كما مرّ معنا سابقاً، فإنّ هناك حِكماً ودروساً كثيرة نستخلصها من الطيور، تفيدنا نحن بالذات في مجتمعاتنا. نواصل سرد بعضها كالآتي:
طائر أبو قير
يعرف في آسيا خصوصاً الهند، وفي أفريقيا لا سيما السودان، لكنّه يتجه اليوم نحو الانقراض. منقار أبو قير طويل وثقيل، وكي تتحمل الرقبة عبء حمل المنقار نجد أنّ الفقرتين العنقيتين الأولى والثانية متحدتان معاً، الأمر الذي لا نجده عند باقي أنواع الطيور. وبما أنّ أبو قير يعشش في تجاويف جذوع الأشجار فإنّ الأنثى تضع بيضها في التجويف وترقد عليه، بينما يغلق الذكر فتحة التجويف بالطين المجبول بالفاكهة، ويبقي شقاً لا يسمح إلاّ بمرور المنقار. وهكذا يأمن على شريكته من اعتداء ذكر أبو قير آخر أو من اشتهائها لذكر غيره، ويضمن أنّ الأولاد أولاده هو وليس أولاد ذكر آخر، كما يأمن عليها وعلى بيضها من الحيوانات والطيور الأخرى التي قد تتجرأ على العش فتسرق البيض أو تأكل الصغار. يجلب الذكر الطعام من ضفادع وفئران وفواكه لزوجته ثم لفراخه بعد فترة الحضن ويناولها إياه من خلال الشق.
طائر الدليل إلى العسل
في تنزانيا وموزمبيق يعيش الطائر الكبير المرشد إلى عسل النحل. هناك قد يمضي الإنسان يومه بحثاً عن عش نحل فيه عسل ليأكل منه أو يبيعه بأثمان باهظة، يساعده في الوصول هذا الطائر بالذات. يمشي الإنسان في الغابة محدثاً صوت "بررررررر" ينادي به الطائر المرشد الذي يعيش حراً، فيأتي الأخير ليطير أمام الشخص المنادي وهو يبحث له عن عش نحل مليء بالعسل في غضون دقائق. لا يقوى هذا الطائر على مهاجمة أعشاش النحل، لذا فهو في حاجة إلى الإنسان كي يبعد النحل بالدخان ويستولي على العسل تاركاً وراءه الشمع وبعض العسل للطائر الذي لا شك يسرّ بالغنيمة ويتناول منها غذاءه المفضل. هو نوع من التعاون بين الطائر والإنسان دلّت الدراسات على أنه قديم، فالطائر يفهم لغة الإنسان، والأخير يفهم حاجته إلى هذا الطائر للوصول إلى أعشاش النحل بأقل كلفة ممكنة.
سكارى الطيور
قد يعتقد المرء للوهلة الأولى أنّ في الأمر مزاحاً. لكنها حقيقة، إذ تسكر الطيور التي تتناول الفاكهة، خصوصاً الفاكهة الناضجة المتخمرة قليلاً. يسكر الطائر ويبدأ في الوقوع على الأرض ثم النهوض بدعم جناحيه لجسمه أو يدور حول نفسه، أو يطير في أي اتجاه ويصطدم بأي شيء. ما يحصل مع الطائر السكران يشابه ما يحصل مع الإنسان. وفي هذه الحال، يفضّل وضع الطائر السكران في صندوق كرتوني مظلم مليء بالثقوب للتهوية، لأربع أو خمس ساعات، كي يهدأ قليلاً، ليطلق سراحه بعد التأكد أنّ السكرة طارت من رأسه.
*اختصاصي في علم الطيور البرّيّة
اقــرأ أيضاً
طائر أبو قير
يعرف في آسيا خصوصاً الهند، وفي أفريقيا لا سيما السودان، لكنّه يتجه اليوم نحو الانقراض. منقار أبو قير طويل وثقيل، وكي تتحمل الرقبة عبء حمل المنقار نجد أنّ الفقرتين العنقيتين الأولى والثانية متحدتان معاً، الأمر الذي لا نجده عند باقي أنواع الطيور. وبما أنّ أبو قير يعشش في تجاويف جذوع الأشجار فإنّ الأنثى تضع بيضها في التجويف وترقد عليه، بينما يغلق الذكر فتحة التجويف بالطين المجبول بالفاكهة، ويبقي شقاً لا يسمح إلاّ بمرور المنقار. وهكذا يأمن على شريكته من اعتداء ذكر أبو قير آخر أو من اشتهائها لذكر غيره، ويضمن أنّ الأولاد أولاده هو وليس أولاد ذكر آخر، كما يأمن عليها وعلى بيضها من الحيوانات والطيور الأخرى التي قد تتجرأ على العش فتسرق البيض أو تأكل الصغار. يجلب الذكر الطعام من ضفادع وفئران وفواكه لزوجته ثم لفراخه بعد فترة الحضن ويناولها إياه من خلال الشق.
طائر الدليل إلى العسل
في تنزانيا وموزمبيق يعيش الطائر الكبير المرشد إلى عسل النحل. هناك قد يمضي الإنسان يومه بحثاً عن عش نحل فيه عسل ليأكل منه أو يبيعه بأثمان باهظة، يساعده في الوصول هذا الطائر بالذات. يمشي الإنسان في الغابة محدثاً صوت "بررررررر" ينادي به الطائر المرشد الذي يعيش حراً، فيأتي الأخير ليطير أمام الشخص المنادي وهو يبحث له عن عش نحل مليء بالعسل في غضون دقائق. لا يقوى هذا الطائر على مهاجمة أعشاش النحل، لذا فهو في حاجة إلى الإنسان كي يبعد النحل بالدخان ويستولي على العسل تاركاً وراءه الشمع وبعض العسل للطائر الذي لا شك يسرّ بالغنيمة ويتناول منها غذاءه المفضل. هو نوع من التعاون بين الطائر والإنسان دلّت الدراسات على أنه قديم، فالطائر يفهم لغة الإنسان، والأخير يفهم حاجته إلى هذا الطائر للوصول إلى أعشاش النحل بأقل كلفة ممكنة.
سكارى الطيور
قد يعتقد المرء للوهلة الأولى أنّ في الأمر مزاحاً. لكنها حقيقة، إذ تسكر الطيور التي تتناول الفاكهة، خصوصاً الفاكهة الناضجة المتخمرة قليلاً. يسكر الطائر ويبدأ في الوقوع على الأرض ثم النهوض بدعم جناحيه لجسمه أو يدور حول نفسه، أو يطير في أي اتجاه ويصطدم بأي شيء. ما يحصل مع الطائر السكران يشابه ما يحصل مع الإنسان. وفي هذه الحال، يفضّل وضع الطائر السكران في صندوق كرتوني مظلم مليء بالثقوب للتهوية، لأربع أو خمس ساعات، كي يهدأ قليلاً، ليطلق سراحه بعد التأكد أنّ السكرة طارت من رأسه.
*اختصاصي في علم الطيور البرّيّة