ليست المرّة الأولى التي تدخل الفنانة ماجدة الرومي نادي سفراء الإنسانية. فقد عُيّنت من قبل سنوات سفيرة منظمة "الفاو" التابعة للأمم المتّحدة، وهدفها الحدّ من آفة الجوع. ولم نسمع الكثير عن إنجازات المغنية اللبنانية في ذلك المنصب.
هي التي تحلّق فنيّاً خارج السرب، اختلفت ظروف تعيينها هذه المرّة، إذ باتت "سفيرة لإنقاذ الطفولة". وترتبط مهمتها الجديدة بعالم المجوهرات، من خلال أعرق وأغنى دار للموضة والعطور في العالم: BVLGARI.
في يوم الأربعاء الماضي عُيّنت صاحبة "كلمات" رسمياً سفيرة لماركة BVLGARI العالمية، في مؤتمر صحافي عُقد في فندق البستان - بيت مري، دعت إليه الدار العالمية، بالشراكة مع مؤسسة إنقاذ الطفولة في الأردن، التي مثّلتها السيدة سابا مبسلات، بحضور المتحدّث باسم دار BVLGARI فؤاد بدّور.
روت سابا مبسلات حكاية عن الطفلة السورية "حنين" التي وصلت إلى مخيم الزعتري بعدما فقدت والدها خلال الحرب الدائرة في سورية، وكيف حاولت الجمعية التخفيف من آثار الكآبة والوحدة والانزواء التي سيطرت عليها بعد صدمة فقدانها والدها، وكيف أمّنت الجمعية الحدّ الأدنى من مقوّمات صمودها، كي تتمكن من العودة إلى حياتها الطبيعية. كان ذلك مدخلاً عن ظروف الأطفال المهجّرين قسراً، ثم تحدّثت مبسلات عن المشروع ومؤازرة شركة BVLGARI واختيار ماجدة الرومي سفيرة لها.
الرومي قالت إنّها لم تتقاضَ أيّ مبلغ لقاءَ عملها هذا، وردّ فؤاد بدور حول المبلغ الذي تقاضته الرومي لموافقتها على هذا المشروع الإنساني بالقول: "ماجدة الرومي رفضت حتّى الهدية التي حاولت الدار منحها لها، وطلبت شيئاً واحداً هو زيارة مخيم الزعتري في الأردن، والوقوف على حاجات الأطفال المتواجدين هناك".
طرح "العربي الجديد" عليها سؤالاً حول سبب عدم تخصيصها جهداً للأطفال السوريين المهجّرين إلى لبنان، الذين يعانون من شظف الحياة وتأثير التشرّد، وما له من تداعيات عليهم في المستقبل، خصوصاً أنّ مخيم الزعتري يحظى بتنظيم ربما يكون أفضل حالاً من التهجير العشوائي للسوريين في لبنان، فردّت السيدة سابا على السؤال بالقول إنّ "المؤسسة تسعى جاهدة لإنقاذ كل الأطفال في العالم، ولا يقتصر الأمر على الأردن". فيما لمّحت ماجدة الرومي إلى أنّ هذا الموضوع يشغلها هي أيضاً، وطرحت فكرة العمل من أجل الأطفال المتواجدين في لبنان أو المشرّدين أو الذين يعانون كثيراً، وتمنّت أن تلقى مبادرتها قبولاً عند المسؤولين، معلنة أنّ ناقوس الخطر يدقّ بابنا بسبب العشوائية التي نعيشها والتي لا تمتّ إلى قيم الأديان بصلة.
520 دولاراً أميركياً ثمنُ الخاتم الذي يعود ريع جزء من ربحه إلى الأطفال المحتاجين. مبلغ كبير بالنسبة إلى الناس العاديين، أو المتبرّعين العاديين، ومقبول بالنسبة إلى ميسوري الحال. فهل تسهم ماجدة الرومي في درء المخاطر عن الطفولة بهذا الخاتم العالمي، على غرار ما فعل عدد كبير من نجوم العالم؟ وما هي ردّة فعل السياسيين اللبنانيين الذين حضروا المؤتمر لمؤزارة ماجدة الرومي في عملها الإنساني، وهم بطبيعة الحال يقفون مكتوفي الأيدي أمام معاناة أطفال سورية في لبنان؟