على الرغم من أن أبحاثاً سابقة أشارت الى أن ارتفاع ضغط الدم قد يكون أكثر خطورة على أصحاب الوزن المنخفض، فإن دراسة جديدة وجدت أن مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية متساوية ومرتفعة بالنسبة للنحفاء وأصحاب الوزن الزائد ومن يعانون السمنة المفرطة على حد سواء.
وقالت لورا إيه. كولانجيلو، من كلية طب فاينبرج بجامعة نورث ويسترن في شيكاغو، والتي قادت فريق الباحثين: "بعض الدراسات التي أجريت في الأعوام الثلاثين الماضية أشارت إلى أن النحفاء أو أصحاب الوزن الطبيعي المصابين بارتفاع ضغط الدم عانوا من المضاعفات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، مثل الأزمات القلبية والجلطات، بدرجة أسوأ من أصحاب الوزن الزائد أو من يعانون السمنة المفرطة المصابين بارتفاع ضغط الدم".
وأضافت أن هذا "قد يدفع المرء للاستنتاج خطأ أن ارتفاع ضغط الدم غير مهم بالنسبة لأصحاب الوزن الزائد أو من يعانون السمنة المفرطة لكنه مهم بالنسبة للنحفاء وأصحاب الوزن الطبيعي. نقول إن ارتفاع ضغط الدم مهم للجميع بغض النظر عن أوزانهم".
وشملت الدراسة 3657 رجلاً وامرأة لم يكونوا مصابين بأمراض القلب أو السكري أو السرطان قبل بدء الدراسة. وحلل الباحثون بيانات عن هؤلاء المشاركين من دراسة طويلة الأجل على مثلَي هذا العدد بدأت عام 2000.
وفي اختلاف عن دراسات تصنّف المشاركين على أساس الوزن فحسب أو بناءً على مؤشر كتلة الجسم، فإن الدراسة الحالية شملت أيضاً محيط الخصر، وهو مؤشر على درجة الدهون حول الجذع المرتبطة بخطر أمراض القلب.
وجمع فنيون مدربون البيانات عن الطول والوزن ومحيط الخصر وقياسات ضغط الدم في بداية الدراسة ثم كانوا يتصلون كل تسعة إلى 12 شهراً ليتحققوا ممّا إذا كان أحد من المشاركين قد نقل إلى مستشفى أو خضع لجراحة أو شخّصت إصابته بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية أو توفي، وذلك لمدة نحو عشر سنوات في المتوسط بالنسبة لكل من المشاركين في الدراسة.
في بداية الدراسة، بلغ عدد من يندرجون تحت النطاق السليم لمؤشر كتلة الجسم 1054 شخصاً، بينما صُنّف 1568 على أنهم أصحاب وزن زائد، وكان 1172 ممّن يعانون السمنة المفرطة.
وكتب فريق الباحثين في دورية ارتفاع ضغط الدم هذا الشهر، إنه في المجمل كانت هناك 273 حالة إصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية خلال الدراسة، وتبيّن أن مرضى ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة لها ممّن لا يعانون ارتفاع ضغط الدم.
ووجد الباحثون أن أصحاب الوزن السليم غير المصابين بضغط الدم يكونون أقل عرضة للأزمات القلبية أو الجلطات، بينما يكون الخطر على من يعانون السمنة المفرطة أعلى، فيما يواجه أصحاب الوزن المثالي ومن يعانون السمنة المفرطة من مرضى ارتفاع ضغط الدم خطورة عالية بالقدر نفسه.
وأشارت كولانجيلو إلى أن الدراسات السابقة التي وجدت أن الخطر أكبر على النحفاء المصابين بارتفاع ضغط الدم شملت مدخنين ومرضى بالسكري والسرطان، وأضافت أن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم مهمّة لتقليل خطر التعرّض لأمراض القلب والأوعية الدموية.