خبز التميس الأفغاني يتسلّل إلى موائد الخليج

24 يونيو 2015
حفرة التيمس في قندهار (فرانس برس)
+ الخط -
هؤلاء ينتظرون "التميس"، وهو لفظ يُعنى به الخبز الأفغاني التقليدي ذو الطعم المميّز والرائحة الزكيّة. يطلقون عليه في أفغانستان اسم "النان"، ولا ندرى كيف تغيّر اسمه في الخليج إلى "تميس".

يصنع الخبّاز الأفغاني التميس العادي، والتميس بالسمن، وتميس البسكويت. وتنحصر المكوّنات في الدقيق والسكّر والزيت النباتي والملح والخميرة والصودا، وفق مقادير محدّدة، وقد يضاف إليه الكمون الأسود.

يقوم الخباز بسؤال كلّ زبون عن عدد الأرغفة المطلوبة ونوعها. وما إذا كانت عادية أو مخصوصة. يأتي الخباز بالعجين المجهّز والمخمّر مسبقاً على هيئة كرات، ويقوم بفرد الواحدة تلو الأخرى، وذلك على وسادة مخصّصة، إلى أن يصبح حجم العجينة في حجم الفطيرة الكبيرة تقريباً. أحياناً تكون على هيئة بيضاوية وأحياناً تكون على شكل مستديرة. ثم يقوم الخبّاز بنقشها بآلة يدوية، ويرشّها بالماء، ثم يلصقها في التنّور المشتعل. ولا تستغرق تسويته أكثر من دقائق معدودة.

إقرأ أيضاً: الخبز: رائحة الأمان والذكريات

يمكن تقطيع التميس بصورة تشبه قطع البيتزا، ويستفاد من خشونة سطحه الناتج عن نقشه. إذ تستخدم قطع الخبز في تناول الأطعمة المصاحبة. وقد ارتبط تناول التميس بوجبتي الإفطار والعشاء. لذا ألحقت الكثير من المخابز بمطاعم الفول. ومن العسير جدّاً أن تستطيع الحصول على رغيف تميس واحد أثناء فترة الغداء.

كيفية صناعته
التنّور المميز الذي يسوّى فيه التميس أسطوانيّ الشكل، له فتحة في أعلاه، يدخل منها الرغيف نيئاً عن طريق حامل معدني طويل، ويتم لصق العجينة المفرودة في جدار التنّور الداخلي، وليس على أرضيته. وبعد أن ينضج الرغيف يتمّ سحبه بحامل آخر ذي طرف كالسنّارة.

في أفغانستان تنتشر صناعة هذا الخبز في البيوت، وتمتهن بعض الأسر صناعته وبيعه، وفور شرائه يحفظه بعض الزبائن في لفائف من القماش. هذا لأنّ الأكياس البلاستيكية إذا تعرّضت للحرارة فإنّها ستتسبّب لا شكّ في رطوبته. كما أن تعريضه للهواء يتسبّب في جفافه سريعاً. ويفضّله البعض جافاً، لذلك تعرضه بعض منافذ البيع معلقاً على مسامير.

الذائقة العربية
في فصل الشتاء يستفيد البيت الأفغاني من "التنّور" في التدفئة. وأحياناً نرى التنّور وقد حفر له في الأرض فجوة كبيرة بُني في داخلها. حيث تكون فتحته العلوية على مستوى سطح الأرض. وقد يستخدمونه لإنضاج بعض الأطعمة عن طريق الأسياخ كاللحوم، أو وضع بعض "الطواجن" بداخله عن طريق حامل.

الجديد أنّه مؤخراً ما عاد المصطفّون من العمال الآسيويين فقط، بل بات بعض العرب والسكّان المحليين يقبلون على شراء هذا النوع من الخبز، وباتوا يعجبون بطعمه. حتّى يمكن القول إنّه "تسلّل" إلى موائد بعض الخليجيين والعرب من الوافدين إلى دول الخليج، وإنّه أكثر من ذلك: تسلّل إلى الذائقة العربية.
المساهمون