19 مارس 2019
خريف الجنرال
أحمد القاعود (مصر)
يأفل نجم الجنرال يوما بعد آخر، وتتساقط أوراقه الذابلة، بفعل رياح دولية غيّرت مسارها، أو جمدته عند لحظات فشل غير مسبوقة، وعواصف شعبية تستعد لتكون إعصارا يقتلع 30 يونيو ومكوناتها الخبيثة من تاريخ الشعب المصري.
يكاد يكون عبد الفتاح السيسي الحاكم الوحيد فى التاريخ، الذي فرض عليه العالم حصارا دون الحاجة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي، أو الدخول فى حروب طاحنة والقيام بعمليات تهدد السلام العالمي، أو حتى مواجهة الغرب وابنته المدللة اسرائيل.
لا يحتاج العالم لأن يكون السيسي متمرداً، أو داهية سياسية لا يتم السيطرة عليه في وقت ما، كما كان صدام حسين أو بشار الأسد، حتى يقوم بمعاقبته وفرض حصار مهين عليه، فكل ما احتاجه العالم هو الفشل الذريع للجنرال الذي لم يكن على مستوى التحديات، وأصبح وجوده عبئا وخطرا على المنطقة كلها، إذا تغاضينا عن كونه وبالا على مصر نفسها.
يغرق الجنرال في مستنقع الفشل، إذ تقوده الدولة العميقة بأسرها إلى الهاوية، ومعه الشعب المصري، الذي رفض مرارا مخطط الجنرال فى الحرب الأهلية، وتدمير الجيش ونشر الفوضى والإرهاب، فالفشل يقود إلى مزيد من الفشل، والغباء يؤدي إلى مزيد من الانهيار، لا لسلطة الجنرال فحسب وإنما لمصر والمنطقة بأسرها.
لم تعد دعاية قائد انقلاب مصر، المحكومة والمخططة دوليا، قادرة على نزع المصريين من إنسانيتهم على طول الخط، ولا متمكنة من إثارة حالة الدجل وتعطيل العقل أكثر من ذلك، فتلك المشاريع التي تزفها الدعاية النازية إلى الجماهير لم تعد تنطلي على أحد، فمن علاج الايدز بالكفتة، إلى المليون وحدة سكنية، ومرورا بتفريعة قناة السويس التى أعقبها انخفاض كبير فى إيرادات القناة ككل، وحتى بنك المعرفة الذى أعلنت عنه ما تسمى الرئاسة، باتت نكتاً مبتذلة وسخيفة، ومسامير تدق بصورة يومية فى نعش الانقلاب المهيأ للانطلاق إلى مثواه الأخير، حتى وإن طالت المدة.
المثير للأسى هو تناول نخبة الجنرال المرتبك لعمليات التأديب الروسية المتوالية وغير المسبوقة، لعملية فشل كبرى، دفعت البعض ممن يطلق عليهم الخبراء الاستراتيجيين للقول بأن مصر تواجه الآن حروب الجيل السابع، وكأن الحروب وأجيالها، لعبة فيديو معروضة على قناة صدى البلد، كما تمت الفبركة الشهيرة لمشاهد العدوان الروسي على سورية من قبلها، أو مجرد سلعة فى قائمة الأسعار التى ترتفع يوميا فى مصر ولا تنخفض.
يضاف إلى هذا الأسى حالة من الاشمئزاز لفرحة هذه النخبة للعمليات التي وقعت فى فرنسا، وعملية الشماتة لكثرة الضحايا، وكأن مايريد الجنرال أن يقوله لشعبه عبر نخبته، أن مصر ليست وحدها التي تغرق فى مستنقع الفشل، ففرنسا المتقدمة أيضا تتعرض للإرهاب.
هذا الإرهاب الذي صنعه الغرب بنفسه عبر دعمه الأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط، والذي تفوّق على إرهاب الجماعات المسلحة مئات المرات، إذ يمكن إدانة الإرهاب الذي تعرضت له فرنسا بقدر إدانة عدوان فرنسا على سورية والعراق وعدوان الولايات المتحدة الأميركية وغيرها أيضا، ويعد عبدالفتاح السيسي أحد أوجه صناعة الإرهاب في العالم، ذلك الإرهاب الذي يحرق آلاف البشر فى ساعات معدودة على أكوام القمامة، من دون يفكر أحد من دعاة الإنسانية المزيفة فى أن يضع صورة مصر صورة شخصية له على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أن ينتفض هؤلاء لشجب وإدانة جريمة القرن غير المسبوقة في ميدان رابعة العدوية، وهي الجريمة التي كان النضال المستمر من أجلها سببا رئيسا ووحيدا فى تعرية الجنرال ونظامه، حتى كفر به أنصاره أنفسهم، ولم يبق إلا النفخ فيها لتأكل بعد اشتعالها العصابة الأشد خبثا فى تاريخ البلاد، والتى لم تتقدم خطوة واحدة ومعها كافة مؤسسات الدولة، وإنما تجرّها يوما بعد آخر من فشل إلى فشل.
يكاد يكون عبد الفتاح السيسي الحاكم الوحيد فى التاريخ، الذي فرض عليه العالم حصارا دون الحاجة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي، أو الدخول فى حروب طاحنة والقيام بعمليات تهدد السلام العالمي، أو حتى مواجهة الغرب وابنته المدللة اسرائيل.
لا يحتاج العالم لأن يكون السيسي متمرداً، أو داهية سياسية لا يتم السيطرة عليه في وقت ما، كما كان صدام حسين أو بشار الأسد، حتى يقوم بمعاقبته وفرض حصار مهين عليه، فكل ما احتاجه العالم هو الفشل الذريع للجنرال الذي لم يكن على مستوى التحديات، وأصبح وجوده عبئا وخطرا على المنطقة كلها، إذا تغاضينا عن كونه وبالا على مصر نفسها.
يغرق الجنرال في مستنقع الفشل، إذ تقوده الدولة العميقة بأسرها إلى الهاوية، ومعه الشعب المصري، الذي رفض مرارا مخطط الجنرال فى الحرب الأهلية، وتدمير الجيش ونشر الفوضى والإرهاب، فالفشل يقود إلى مزيد من الفشل، والغباء يؤدي إلى مزيد من الانهيار، لا لسلطة الجنرال فحسب وإنما لمصر والمنطقة بأسرها.
لم تعد دعاية قائد انقلاب مصر، المحكومة والمخططة دوليا، قادرة على نزع المصريين من إنسانيتهم على طول الخط، ولا متمكنة من إثارة حالة الدجل وتعطيل العقل أكثر من ذلك، فتلك المشاريع التي تزفها الدعاية النازية إلى الجماهير لم تعد تنطلي على أحد، فمن علاج الايدز بالكفتة، إلى المليون وحدة سكنية، ومرورا بتفريعة قناة السويس التى أعقبها انخفاض كبير فى إيرادات القناة ككل، وحتى بنك المعرفة الذى أعلنت عنه ما تسمى الرئاسة، باتت نكتاً مبتذلة وسخيفة، ومسامير تدق بصورة يومية فى نعش الانقلاب المهيأ للانطلاق إلى مثواه الأخير، حتى وإن طالت المدة.
المثير للأسى هو تناول نخبة الجنرال المرتبك لعمليات التأديب الروسية المتوالية وغير المسبوقة، لعملية فشل كبرى، دفعت البعض ممن يطلق عليهم الخبراء الاستراتيجيين للقول بأن مصر تواجه الآن حروب الجيل السابع، وكأن الحروب وأجيالها، لعبة فيديو معروضة على قناة صدى البلد، كما تمت الفبركة الشهيرة لمشاهد العدوان الروسي على سورية من قبلها، أو مجرد سلعة فى قائمة الأسعار التى ترتفع يوميا فى مصر ولا تنخفض.
يضاف إلى هذا الأسى حالة من الاشمئزاز لفرحة هذه النخبة للعمليات التي وقعت فى فرنسا، وعملية الشماتة لكثرة الضحايا، وكأن مايريد الجنرال أن يقوله لشعبه عبر نخبته، أن مصر ليست وحدها التي تغرق فى مستنقع الفشل، ففرنسا المتقدمة أيضا تتعرض للإرهاب.
هذا الإرهاب الذي صنعه الغرب بنفسه عبر دعمه الأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط، والذي تفوّق على إرهاب الجماعات المسلحة مئات المرات، إذ يمكن إدانة الإرهاب الذي تعرضت له فرنسا بقدر إدانة عدوان فرنسا على سورية والعراق وعدوان الولايات المتحدة الأميركية وغيرها أيضا، ويعد عبدالفتاح السيسي أحد أوجه صناعة الإرهاب في العالم، ذلك الإرهاب الذي يحرق آلاف البشر فى ساعات معدودة على أكوام القمامة، من دون يفكر أحد من دعاة الإنسانية المزيفة فى أن يضع صورة مصر صورة شخصية له على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أن ينتفض هؤلاء لشجب وإدانة جريمة القرن غير المسبوقة في ميدان رابعة العدوية، وهي الجريمة التي كان النضال المستمر من أجلها سببا رئيسا ووحيدا فى تعرية الجنرال ونظامه، حتى كفر به أنصاره أنفسهم، ولم يبق إلا النفخ فيها لتأكل بعد اشتعالها العصابة الأشد خبثا فى تاريخ البلاد، والتى لم تتقدم خطوة واحدة ومعها كافة مؤسسات الدولة، وإنما تجرّها يوما بعد آخر من فشل إلى فشل.