خمسة وخميسة على الأميرة الصغيرة

10 فبراير 2018
... وجذبت الأنظار إليها (كريس جاكسون/ Getty)
+ الخط -

"الأميرة شارلوت تتحدّث لغتَين اثنتَين وهي فقط في الثانية من عمرها". خبر راح يتكرّر في الأيام الأخيرة بعناوين وصِيَغ مختلفة، في الدوريّات البريطانيّة وتلك العالميّة الخاصة بالمشاهير وكذلك على صفحات المواقع الإخباريّة العابرة للقارات. والأميرة الصغيرة التي دخلت الحضانة أخيراً "أبهرت" المربّيات والمدرّسات بمعرفتها تلك، بحسب ما وصّفت الأمر مواقع إلكترونيّة عربيّة عدّة لم تشأ التخلّف عن متابعة الخبر.

وتتناول وسائل الإعلام المختلفة، بريطانيّة كانت أو عربيّة أو غير ذلك، القدرة "المميّزة" و"الهائلة" و"الجديرة بالاهتمام" التي تتمتّع بها الأميرة الصغيرة. تجدر الإشارة إلى أنّ سليلة الأسرة المالكة في بريطانيا تتحدّث اللغة الإسبانيّة إلى جانب لغتها الإنكليزيّة الأمّ، وقد نجحت في ذلك بفضل مربّيتها التي تتحدّر من أصول إسبانيّة.

ماريا تيريسا توريون بورّاليو. احفظوا هذا الاسم جيّداً. لا شكّ في أنّ حاملته قد دخلت التاريخ من بابه الواسع. فهي نجحت في جعل الأميرة الصغيرة متميّزة عن سواها من أبناء الأسرة المالكة، لا سيّما شقيقها الأمير جورج الذي يكبرها بنحو عامَين. مهلاً، الابن البكر لدوق ودوقة كامبريدج يتعلّم اللغة الإسبانيّة كذلك، وإن كانت شقيقته الصغيرة قد سبقته وجذبت الأنظار إليها.

والدوريّات البريطانيّة التي أشادت بالأميرة الصغيرة وبتفوّقها، لفتت إلى أنّ التحدّث بلغتَين اثنتَين "مهارة لا يستطيع كثيرون ادّعاء امتلاكها"، واستعادت ما صرّحت به كاثرين دوقة كامبريدج قبل عام إذ قالت إنّ ولدَيها "غريبَين" في ما خصّ اللغات. وفي السياق، راحت تلك الدوريّات نفسها تستند إلى دراسات علميّة للتشديد على فوائد تعلّم لغة ثانية، ولا سيّما في سنّ مبكّرة. الموضوع بالتأكيد يستأهل التوسّع في معالجته، فهو يطاول الأميرة شارلوت إليزابيت ديانا التي تأتي رابعة في ترتيب العرش البريطانيّ.


كثيرون قد تستوقفهم تلك الضجّة المثارة حول الموضوع أو كلّ تلك "الزيطة والزمبليطة". لغة ثانية؟ ماذا يعني أن يتحدّث طفل لغة ثانية إلى جانب لغته الأمّ؟ ماذا يعني أن يتحدّث طفل من عائلة ملكيّة لغة ثانية، مع كلّ الامتيازات المتوفّرة له؟ في مجتمعاتنا، المجتمع اللبنانيّ مثالاً، الأطفال جميعاً وإلى أيّ طبقة انتموا، يتحدّثون لغة أجنبيّة إلى جانب اللغة العربيّة الأمّ. هم يتقنونها أو يكادون، بخلاف الأميرة الصغيرة "المتمكّنة من مفردات إسبانيّة كثيرة". ونسأل عن كلّ تلك الضجّة، لا بل نستهجنها بعض الشيء. فيعلّق صديق مشدّداً على أنّ المقارنة هنا غير واردة، ويغوص في التحليل والإشارة إلى دول مستعمِرة وأخرى مستعمَرة. ويطول الحديث...

يبقى أنّ الأميرة شارلوت الصغيرة تصدّرت عناوين دوريّات ومواقع إخباريّة عدّة... خمسة وخميسة عليها.
المساهمون