هي أربيل والسليمانية ودهوك، نحو 2000 فندق ومطعم.
وظل الإقليم الكردي يستقبل الآلاف من الزوار من وسط وجنوب العراق كل أسبوع لقضاء العطل خلال الأعوام الأربعة الماضية، بعدما تعذّر عليهم السفر للسياحة في سورية في ظل تدهور أوضاعها، لكن مع منتصف 2014 وبعد سيطرة داعش على مناطق واسعة من شمال العراق، لم يعد بالإمكان وصول العراقيين لكردستان، حيث أن النصف الأعلى من العراق بات مقطّع الأوصال بسبب الصراع المسلح، وتواصل ضربات التحالف بقيادة أميركا ضد داعش.
وإقليم كردستان العراق البالغة مساحته 40 ألف كيلومتر مربع (أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة دولة مثل لبنان البالغة مساحته 10.45 آلاف كيلومتر)، يمتلك مقومات اقتصادية هائلة أبرزها احتياطي من النفط الخام يراوح ما بين 45 و100 مليار برميل، كذلك تتوفر له أراضٍ صالحة للزراعة.
كما نجح الإقليم في جذب استثمارات هائلة في ظل هجرة رؤوس الأموال العراق وسورية، حيث بات النشاط المالي في كردستان يقدّر بما يعادل نسبة 40% من مجمل النشاط المالي في العراق، إلا أن الحرب أدت إلى تراجع لافت في الكثير من القطاعات ومنها السياحة.
اقرأ أيضاً:
%70 تراجعاً في مؤشر الاستثمار بكردستان العراق