ناشد رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الدول الإسلامية بالتحرك لدعم بلاده في وجه التحركات الهندية الأخيرة في كشمير. وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعبّر خان، لـ"العربي الجديد"، عن قلقه من عدم اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فعلية على الأرض لحل الأزمة في كشمير، وأن يكتفي بالشجب، وعن خوفه من ألا يتم تطبيق قرارات مجلس أمن، كما يحدث في القضية الفلسطينية، قائلاً "سيكون هناك دائماً مشكلة في فلسطين إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل للفلسطينيين. ولكن طبعاً إسرائيل دولة قوية وفي الوقت الحالي هي في قمة قوتها... ولكن دون شك يجب أن يكون هناك حل عادل".
وعن الوضع في كشمير قال خان "أعتقد أن الوضع هناك مختلف بعض الشيء. خلال الثلاثين عاماً الماضية اتسعت رقعة الحركة المطالبة بالحرية، ما قامت به الحكومة الهندية بما فيه سجن الناس في بيوتهم لخمسين يوما، فإن ذلك أدى إلى عزل جميع الناس في كشمير. من خلال الخطوات التي اتخذتها الحكومة الهندية هي تقول للكشميريين إنهم ليسوا بشرا متساوين. ولا يعتبرونهم بشرا. ولم يفكر (رئيس الوزراء الهندي) ما الذي سيحدث عندما يتم رفع الحصار. لا أعتقد أنه يعرف ما الذي سيحدث".
وعن الخطوات التي تريد باكستان اتخاذها لتكثيف الضغط على الحكومة الهندية قال خان "سوف نعقد اجتماعا للدول الأعضاء بـ "منظمة التعاون الإسلامي". إن السبب الوحيد وراء معاناة الناس في كشمير هو كونهم مسلمين. وهذا يخص ١.٣ مليار مسلم. من الضروري أن يقوم العالم الإسلامي بدوره. إذا لم تأخذ الدول الإسلامية موقفا حاسما، مهما كانت الأسباب تجارية أو اتفاقيات، سيؤدي ذلك إلى زيادة التطرف، عندما لا تقوم الدول بالتعبير عن رغبات شعوبها وعندما ترى تلك الشعوب أنه لا يتم تحقيق العدالة. وأتمنى أن نعقد الاجتماع الشهر القادم".
وحول الملف الإيراني قال خان إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اجتمع به الإثنين، كلفه بالتوسط مع الإيرانيين لخفض حدة التصعيد والبحث في قضية إبرام اتفاق جديد حول الملف النووي الإيراني وبرنامج إيران الباليستي".
وأكد خان أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، طلب منه التوسط والحديث مع الطرف الإيراني. ونوه في هذا السياق "قبل لقائي بالرئيس دونالد ترامب، ( وفي طريقه إلى نيويورك) توقفت في السعودية بسبب الهجمات على منشآت أرامكوا وتحدثت مع ولي العهد محمد بن سلمان، وهو كذلك طلب مني الحديث مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، حيث يعلم أنني سألتقي به (في نيويورك). وكذلك طلب مني الرئيس ترامب وسألني حول إمكانية خفض التوتر وربما التوصل إلى اتفاقية آخرى. وهذا ما نحاول القيام به ونفعل كل ما بوسعنا. ولا يمكنني الكشف عن أكثر من ذلك لأن المشاورات ما زالت مستمرة".
وعن الوضع في أفغانستان والمفاوضات بين طالبان والرئيس الأميركي قال خان "نأمل أن نعيد احياء المحادثات بين الأميركان وحركة طالبان. لقد تحدثت مع الرئيس ترامب عن الموضوع وآمل أنه إذا تم توقيع اتفاق، حيث كنا قريبين من ذلك، سأحاول إقناع طالبان بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية". وأكد خان أن بلاده متأثرة بالصراع في أفغانستان وترغب بأن يتم التوصل إلى حل دائم هناك.