وبحسب برنيع فقد جاءت هذه الهدية إلى تل أبيب قبل وقت قصير من قصف المفاعل السوري في دير الزور، في السابع من سبتمبر/أيلول من نفس العام. ووفقاً للتفاصيل فإن الرجلين خلال لقاء لهما برئيس النظام السوري بشار الأسد، حملا تحيةً وسلاماً من رئيس الحكومة الإسرائيلية أولمرت. وقد تشعب الحديث بين الرجلين والأسد إلى حد سؤال الأخير لهما ما إذا كانا يعرفان ما هو الطبق المفضل لدى أولمرت، فكانت إجابتهما إنه يفضل أكل الحمص.
وتضيف الصحيفة "بعد مضي ساعات على اللقاء، وصلهما في الفندق الذي نزلا فيه طرد من القصر الرئاسي السوري، عبارة عن علبة من الحمص الشامي المبهر والمتبل، كهدية من الأسد. وقام الاثنان بإيصال الهدية لرئيس الحكومة الإسرائيلية الذي اضطر ومساعدوه إلى طلب الخبز الساخن لتناول الأكلة الشامية، حيث شاطره في تناول الطبق الشامي كل من رئيس طاقم رئاسة الوزراء آنذاك، يورام طوروبيبتش، والمستشار السياسي، شالوم ترجمان، وأتى الجميع على الطبق وهم يطرون على الوجبة الفاخرة".
وبحسب برنيع، فقد تبين لاحقاً، أنّ تناول أولمرت للهدية من دون أخذ إذن من "الموساد" أثار حفيظة الجهاز الذي احتج على عدم فحص الطبق قبل أكله، بدعوى أنه كان يمكن الأسد الخبير في الكيمياء أن يدسّ السم لأولمرت وكبار وزراء الحكومة.
وكشف برنيع عن هوية الإسرائيلي الذي حمل الهدية من دمشق إلى تل أبيب، وهو رجل الأعمال موشيه رونين. وهو أيضًا "يحمل جواز سفر كندي ومعروف في صفوف الجالية اليهودية في كندا و"إبن بيت" في المحافل السياسية الإسرائيلية، إذ سبق له أن ساعد حكومة الاحتلال في قضايا مختلفة".
وبحسب الرواية التي يقدمها برنيع، فقد كان رونين تلقى عرضاً من رجل أعمال سوري لزيارة سورية ولقاء الأسد، وعندما عرض الأمر على الحكومة الإسرائيلية، قال رئيس الموساد الإسرائيلي، آنذاك، مئير داغان "لم لا" وقد تساءل الاثنان عما سيحضره معه اليهودي الكندي الإسرائيلي من دمشق. وكان رونين ضم إليه في الرحلة صديقه الكندي نتان جيكبسون، لكن الأخير وإن كان شارك في اللقاء مع الأسد إلا أنه لم يدع بعد اللقاء إلى الجلسة مع أولمرت.
وعاد اسم جيكبسون ليحتل عناوين الصحف الإسرائيلية التي نشرت مؤخراً أنه هو رجل الأعمال الكندي الذي دفع لرئيس ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، السابق، أري هارو (وهو اليوم شاهد ملك ضد رئيسه في ملف الرشاوى الذي يجري التحقيق فيه ضد نتنياهو) مبلغ 545 ألف دولار بعد يومين فقط من إنهاء هارو لعمله في ديوان نتنياهو. وجاء ذلك تحت مسمى "خدمات استشارة" والتي لم يتمكن أحد فهم طبيعتها، وما إذا كانت مقابل وساطة من هارو لدى نتنياهو لتقديم خدمات له أو إعطائه تسهيلات خاصة.