واصلت أجهزة الأمن المصرية حملتها لمنع خروج التظاهرات الغاضبة، اليوم الاثنين، ضد القرار الحكومي الخاص بالتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، بموجب اتفاق ترسيم الحدود بين البلدين.
وشنّت الأجهزة الأمنية حملة موسعة في صفوف الصحافيين والأشخاص المتواجدين في محيط نقابتي الصحافيين في شارع عبد الخالق ثروت، والأطباء في شارع القصر العيني، وألقت القبض على نحو 15 شخصا في منطقة وسط البلد بمحافظة القاهرة، من محيط ميدان التحرير ونقابة الصحافيين.
وخرجت مظاهرة حاشدة في مدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة، وردد المتظاهرون هتافات منها "عيش حرية عدالة اجتماعية"، و"بالطول بالعرض مش هنسيب الأرض"، حيث طافت العديد من الشوارع بدون أن يتعرض لها أحد من الأهالي، مثلما كان يحدث في السابق.
وفي الوقت الذي أغلقت فيه قوات الأمن محيط نقابة الصحافيين وميدان طلعت حرب، في منطقة وسط البلد، أمام القوى الغاضبة من النظام الحالي، سمحت لعدد ممن يحملون صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالوقوف على سلالم النقابة لدعم النظام، كما قامت بتأمين تظاهرة احتفالية لآخرين بميدان طلعت حرب.
في المقابل، هاجمت قوات الأمن عددا من الفعاليات الرافضة لبيع الجزيرتين في المحافظات، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بعد هجوم القوات على تظاهرة في مدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية، وهو ما أوقع عددا من الإصابات في صفوف المتظاهرين.
الأمر نفسه تكرر في محافظة الشرقية أيضا، بعد مهاجمة قوات الأمن سلسلة بشرية في مدينة العاشر من رمضان، التي شهدت مصادمات صباح اليوم.
ونظم شباب مدينة شبين القناطر في القليوبية، اليوم، سلسلة بشرية، رافعين شعارات "ارحل"، "يسقط حكم العسكر". وتصدّرت لافتات "#عواد_باع_أرضك" السلسلة البشرية، وسط ترقب أمني.
كما نظم أهالي مدينة ببا في محافظة بني سويف، جنوب مصر، مسيرة حاشدة بمشاركة واسعة من شباب الحركات الثورية، مرددين الهتافات الرافضة للتنازل عن أي جزء من أرض الوطن.
ونظم أهالي مركز يوسف الصديق في الفيوم، عدة وقفات وسلاسل بشرية، رافعين لافتات "ارحل" و"عوّاد باع أرضك". وفي المحافظة نفسها، نظم شباب منطقة سنهور القبلية مسيرة بالدراجات البخارية، جابت عددًا من القرى وسط تفاعل كبير من الأهالي، وترديد الهتافات والشعارات المطالبة برحيل السيسي.
وفي منطقة ناهيا بحافظة الجيزة، انطلقت تظاهرة مفاجئة، عصر اليوم الإثنين، بعدما بدأ أحد الشبان بالهتاف في أحد الشوارع الرئيسية، وأعقبها توافد عدد آخر من الشباب إلى حيث مكان خروج الهتافات.
وانطلقت المسيرة في عدد من الشوارع بالمنطقة، في محاولة لحشد عدد أكبر من المارة والمتظاهرين.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات معادية للنظام الحالي، منها "الشعب يريد إسقاط النظام".
وشنت قوات من الشرطة المصرية، مدعمة بعدد من المدرعات، هجوماً شرساً وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش على المتظاهرين، الذين تفرقوا في الشوارع الجانبية، بعد وقوع إصابات بالغة.
إلى ذلك، قررت نيابة الإسكندرية، شمال مصر، تجديد حبس 6 من النشطاء السياسيين تم إلقاء القبض عليهم، يوم الجمعة الماضي، لتعذر حضورهم من محبسهم، 15 يوما، بعد أن وجهت إليهم تهم الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون، والتنسيق مع عناصر من جماعة الإخوان لإسقاط النظام القائم، والتحريض على التظاهرات، والاعتصام والإضرابات الفئوية.
وكثفت قوات الأمن من تواجدها والتشديدات الأمنية في مختلف مناطق المحافظة، واصطفت المدرعات وسيارات الجيش والشرطة، خاصة في الشوارع والميادين الرئيسية.
كما شددت المنطقة الشمالية، بالتنسيق مع الشرطة، الحراسات على المنشآت الحيوية والشرطية والمهمَّة والقنصليات والمؤسسات والمحاكم، منذ مساء الأحد، فيما نظمت إدارة المرور عدة كمائن لضبط المرور والسيارات المخالفة، وأغلق الأمن محيط القائد إبراهيم في منطقة محطة الرمل تمامًا بالسيارات المصفحة، لمنع أي تظاهرات أو احتفالات اليوم.
وكانت أحزاب وحركات دعت إلى التظاهر اليوم، تنديدًا بإعلان مصر تبعية جزيرتي تيران وصنافير، في البحر الأحمر، للسعودية، وأعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية في الإسكندرية عن الانطلاق في فعاليات اليوم من 11 نقطة بكافة أحياء المدينة، للمشاركة في إعلان رفض بيع الوطن ورفض الانقلاب العسكري.
كما خرجت مسيرات ومظاهرات في أنحاء متعددة بمناطق المحافظة، تنديدا بالانقلاب العسكري، ضمن فعاليات "ارحل" التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية، رفضا للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، واحتجاجا على اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة.