وانطلقت، اليوم الثلاثاء، حافلة تضم أكثر من 60 طالبا في مختلف التخصصات الجامعية من مدينة الورود "البليدة" نحو مقر المعرض بقصر المعارض ببرج الكيفان بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، وشملت الرحلة الإحاطة بالكتب الجديدة المعروضة في أجنحة دور النشر، فيما الهدف الرئيسي منها هو نقل الأنشطة العلمية والثقافية والترفيهية إلى الفضاء الأخضر المفتوح، بحسب تصريحات رئيس ناد إعلامي بجامعة العفرون.
هذه المبادرة لقيت استحسان العديد من الطلاب ومنهم عبد الرحمان بعوني، الذي يقول لـ"العربي الجديد"، إنها التفاتة جميلة قدمتها إدارة الجامعة والخدمات الجامعية بتوفير حافلة لنقل الطلاب نحو المعرض، وأضاف بعوني البالغ من العمر (21 سنة) ويدرس في السنة الثالثة تخصص إعلام، أن المبادرة في حد ذاتها هي خلق نوع من الاتصال بين الطالب الجامعي والكتاب ودور النشر.
ويضيف: "في هذا المعرض تمكن عشرات الطلاب من مختلف التخصصات من أن يجدوا ضالتهم في العثور على عدد من الكتب والمؤلفات والالتقاء بكتاب يتعذر لقاؤهم في الأيام العادية".
ويوضح بعوني الذي يشرف علي تنظيم عدد من الأنشطة المناسباتية، أن المعرض هو مناسبة كبرى تربط الطالب بتخصصه وتفتح أمامه آفاقا وتحفزه على مواصلة درب البحث والتعلم.
كما يشدد على أن المعرض الدولي للكتاب هو أكبر فرصة تمنح للطالب الجامعي لإيجاد المراجع التي يستند إليها في إنجاز بحوثه العادية بحسب مواد الدراسة، وتحضير نفسه لمعترك مذكرة نهاية الدراسة، واستشراف مواضيع تمكنه من التفكير في بحوث مستقبلية.
من جانبها، تقول الطالبة حاج العربي ياسمين، التي تدرس تخصص بيولوجيا، إنها حضرت هذه التظاهرة لاستكشاف عالم الكتب من جهة والاستفادة من التدريب الذي خصصه النادي للطلاب في تطوير مهارات البحوث العلمية.
وتوضح في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنها تمكنت من حضور دورة في هذا الإطار، لكن خارج أسوار الجامعة في الهواء الطلق وفي مجمع علمي وأكاديمي.
يذكر أن النوادي العلمية والثقافية التي تنشط في الجامعات الجزائرية استغلت المعرض الدولي للكتاب الذي سيختتم يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لتبحث في أكثر ما يستقطب الطلاب من مؤلفات، بحسب ما ذكره الطالب في كلية الطب بولاية تلمسان، غربي العاصمة الجزائرية، الهواري بن رجب، لـ"العربي الجديد".
ويقول الهواري إنه انتهز الفرصة مع 30 طالبا من مختلف التخصصات لزيارة المعرض بهدف الاستفادة من كتب بحثية، ولكن في المقابل تنظيم ورشات عمل تحفيزية مدتها ثلاثة أيام، مؤكدا على أنها تجربة ناحجة على العموم ومن شأنها تغيير الفكرة اللصيقة بالطلاب بأن التدريب الأكاديمي والمعرفي يتم داخل الحرم الجامعي وداخل قاعات المحاضرات.
من جانبه، يبرز طالب في كلية الحقوق والعلوم القانونية من جامعة عنابة، أنه جاء برفقة زملاء لقضاء ستة أيام علمية تتخللها فترات حضور ندوات جانبية وتنظيم ورشة قراءة في الهواء الطلق في المساحات الخضراء خارج أجنحة المعرض.
وفي سياق ذي صلة، انتهز العشرات من الطلاب الفرصة للتقرب من الكتاب والمؤلفين وتبادل أطراف الحديث معهم عبر أسئلة يطرحونها ويجيب عنها الكاتب في الفضاء المفتوح تتخلله محاولاتهم لتفكيك مختلف الأسئلة العالقة، بالإضافة إلى تنظيم حلقات مع كتاب ومشاهير من أمثال واسيني الأعرج وعبد العزيز بوبامير.
من جهة ثانية، حاولت بعض النوادي العلمية التي تنشط في الجامعات إخراج مختلف الإبداعات للشباب من خلال حصص موسيقية وإلقاء مقترحات شعرية ومساهمات للطلاب بهدف تشجيعهم على تفريغ الشحنات الإيجابية، على حد تعبير الطالب في كلية العلوم السياسية نور الدين ملياني، مشيرا إلى أن معرض الكتاب مناسبة حقيقية للاحتفاء بالكتاب وتحفيز الطالب الجزائري.
واتفق العديد من طلاب الجزائر من خلال تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد"، على أن "العلم ليس محصورا بين الجدران"، وأن المعرض يمنحهم الفرصة مرة واحدة في السنة مدتها عشرة أيام للتعلم ومشاركة الآراء والاستفادة من الخبرات التي يحتضنها، فيما يساعد آخرين على المشاركة في الأنشطة الثقافية والبرامج المختلفة.